الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

عين صالح

    غالبا ما يأخذ برنامج جوجل أرض  كل وقتي واني أجده أفضل برنامج على الاطلاق . بفضل هذا البرنامج الرائع تمكنت من زيارة أغلب مدن وقرى العالم. كما تمكنت من العودة الى مدينة عين صالح بولاية تمنراست حيث قضيت 6 سنوات كاملة.
     مدينة عين صالح , مدينة غارقة وسط الاف الكلمترات المربعة من الرمال , تعتبر أسخن بقعة على وجه الارض و درجة الحرارة فيها قد تصل أحيانا الى 55 درجة مئوية.ذهبت اليها للعمل في خريف 1992 بعد تخرجي من الجامعة مباشرة . ما شجعني على البقاء هناك هو وجود ابن عمي صالح بنفس المدينة وكان يعمل كطبيب بمستشفى عين صالح.  كنا 12 استاذا نمثل تقريبا جميع مناطق الجزائر وما زلت أتذكر أغلبهم.
أسد تيديكلت أوالجبل الجاثم على شكل أسد يعين صالح
   تقاسمت غرفة مع عبد الكريم بلقاضي من حسين داي بالعاصمة وقد كان انسانا خلوقا ومرتبا. مازلت أذكر أيضا عمار مرواني من سطيف وقد كنا نعتبره عادل إمام الثانوية بسبب روح الدعابة التي كان يتمتع بها. تعرفت أيضا على محمد محرش من السوقر بولاية تيارت وكان معروفا بنزاهته و طيبته ولكنه غادرنا بعد عامين الى أمريكا ومن هناك الى كندا حيث يعمل الآن كمترجم بمقاطعة الكيبك. وكان هناك أيضا شير آكلي من بجاية و يحي آكلي من ملبو ببجاية أيضا بالاضافة الى السعيد العربي من واضية بتيزي وزو وهؤلاء كلهم من القبائل يتقاسمون نفس الغرفة و نفس الافكار تقريبا. من الشاوية كان هناك معمر زعتر و إسماعيل مناصرة القادمين من أريس بباتنة. أما معمر فقد كان شخصا ملتزما و متدينا وعلى خلق. من الجنوب كان هناك عبد الحاكم محمد من الاغواط وقد كان شخصا ظريفا جدا غادرنا بعد عامين الى تمنراست ومنها الى الاغواط ولم التق به أبدا بعد ذلك. خلال العطلة الصيفية ومنذ حوالي شهر دخلت الى محل لإصلاح الهواتف النقالة فأخبرني صاحب المحل أن أحدهم سأل عني و ترك لي رسالة. لم أصدق أن عبد الحاكم سيأتي يوما الى الطاهير و يسأل عني. قال لي صاحب المحل أنه أعجب بمدينة الطاهير و سيعود العام المقبل أن شاء الله.
  ما كان يجمعنا هو الصبر على الظروف الطبيعية القاسية جدا فقد كان علينا أن نتأقلم مع  الحرارة الشديدة, الزوابع الرملية و ملوحة المياه و البعد عن الأهل و مع ذلك فقد تآلفت قلوبنا و أصبحنا بنعمة الله إخوانا  
منظر عام لمدينة غارقة وسط الرمال

ليست هناك تعليقات: