الخميس، 21 فبراير 2008

المدرسة و السوق

بسم الله الرحمن الرحيم
حديقة بانجلترا
يوم الاثنين الثامن عشر من فبراير.استيقظت هذا اليوم باكرا على أمل أن لا أسمع صراخ و ضجيج السوق الأسبوعية التي تقام غير بعيد عن منزلي.  إنه مكان كان في يوم ما حديقة عمومية واسعة تحتضن شتى أنواع الأشجار و الأزهار تم تصميمها بطريقة فنية جذابة. لكن يد الإنسان المتخلف الذي تنعدم لديه ثقافة الحدائق و الازهار و تطغى عليه عقلية البايلك أبت غير ذلك .لقد أهملت الحديقة إهمالا تاما وذبلت الأزهار التي غرست على عجل.  تم نهب السياج الحديدي الذي يحيط بالحديقة لأشاهده بعد ذلك في شرفات المنازل أما المقاعد الخشبية فاقتلعت وتم استعمالها في صناعة النوافذ و الأبواب. 
حديقة بانجلترا
     وبدلا من حماية الحديقة و إعادة الاعتبار إليها اهتدت السلطات المحلية الى فكرة عظيمة للقضاء على ما تبقى من هذه الحديقة فحولتها إلى سوق أسبوعية يجمع كل اثنين كل أصناف التجار يشتركون في شيء واحد هو تلويث البيئة و الإساءة إليها من خلال القناطير المقنطرة من أوراق التغليف و الاكياس البلاستيكية وبقايا الخضر و الفواكه و ريش الدجاج و عظام اللحوم.أما العجب العجاب الذي أبدعت  فيه السلطات أيما إبداع فهو بناء مدرسة ابتدائية وسط هذه الفوضى غير الخلاقة . وإنيّ  لحد الآن مازلت عاجزا عن استيعاب تلك العلاقة بين تواجد هذه السوق وتلك المدرسة في مكان واحد .
المدرسة الت بنيت وسط السوق
     و لأن الخير و الإبداع لا ينقطع عن مدينة الطاهير فقد قررت سلطات هذه المدينة بناء مدرسة قرآنية و حضانة للأطفال وسط هذه الفوضى طبعا و لست أدري هل للأمر علاقة بنظرية جورج بوش و محافظيه الجدد و هي نظرية الفوضى الخلاقة التي سبقهم إليها إخواني الجزائريين بنظرية "خلطها تصفى" ؟
حدائق الغرب

        طبعا ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فلا يفوتني هنا أن أذكر و أشكر جمعية "مسك الليل" الطاهيرية بالخير طبعاً على مبادرتها الرائعة بخلق مساحات خضراء داخل مدينة الطاهير  أول ثمارها المساحة الخضراء التي أقيمت وسط العمارات التي تقابل المسجد و هي مبادرة لاقت استحسان الجميع ودعا إمام المسجد إلى تعميمها و المساهمة في إنجاحها خلال أحد دروسه.
 

ليست هناك تعليقات: