السبت، 12 نوفمبر 2011

فرح الدموع

عودة الى التدوين بعد انقطاع شبه إجباري تسبب فيه عرس خويا رؤوف و خطوبة أخيه مروان. و بهما انهينا موسما كاملا من اﻷعراس و الحفلات و الدعوات جعلتني أكره جملة جزائرية كررها العديد من أبناء بلدتي خلال عطلتي الصيف و الخريف مع استراحة طفيفة في رمضان
      '' راك معروض بالعائلة'' أو '' أنت مدعوبالعائلة'' هي العبارة التي نستعملها في الطاهير لدعوات الزفاف و الخطوبة و حتى الى ولائم الذهاب و العودة من الحج. و في حيّنا تزوج كل الجيران تقريبا و لم يخل بيت من حفل زفاف. و الشيئ الذي أحييه و أتمنى أن يدوم و يبقى ما حييت هو ذلك التضامن و التكافل بين أفراد العائلات و الجيران فالكل ساهم بما يستطيع في سبيل إنجاح تلك الأعراس و الحفلات.
   و قد كان عرس '' خويا رؤوف'' متميزا في كل شيئ و خاصة حفل الحنة الذي كان ناجحا للغاية. أما أنا فقد اختلطت مشاعر الفرح بزواجه مع مشاعر الحزن على فراق شخص اعتبرته دائما ابني الذي لم ألده و أخي الذي لم تلده أمي. كنت مسرورا للغاية ليلة زفافه ﻷني حققت حلم والدتي التي ماتت و هي توصينا خيرا برؤوف و طالما ألحت على تزويجه و رغبت ان تراه عريسا و هي على قيد الحياة. فرحت ﻷني كنت متأكدا من أن والدتي ارتاحت في قبرها و هي تسمع من قبرها الذي يحضنها غير بعيد عن موقع الحفل زغاريد النسوة فرحًا برؤوف عريسًا.       
        وقفت غير بعيد عن رؤوف و هو يتباهى في برنوسه اﻷبيض و الجميع من حوله يرقص فرحًا به أستحضرصورة أمي برقصتها الجميلة فأعتقد من هول اللحظة أنها هناك و أن الجميع يرقص فرحًا من أجلها. كانت أمي هناك ترقص تارة و تصفق تارة أخرى.
       نعم يا أمي كنت هناك وسط الحفل و كانوا جميعا هناك. الزمن في جيبي أنا و اﻷغنيات على أصابعهم هم. تخيلتك و نحن نحمل رؤوف فوق أكتافنا و أنت و سطنا ترقصين تارة و تزغردين أخرى. رؤوف عريس يا أمي. هذا ماكانت تود شفتاي أن تقوله لك. رؤوف تزوج يا أمي و هذا عرسه. انتهى حفل وضع الحنة في يد رؤوف. اعتقدتك تقفين هناك يا أمي تراقبين الحفل. من هول اللحظة خُيّل أني رأيتك تتسللين دون أن يراك أحد. تسللت بعد الإطمئنان على أن رؤوف وضع الحنة في يده اليمنى. تخيلتك و أنت تسللين عائدة الى حيث ترقدين في تلك المقبرة الموحشة
       تقدم الجميع نحو رؤوف مباركين له . تقدمت مع أولادي لنأخذ الصورة التذكارية معه و لكن أميمة فضحت مشاعري و مشاعر عائلتي. اختلطت علينا مشاعر الفرحة و الحزن . فرح الجميع بزواج رؤوف لكن أميمة و والداها كانا فرحين و حزينين. أميمة بكت ﻷن من قاسمنا الحياة بحلوها و مرها لمدة تزيد عن الثلاثين سنة عاد لحضن والديه الطبيعيين.

     فهنيئا لك يا رؤوف بزفافك و دامت محبتك. يشهد الله أننا نحبك و ما زلنا نحبك هنا و هناك. 

ليست هناك تعليقات: