- الجهة الخلفية على اليمين يا أبي.
- ربما تكون العجلة مثقوبة.
- كلا يا مدام...لقد راقبت العجلات الأربعة.
-الصوت قادم من الصندوق الخلفي يا أبي...إنها قارورة الماء.
- اسكت انت يا شهاب...أنت صغير و كنت نائما ثم إنك لا تعرف شيئا.
- دعيه يا أميمة...صغيري يعرف كل شيء...حسنا يا ولدي...سأرى.
أعود الى الخلف و افتح الصندوق الخلفي فإذا هي فعلا قارورة الماء. لقد ظلت تتحرك يمينا و شمالا عند ميلان السيارة في المنعرجات. أسحبها و أضعها في جيب إحدى الحقائب و أعود الى السيارة مسرعا بعد أن لفحت وجهي سياط برودةهذا الصباح العاصمي. أصعد الى السيارة و أنطلق من جديد. لقد اختفت الطقطقة نهائيا.
- صدقت يا شهاب ...أنت حقًّا ولد ذكي.
- أنا أيضا كنت أعرف إنها القارورة يا أبي...كنت اعرف أنها هي من كانت تصدر ذلك الصوت.
- اسكت يا يوسف...أنت لم تقل لنا انها القارورة.
- و ما دخلك أنت يا أميمة؟ أنت دائما تحشرين انفك.
- توقفا عن الشجار يا يوسف ...يا أميمة.
- شفت يا أبي... أنا لا أتشاجر أبدا.
- فعلا صغيري ذكي و فوق هذا مسالم...اقترب مني و أجلس بين مقعدي و مقعد أمك... أريدك بالقرب مني لتؤنسني.
-ها أنذا يا أبي...هذه هي الدزاير يا أبي...مدخلها يشبه مدخل جيجل عندما نذهب اليها من الطاهير.
- فعلا يا شهاب...هي فعلا تشبهها لكنها اكبر. قل لي يا بني...ما الذي تريد شراءه للعيد؟
- انا أيضا اريد كسوة العيد يا أبي.
- أسكت يا يوسف...أبي سأل شهاب و لم يسألك أنت...ثم لا تنسى انني أنا أيضا أريد كسوة العيد.
- دعيه يا اميمة...سوف أشتري كسوة العيد للجميع. أنتم أولادي جميعا.
- لن ننتظر طبعا الى الغد يا رجل. عندما نصل الى باب الزوار سوف نذهب الى المركز التجاري مباشرة ...لقد أخبرتني أختي عنه. كل شيئ جديد متوفر هناك.
- يعني في رأيك عندما نصل نتوجه مباشرة الى المركز التجاري دون ان آخذ قسطا من الراحة.؟
-نعم لم يبق للعيد سوى أربعة أيام و سنعود للطاهير يوم الجمعة ...أمامنا يومان فقط و لن يكونا كافيين.
- لا جدال في ذلك...لكني تعبت من السياقة طوال الليل ... علي أن أنال قسطا من الراحة أولا و عندما أستيقظ سنرى.
- عندما تستيقظ ستجد أن السلع ذات الجودة قد نفذت...لن يتركوا لنا شيئا جميلا نلبسه يوم العيد. يجب أن نغتنم الفرصة.
-طيب ما رأيك في أني لن أذهب لا اليوم و لا غدا الى المركز التجاري و لن أشتري شيئا. سوف تعيّدون بملابس العيد الماضي.
يطبق الصمت على أفواه الجميع و كأنما حطّت على رؤوسهم الطير. ينسحب شهاب في هدوء الى الخلف و يتسلل تحت البطانية متظاهرا بالنوم. و كذلك فعل يوسف ثم أميمة أما زوجتي فقد أخرجت هاتفها النقال و راحت تعبث به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق