الخميس، 1 سبتمبر 2011

أماني عيد الفطر

      مر اليوم الأول من عيد الفطر بسرعة في الصباح . أديت و ولدي يوسف صلاة العيد بالمسجد المركزي سيدي يحي. أخذنا مكاننا في الطريق العمومي أمام المسجد بعد ان امتلأ المسجد بطوابقه الثلاثة بالمصلين كما غصت بهم باحة المسجد. مرت خطبة الإمام السعيدي سريعة على غير العادة. فالإمام السبق الشيخ ناصر كان يطيل الخطبة و يجعلك تستمع إليها بكل جوارحك حتى و إن غالبك النعاس من حين لآخر. أكتفى الإمام الجديد بتقديم مواعظ عن وجوب الإستمرار و مواصلة طاعة أوامر الله عز و جل و اجتناب نواهيه لأن رمضان كان فرصة للترويض و التدريب. و ذكرني هنا بدروس و خطب الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله أو "خطيب الدعوة " كما كان يسمى. فقد قال لمن كانوا يتركون الصلاة بعد رمضان و يعودون الى ارتكاب المعاصي " إن الله في رمضان هو الله في شوال و لن يستقيل بعد رمضان." 
    انتهت الخطبة بعد أن هنأنا الإمام بالعيد و عدنا أنا و يوسف الى المنزل. الكل يقبل بعضه بعضا و يقدم التهاني و يدعو بالمغفرة و البركة في مشهد قلّ أن تجده في بلاد غير المسلمين. أصل الى المنزل و أقدم التهاني للعائلة و العيدية أومصروف العيد للأولاد ثم أنطلق الى المقبرة للوقوف على قبر الوالدة رحمها الله. أقرأ عليها سورة الفاتحة ثم أدعو الله لها بالرحمة و المغفرة مستذكرا أيام العيد و كيف كنا ننتظر عودتها من المسجد لنهنئها بالعيد. كانت بركاتها تعم البيت و تعمره فرحا و ابتهاجا. أعود بعدها الى البيت بعد أن اكون قد صافحت من اعرفهم في المقبرة لأقدم التهاني لعائلة أخي محمد الذي يسكن بجواري ثم عائلة أخي محفوظ.  هذا الأخير ذكرنا بواجب زيارة عائلة عمي يوسف الذي توفي قبل لرمضان و هكذا جرت العادة أن نزور العائلة التي فقدت عزيزا و تعيّد بدونه لأول مرة. أدينا الواجب و زرنا أختي التي تقيم بنفس البيت و عدنا الى البيت لنجد في انتظارنا كالعادة اولاد خالي مسعود الثلاثة ياسين , عمر و سفيان. نقوم بواجب الضيافة ثم أذهب مع أخي محمد لزيارة خالتي لويزة في بيتها ثم ابن خالي أحمد ثم ابن خالي حسان. و حيثما حللت تعرض عليك حلويات العيد التي زينت الموائد في جميع البيوت مع العصائر و مشروب حمود بوعلام الذي لا تكاد تخلو منه مائدة جزائرية. أما انا ففضلت طبقا تقليديا من إعداد خالتي لويزة  يتمثل في "الغرايف" او كما يسميه العاصميون "البغرير". كان لذيذا جدا و لكني لم أكثر منه. عدنا الى البيت فصليت الظهر ثم قفزت الى الفراش بعد أن أوصيت زوجتي بعدم إيقاظي.  أخذت نصيبي من الراحة و نهضت لأستقبل ابن خالي عبد الكريم الذي جاء مهنئا بالعيد كعادته. بعد العصر أخذت العائلة و ذهبنا لزيارة أختي الصغرى المتزوجة ببني بلعيد. اكتفينا بطبق التين و الإجاص بدلا من الحلوى و غادرنا الى قرية بازول حيث تقيم عمتي زكية.  هنأناها بالعيد و البيت الجديد و عدنا الى البيت على الساعة التاسعة و النصف بعد أن عرّجنا على ابن خالي عبد السلام في بيته ببوشرشور حيث كان كريما معنا.  صليت العشاء و القيت بجسدي على سريري متعبا. استيقظت بعدها بساعتين معتقدا إنه الصباح. فوجئت  بأن الوقت منتصف الليل و العودة الى النوم أصبحت مستحيلة. هي فرصة لي لأسجل في مدونتي ما فعلته هذا اليوم. نسيت نفسي حتى أيقظني آذان الصبح الأول. توضأت و خرجت أريد المسجد. سرت في ظلمة الليل و الطريق خالية إلاّ من بعض رواد المسجد. وصلت الى المسجد فوجدت أن عدد المصلين انخفض الى النصف. أربعة صفوف فقط.  قلت في نفسي " مع مرور الوقت يا أحسن سيتضاءل العدد و ستفعل مثل الذين هم نيام الآن. سوف تفضل النوم على الصلاة." استعذت بالله من الشيطان الرجيم و دعوته أن يعينني على ذكره و شكره و طاعته.عدت الى المنزل برفقة صديقي و زميلي نور الدين. كلانا يعتقد أن بركة رمضان سوف تغادرنا مع مرور الأيام. اللهم ثبت قلوبنا ولا  تكلنا الى أنفسنا و أعنا على الذهاب الى المسجد و الناس نيام . آمين.

ليست هناك تعليقات: