السبت، 6 أغسطس 2011

إحسان في رمضان...كريم

يوم الجمعة يصادف الخامس من شهر رمضان. و هذا الشهر  تتسابق فيه الجمعيات الدينية لتنظيم حملة جمع التبرعات لبناء المساجد في رمضان. و المساجد المحظوظة او التي لديها نفوذ في مديرية الشؤون الدينية هي من تفوز بفرصة تنظيم جمع التبرعات في رمضان بسبب رغبة الناس في فعل الخيرات و الاحسان في هذا الشهر العظيم. و أول جمعة من رمضان فازت بشرف تنظيمها جمعية المدرسة القرآنية -أحمد بوسماحة- التي ستبنى غير بعيد عن مسكني في زعموش أي مكان السوق اﻷسبوعية سابقا. 
انتقلنا أنا و يوسف الى مسجد تاسيفت حيث أدينا صلاة الجمعة أعاد علينا الإمام ما حفظناه من قبل عن هذا الشهر مثل تصفيد الشياطين و مضاعفة الحسنات و ليلة القدر و غيرها. قبل الخطبة تداول على صفوف المصلين شباب يحملون أكياسا سوداء يجمعون فيها ما يجود به المصلون لفائدة مدرسة علوم القرآن الشرعية. الحصيلة كانت كبيرة و اﻷكياس امتلأت عن آخرها. في تلك اللحظة تذكرت ما قالته لي صديقة كندية تعرفت عليها سنة 2001 و استطعت بفضل الله ان أجعلها تطلق المسيحيةو تعتنق الإسلام و ترتدي الحجاب الإسلامي. كانت كاتي فيتزجرالد تكره الذهاب الى الكنيسة كل أحد بسبب ممارسات الكنيسة التي حولها قسها مركزا لجمع الضرائب و التبرعات  و ممارسة التجارة كل أحد متحججا بضرورة خدمة الرب و دار عبادته.
لا أدري لماذا خطرت ببالي هذه الفكرة التي بقيت تراودني الى أن اجتمعت مع أصدقائي ياسين و رشيد و السعيد و فاتح و محمد بقرية ظهر وصاف بعد آداء صلاة التراويح. لقد كان الجميع متذمرا من حكاية جمع التبرعات هذه ليس بخلا منهم و لكن للمبالغة الشديدة في مطالبة المصلين بدفع هذه التبرعات كل أسبوع. بل و هناك منهم من أصبح يشعر أنه يدفع مقابلا للصلاة في بيت الله كالمقابل الذي يدفعه حين يدخل لملعب كرة القدم او المسبح او صالة السينما.
    قلت لهم إن مهمة بناء المساجد لابد أن يتقاسمها و الناس مع الدولة. فالدولة التي تتتسارع الى تعيين إمام للمسجد حين تنتهي به اﻷشغال عليها أيضا ان تتكفل ببنائه من أموالها التي هي أموال الشعب تماما كما تقوم ببناء المدارس و المستشفيات و الملاعب و دور الثقافة. و يبقى دور المصلين هو التبرع بالمفارش و السجاد و المكتبات و الأجهزة السمعية. 
    شاطرني الجميع في رأيي حين قلت أن العلوم القرآنية يجب أن تدرس ضمن المنظومة التربوية و ليس بعيدا عنها فهذا نوع من العلمانية و فصل للدين عن التعليم. فقد أصبحت مادة العلوم الشرعية في البرنامج الدراسي عبارة عن حث للتلاميد على تنظيم اﻷسرة و الصحة النفسية و الاقتصاد.
    لست ضد الإحسان و لا ضد فعل الخيرات لكنني أصبحت أرى أن جمع اﻷموال للمساجد أصبح مناسبة للتسابق في شراء الثريات الباهضة الثمن و ووضع الزخارف و المكيفات و الزرابي الفاخرة التي ليس لها علاقة بدور المسجد و صدق رسول الله حين قال ان من بين علامات الساعة تزيين المساجد أو كما قال.

ليست هناك تعليقات: