اليوم الثامن من رمضان عانينا فيه من الحر الشديد و الرطوبة العالية. بعد عودتي من صلاة الصبح وجدت صعوبة كبيرة في النوم فشغلت الحاسوب و اامضيت وقتي في مطالعة جرائد اليوم حتى طلوع النهار حيث نمت بعد أن أدرت ظهري ناحية مكيف الهواء. استيقظت على السعة منتصف النهار وقد شلت ظهري و صعب علي تحريكها. ماذا بقي لنا ان نفعل؟ نشغل مكيفات الهواء فنشل لا نشغلها نموت من الحر؟
![]() |
هل تتكرر مبادرات تنظيف الشوارع؟ |
نحن نحتاج الى صبر أيوب أو صبر أهل البادية كما قال ذلك الياباني متحدثا عن أهل البادية من العرب. ما الذي حدث او يحدث لنا؟لماذا عيل صبرنا؟. أتذكر حين بدأت أصوم رمضان في سبعينيات القرن الماضي لم نكن نملك لا ثلاجة و لا مكيف هواء و مع ذلك كنا نصوم بل و نستمتع بصومنا في عز الصيف و القيظ. كانت الامكانيات قليلة او منعدمة فقد كنا نرفه عن أنفسنا ليلا بمشاهدة التلفاز الذي كان يتوقف بث برامجه على الساعة منتصف الليل و مع ذلك كنا نسهر حتى طوع الفجر ولم نكن نعاني لا من الملل و لا من الضجر. كنا نأكل مما نزرع في حقلنا الصغير و الشيء الوحيد الذي كنا نشتريه هو المشروبات الغازية التي كان جارنا علاوة رحمه الله يبردها في حوض ماء صغيرقبل أن يبيعها لنا سما هاريا.
نحن الآن نملك آلاف القنوات الفضائية العامة و المتخصصة و نملك الانترنت و الفايس بوك و التويتر و التدوين و العاب الفيديو و السيارة و مكيف الهواء و مع ذلك نحس بالملل و الضجر و التعب. المفروض ان هذه الوسائل صنعها الانسان لتجعل حياته أكثر راحة و رفاهية لفإذا هي تزيدنا تعبا و مللا.
نحن بحاجة الى راحة نفسية تشع من داخلنا. أشعر أننا بحاجة الى الانفصال عن هذه المنتوجات الصناعية التي زادتنا ملل على ملل و الالتفات الى ذواتنا فلنجرب أن نقضي يوما او أسبوعا بدونها و نقضي أوقاتنا بدلا من مشاهدة التلفزيون و العمل على الحاسوب نقضيها في قراءة القرآن و الحديث و أمهات الكتب و القيام بإصلاح و ترتيب ما ينبغي إصلاحه و ترتيبه في بيوتنا أو نخصص بعضا من وقتنا لتنظيفها. أشعر اني بدأت أحلم رغم أني يقظان بعد أن تناولت فطوري و قهوتي منذ قليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق