الأربعاء، 10 أغسطس 2011

حيران في رمضان ...كريم

اليوم التاسع من رمضان. أحسن يوم على الإطلاق فقد كان باردا منعشا لم نشعر فيه لا بالعطش و لا بالتعب. استيقظت كعادتي على الساعة الحادية عشرة صباحا بعد أن سهرت مع الانترنت حتى الساعة الخامسة و النصف. كنت قد أديت صلاة الصبح جماعة و في طريق العودة التقيت بصديق قديم هو عبد الرشيد الذي يعمل بالصحراء كمهندس للبترول. الرجل متدين و صادق جدا حين يتحدث كما عهدته منذ الصغر. تحدثنا بمرارة عن واقع البلاد و كيف أن الرداءة عششت فيها الى الأبد. أخبرني رشيد عن قصة المهندسين الجزائريين الذين أرغموا على ترك مناصب عملهم في البلاد لأنهم تجرأوا و طالبوا بزيادة طفيفة في أجورهم. قال لي رشيد ان أجرهم لم يكن يتجاوز ال80000 دج . غادر المهندسون مناصب عملهم و ذهبوا الى الخليج. و ظفت الشركة الجزائرية بعدهم اجانب يتقاضون اجورا خيالية و كمثال على ذلك قال لي رشيد " تصور يا أحسن معنا مهندس مصري ذي جنسية كندية يتقاضى 2500000 دج أي 250 مليون سنتيم شهريا" هكذا يفعلون بالبلاد. قلت له إن الوضع يتجه نحو الأسوء و لم يعد هناك من يخاف على هذا الوطن. الكل ينهب.
      منذ أسبوع جمعنا حوار مع صديقنا الدكتور سعيد قاسمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر. الرجل قضى ما يقرب العام دارسا بالقاهرة. حدثنا عن مقدارحب المصريين لبلدهم. قال لنا إنه كان منبهرا بمدى عشق المصريين لبلدهم. و الحقيقة أني شعرت بالغيرة فرغم معاناتهم اليومية إلا أنهم يهيمون في حب بلدهم على عكسنا نحن الذين نبيعه في اليوم ألف مرة. 
      عدت الى البيت و كلي حسرة فشغلت الحاسوب و أعدت قراءة كتاب الياباني لعلي أجد جوابا شافيا لسبب تخلفنا نحن العرب فلم أجد جوابا شافيا. تذكرت تلك الصفوف اللا متناهية للمصلين في العشاء و التراويح. كل هذه الجموع تتزاحم على مكان في المسجد و مثلها في مساجد بوشرقة و بوالشعور و المحطة و مع ذلك لا نرى أثرا لها في الحياة اليومية. لماذا أصبح الناس لا يتناهون عن منكر يفعله إخوتهم و جيرانهم؟  لماذا لا يأمرون بالمعروف؟ لماذا لا يتقنون عملهم؟ لماذا يخونون مبادئهم ؟ لماذا لا يقومون بواجباتهم؟ لماذا يضيعون وقتهم؟ أسئلة عجزت عن الإجابة عنها فذهبت في نوم عميق. 
     خرجت بعد الظهر للتسوق مع ابن أخي نصر الدين. حرصت على شراء الخضر و الفواكه التي يوفرها أهل الجبال فهي خالية من الأسمدة و المبيدات كما حرصت على ملء القفة من كل شيئ و مع ذلك حينما عدت الى المنزل وجدت و كأني لم أشتر شيئا. فبعد التدقيق الجيد من طرف جمارك المطبخ تبين أن بعض السلع ناقصة و على مصالحي الاقتصادية استيرادها في الحال. كلفت ابن أخي نصر الدين بشراء الباقي تجنبا لضياع الصيام . انطلقت بسيارتي الى بني بلعيد لإحضار ولدي يوسف من عند عمته. كان الطريق فارغا الا من بعض السيارات عكس شعبان حيث كان الازدحام على أشده. 
     في طريقي قمت بشراء دلو من الصباغة عاقدا العزم ان أكما صباغة الطابق العلوي غدا بإذن الله حيث تبقت غرفتان بدون طلاء مع البهو. مصالح الأرصاد الجوية بشرتنا إنه سيكون معتدلا. علي بالنتهاء من الأشغال سريعا لأني أشعر أني لم أستفد من العطلة كما ينبغي. و مع ذلك فما قمت به ولّد لدي قناعة بأن الإنسان عليه أن يملأ وقت فراغه بالقيام بنشاط او عمل مفيد. و كما كانت تقول الوالدة عليها رحمة الله" اخدم يا وليدي و تفرج (على ما قمت به). 

ليست هناك تعليقات: