 |
هذا الصهيوني هو الذي تواجد في ميدان التحرير و في تونس أيام الثورة يوجه الثوار |
اليوم الثالث و العشرون من رمضان مر علينا بردا و سلاما. الشيء الذي نغص علي يومي هو إيقاظي من طرف البناء الذي حضر أخيرا ليكمل الأشغال بعد ان أخذ مني التعب و الصيام كل مأخذ. استيقظت على الساعة التاسعة صباحا و بقيت معه حتى غادر على الساعة الثانية بعد الظهر. و قد كانت فرصة لي لأشاهد الأخبار و أتحول بين القنوات فتابعت على المباشر سقوط باب العزيزية آخر أوكار المجنون الذي كان يقود ليبيا. سبحان الواحد القهار. "كم تركوا من جنات و عيون". هذا الذي كانت تهتف له الجماهير و تحمله على الأكتاف أصبح طريدا مدحورا. لقد كان الثوار يكبرون الله على هذا النصر الذي حققوه و كم تمنيت لو أنه كان ليبيًا صرفًا و ليس كما قال الصهيوني الفرنسي "برنارد هنري ليفي " الذي أرجع الفضل الى ساركوزي و اعتبره مهندس الحدث.
هنا مع قادة الثورة الليبية في مركز العمليات العسكرية
عدت الى النوم مباشرة بعد أن غادر البناء. صليت العصر و بقيت أبحث عن شيء مفيد أفعله في انتظار الإفطار فلم اجد غير طلاء غرفتي. فعلا قلت في نفسي. صدق المفكر الجزائري العظيم مالك بن نبي حين ربط شروط الحضارة بتفاعل ثلاثة عوامل هي الإنسان و التراب و الزمن. الانسان سوي الفطرة الذي يحسن استغلال ما يوجد في ترابه محترما لزمنه أو وقته. تذكرت أقواله و هو يوصي الانسان المسلم بأن يكون فعالا و يملأ وقته بما هو مفيد و قد روت بنت أخته ذات مرة انه كان يوصيهم دائما بفعل شيئ مفيد في المنزل حتى و لو كان تلميع حداء أو مسحه بدلا من إضاعة الوقت في أمور تافهة.
عملي بنصائح مالك بن نبي أيقظ في الحنين الى مطالعة كتبه و من أحبها الى قلبي " الصراع الفكري في البلاد المستعمرة" و هو الكتاب الذي فضح فيه أساليب الاستعمار او الغرب أو الأنظمة الدكتاتورية في إدارة الصراع ضد الأفكار التي تهدد مصالحها. و رغم أن مالك بن نبي ألفه منذ أكثر من أربعين سنة إلا أن من يقرأه سيشعر أن الغرب يستمد خططه من هذا الكتاب دون ان يعلم. قرأت الكتاب مجددا فوجدت أن الزمن عند مالك بن نبي شيء مختلف تمام فماضيه حاضر و حاضره مستقبل. رحمه الله و جعل كل ما عمله من أجل الحضارة الاسلامية في ميزان حسناته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق