الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

التين و سيف الإسلام في رمضان...كريم

الفاكهة الفضلة عند الطاهيرين لا جوع و لا عطش بعد أكلها.
اليوم الثاني و العشرون من رمضان اعتدل فيه الجو و قل الجوع و العطش. بعد عودتي من صلاة الصبح شغلت التفزيون لأستمع لأخبار الجزيرة و العربية و BBC و فرانس 24. كل القنوات تتحدث عن اعتقال سيف القذافي و سقوط طرابلس لكن شح الصور القادمة من هناك أدخل الريبة الى قلبي.لو كانت الأمر كذلك لأمطرتنا الجزيرة بعاصفة من الصور او على الأقل صور من الانترنت كما تفعل من سوريا هذه الأيام. نال السهر مني فاستغرقت في نوم عميق بعد أن أبقيت على التلفزيون شغالا. استيقظت منتصف النهار لأجد القفة في انتظاري. الثلاجة تشكو الفراغ مجددا.
      ما كان علي إلا أن أتوجه الى سوق تاسوست للخضر. ما إن وصلت الى سوكر قبل المطار حتى فوجئت بحادث مرور بهلواني و ما أكثر الحوادث بهذا الطريق الذي تملأه أعمدة الإنارة الجميلة. سيارة من نوع ميغان تنحرف بسرعة فائقة فتسقط عمودا كهربائيا ثم تقفز في السماء لتسقط في الجانب الآخر من الطريق ليصبح اعلاها هو أسفلها. جميع من كان مارا بسيارته من هناك توقف ليلقي نظرة على السيارة و صاحبها الذي لحسن حظه لم يصب سوى بجروح طفيفة. واصلت سيري نحو تاسوست ففوجئت بحادث  انحراف ثم انقلاب سيارة أخرى. و إني كاد أجزم ان الأمر له علاقة بالنوم في رمضان. الصيام و قلة النوم يذهبان التركيز عن الشخص فيرتكب ما لا تحمد عقباه. 
   وصلت الى سوق الخضر فوجدت أن الأسعر ما زالت ملتهبة و مع ذلك ملأت قفتي و مررت بالجزار أقضي على كل ما تبقى في جيوبي من نقود. عدت الى المنزل مرتاح البال فأنزلت الحمولة و ناديت على زوجتي لتحمل عني ما ستملأ به الثلاجة اللعينة. قلت بافتخار " لن تتحدثي عن فراغ الثلاجة بعد الآن فقد اشتريت كل شيء." فما كان منها إلا أن ذكرتني بأن السميد و زيت المائدة و الطماطم المصبرة قد نفذت كلها و مازال علي شراء لوازم حلويات العيد. كنت أخطط للعودة الى النوم و لكن قائمة المشتريات الجديدة طيرت النوم من عيني فأخذت ابني يوسف و هربت الى أعالي جبال الشحنة بحثا عن أعز فاكهتين لدى الطاهيريين في رمضان: التين و اليتين الشوكي أو الهندي كما يسميه الطاهيريون. 
    وصلت بعد ساعة الى أيدالن بعد ان شبعت غبارا فالطريق الجبلي بصدد الانجاز و علي تحمل العوقب. أغلقت نوافذ السيارة و استسلمت للحرارة الشديدة حتى بلغت قرية الشحنة حيث الطريق معبدة الى غاية عين تيري. فتحت نوافذ السيارة فهبت علينا نسمات الجبل الباردة النعشة فأعادت لنا الروح. بحثنا عن باعة الفاكهة فلم نجدهم. لقد باعوا كل شيئ في الصباح و لم يبق شيئ. ناديت على سيدة قطف زوجها صندوقا كاملا ليبيعه غدا فرفضت بيعه لي خوفا من زوجها لأنها لا تعرف السعر. انتظرته و لكنه لم يعد. استسلمت للأمر وقفلت راجعا بعد أن ملأت قوارير المياه من منبع طبيعي يقال له "زرع الورد" أنشأته فرنسا  إبان الإحتلال وما زال قائما الى اليوم. و الحقيقة أنها أنشأت عيونا طبيعية في كل بقعة من تراب الولاية و كلها مازالت محافظة على هندستها و ذوق مائها الرائع الى اليوم. وصلت الى المنزل بعد ان عرجت على صديقي فاتح بقرية ظهر وصاف حيث سلمني قارورة الحليب الطبيعي قبل آذان المغرب بقليل. 
Image: Saif Al-Islam, son of Muammar Gaddafi, greets supporters in Tripoli
سيف الاسلام أثناء تجوله في طرابلس الليلة
    بعدها أديت صلاة العشاء و التراويح و التحقت بأصدقائي رشيد و فاتح في قرية ظهر وصاف فسهرنا هناك حتى ساعة متأخرة من الليل و كعادته أتحفنا فاتح بطبق التين الشوكي و قلب اللوز  ليلتحق بنا فيما بعد صديقنا محمد بن اعراب و صالح و ضيفهما من ورقلة. تحدثنا عن ليبيا و مستجدات الأحداث فيها و كان آخر كلام قلته عن سيف الاسلام القذافي و سبب عدم بث صور اعتقاله. عدت الى المنزل و ما إن ولجت الباب حتى نادى علي ابني يوسف إسلام" اسرع يا أبي لتشاهد سيف الاسلام القذافي و هو يتجول في طرابلس حرا".

ليست هناك تعليقات: