الخميس، 18 أغسطس 2011

نيران في رمضان... كريم

صورة من داخل مدرسة

مدخل مدرسة عربية
     اليوم السابع عشر من رمضان قررت أن أرتاح فيه و لا أعمل شيئا. آويت الى الفراش على الساعة السابعة صباحا بعد أن عانيت من دخان المفرغة العمومية الذي غطى المدينة تماماو حر هذا اليوم الصيفي .  فكنت بين أمرين أحلاهما مر: إن فتحت النافذة يدخل الدخان وبالتالي لا أستطيع ان أتنفس جيدا و إذا أغلقتها عانيت من حر الغرفة و الرطوبة العالية جدا التي تعاني منها المدينة بسبب المناخ السائد و التلوث. استيقظت على الساعة الواحدة ظهرا بصعوبة لأن نوم الليل لا يعوضه شيئا فوجدت بنتي في انتظاري لآخذها هي ووالدتها الى جيجل لاختيار كسوة العيد. ساعتان و نصف قضيتها بين محلات  الألبسة و مع ذلك لم تشتريا شيئا  فلماعجزت عن معرفة ما نوع اللباس الذي تبحثان عنه  قفلت راجعا الى بيتي فقد أنهكني العطش و الغضب معا. لما وصلنا الى تاسوست لاحظت غمامة سوداء تغطي نواحي الطاهير من كل جانب. عرفت سبب الحر و  الرطوبة. النيران تلتهم الجبال المحيطة بالطاهير من كل جانب حتى إذا تصاعد الدخان شكل غطاء لف المدينة فحبس عنها كل شيء و حولها الى بيت بلاستيكي يعجز من يدخله عن مقاومة الحر الشديد و الرطوبة العالية .ومن يستطيع أن يتنفس هواء نسبة الماء فيه أكثر من 80بالمائة. 
تلاميذ صينيون يقومون بتنظيف دورات مياه المدرسة 

مدخل مدرسة دانماركية

صورة من داخل مدرسة  صينية 
    بعد العصر حاولت أن أنام قليلا لتعويض ما فاتني و لكن الحرارة و الرطوبة منعتاني مجددا فشغلت جهاز التلفزيون و أخذت أتنقل بين القنوات حتى توقفت عند برنامج خواطر 7. حلقة هذا اليوم لم أشاهدها من قبل و كان موضوعها دورات المياه أو المراحيض أكرمني الله و أياكم عند العرب و عند العجم من أهل الصين و الدانمارك. و طبعا القارنة تميل دائما لمدح الأعجمي و ذم العربي ليس بدون وجه حق. رأيت الصينيين في البرنامج و هم يهتمون بدورات المياه و نظافتها و رأيت الدنماركيين و هم أكثر الناس حرصا عليها رغم أنهم لا يتوضؤون خمس مرات في اليوم كما نفعل نحن. حاور معد البرنامج امرأة صومالية تشتغل كعاملة نظافة بإحدى المدارس الدنماركية فصعقت لهول ما سمعت. المنظفة الصومالية تملك شهادة في التنظيف سلمتها لها مدرسة تقنية أو Technical School  بعد ان تلقت تكوينا في هذا المجال. أذكر أني دخلت يوما لجامعة عبد الرحمن ميرة ببجاية فأردت الوضوء لصلاة الظهر فتوجهت لدورات المياه بها و يا ليتني ما دخلت. لقد خرجت هاربا منها و أنا أقول "تبا لمن فصل المدرسة و الجامعة عن المسجد و تب ".
     عرفت في الأخير أننا نعاني من التلوث و من التخلف لأننا أمة خانت مبادئها الأولى فنحن أمة تغتسل خمس مرات في اليوم و مع ذلك تغطي الاوساخ جميع شوارعنا. نحن أمة تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر فلماذا أصبحنا امةلا تتناهى عن منكر؟ لقد أصبح وثنيو الصين و نصارى الدانمارك يقدمون لنا الحلول لنظافتنا و نحن خيرا منهم. اللهم اهدنا في من هديت.

      

ليست هناك تعليقات: