
اليوم السادس عشر من رمضان أشعرني أننا نعد العدة لتوديع شهر البركة. أثناء عودتي من جيجل شغلت الراديو على إذاعة جيل و كان الموضوع حوار حول ميناء جيجل و الطريق الوطني 77 الذي من الممفروض ان يربط جيجل بولاية سطيف. نسيت اسم الضيف و لكنه كان يتكلم كمسؤول عن الميناء.
طبعا كعادة كل مسؤوة قدم الضيف أرقاما ووعودا كعادة الجزائريين مثل تصنيف الميناء كأحد كبر الموانئ في إفريقيا مع أنه لا يستقبل إلا السيارات التي ينفق عليها الجزائريون الملايير كل سنة. شركة موانئ دبي التي منحت حق تسيير الميناء تعاني المسكينة منذ حصولها على الصفقة من تباطؤ المسؤولين الجزائريين في إنجاز الطريق الرابط بين الميناء و وولاية سطيف القلب النابض للإقتصاد الجزائري خارج المحروقات بفضل رجال أعمالها الناشطين في مجال الاستيراد.و الغريب في الأمر ان المسافة بين الولايتين ليست كبيرة و بإنجاز الطريق يصبح الجيجلي قادرا على أن يذهب الى سطيف في أقل من ساعة يشتري البضائع التي تكون قد مرت عبر ميناء جنجن و يعود الى بيته في أقل من ساعة. الرجل ظل يتحدث عن مشارع نهائي الحاويات و نهائي الحديد و المواد الصلبة و مشروع أحمد عز الطبال لإنشاء مصنع بالميلية و نهائي الخشب و مشتقاته و غيرها من الوعود التي طالما انتظرها المواطن الجيجلي من زيامة الى سيدي معروف و مع ذلك لم تر النور.
لقد مثل الولاية نواب في المجلس الشعبي الوطني و المجلس الولائي و جعلوا مشروع الطريق 77 و ميناء جنجن أهم محاور برامجهم الانتخابية و مع ذلك تمر السنون الطوال و لم نر شيئا من ذلك يحدث.
عدت الى منزلي و شغلت الحاسوب و انتقلت مباشرة الى دبي عبر الغوغل أرض. شاهدت ميناءها الذي أصبح يضمن 70 % من مداخيل الامارات بل أن بإمكانها أن تستغني تماما عن بيع المحروقات و تعتمد على التجارة.
مالذي ينقصنا كي نصبح مثلهم و ليس أحسن منهم؟ هذا هو السؤال الذي شغلني طوال اليوم و لم اجد له تفسيرا سوى أنها مشكلة ثقافة. لقد حوّل الاماراتيون بلادهم الى جنة الله فوق أرضه و أصبح الاوربيون يحلمون بامتلاك شقة هناك عند اهل الصحراء بعد أن كانوا يسخرون منهم و كم أعجبني إماراتي و هو يتحدث في برنامج خواطر 7 إذ يقول " أصبح شعارنا إرضاء الناس غاية تدرك".الحاصول أن ميناء الجواجلة صائم الدهر كله.
![]() |
أحد موانئ دبي |
![]() |
السيارات التي تعبر ميناء الجواجلة دون أن يستفيدوا منها شيئا |
![]() |
أحد موانئ دبي في عز نشاطه |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق