السبت، 13 أغسطس 2011

دخان في رمضان ....كريم

     اليوم الثاني عشر من رمضان مر كسابقيه بسلام. اعتدلت معه درجات الحرارة و لم نعد نشعر بالعطش. بالأمس مر علي صديقي ياسين حاملا معه طبقا لذيذا من التين الذي أحبه كثيرا. ذهبنا معا الى ظهر وصاف عند صديقنا فاتح حيث سهرنا هناك أمام بيته أمتعنا بطبقين من الفرماس الجبلي و التين الشوكي بعد أن بردهما جيدا. تحدثنا أنا و صديقي عن الكرة الجزائرية و القمة المرتقبة بين الريال و البارصا ثم عرجنا على المواضيع السياسية  خاصة موضوع الثورات العربية ثم موضوع العنصرية و الجهوية  التي تعشش في أدمغة الجزائريين و غير الجزائريين. افترقنا على امل اللقاء يوم الأحد لمشاهدة القمة الكروية الاسبانية  و عدناكل الى منزله على الساعة الثانية بعد منتصف الليل. اتجهت مباشرة الى الحاسوب ومنه الى جرائد الغد فلم أجد شيءا ذا أهمية فصرفت النظر عن السهر حتى و السحور و ذهبت في نوم عميق جدا لم استيقظ منه الى هلوعا. نظرت الى ساعة الهاتف النقال أمامي فوجدت أن وقت السحور قد فاتنا. كانت الساعة تشير الى الرابعة و الربع. نهضت و صليت الصبح ثم عدت الى الحاسوب و لم أجد شيئا أفعله سوى كتابة قصة قصيرة أخذت ساعة من وقتي. لم أشعر الا و ضوء النهار الجديد يتسرب من النافذة الى حيث كنت ففتحت النافذة التي تطل على ااشارع. الكل يغط في نوم عميق. حتى القطط أخلت الشارع فانعدمت فيه الحركة. شرفة  منزل جاري المقابله امتلأت حماما غط هو الآخر في نوم عميق على غير عادته. نظرت يمينا فإذا سحب الدخان المنبعثة من المزبلة العمومية أو المفرغة العمومية قد غطت سماء المدينة. تذكرت في الحين برنامج خواطر 7 أمس   الذي يقدمه الإعلامي أحمد الشقيري.http://youtu.be/gBYVPq_GzNY
    كان موضوع الحلقة كيفية التخلص من القمامة و قدم لنا نموذج قريب منا هو مدينة اسطمبول التركية. اسطمبول و ليس طوكيو او باريس او فلوريدا. لقد قام السيد رجب اردوغان عندما تولى رئاسة البلدية بتطبيق نظام رائع للتخلص من القمامة ثم الاستفادة منها. العملية بسيطة جدا حيث يتم ردم القمامة ثم ضغطها لتنتج 200000 كيلواط يستفيد منها سكان اسطمبول و ليس هذا فقط بل تحقق هذه العملية مداخيل تقدر ب 8 مليارات دولار سنويا تستثمرها البلدية في انجاز مشاريع أخرى. 
لافتة يحملها مناضلو غرين بيس تطالب بتخفيض التبذير و اعادة الاستعمال و تدوير ما تم استعماله.
 طبعا اللافتة لم ترفع في الطاهير
    أما دخان مزبلتنا فيبدا في غزو سمائنا بعد العصر مباشرة و يستمر في الانتشار حتى يغطي كامل المدينة خلال الليل. عملية الحرق incineration بالانجليزية التي تقوم بها بلديتنا كطريقة مثلى للتخلص من أطنان القمامة التي تلفظها مدينة الطاهير يوميا بقدر ماهي تبذير و استنزاف للمواد الأولية فهي مصدر خطر دائم على صحة السكان. و مع ذلك فليس هناك من يطالب بوقف هذا البلاء و لم نسمع أحدا يتحدث عن ذلك  حتى خلال المواعيد الانتخابية التي اقتربت و معها سيبدا الإنتهازيون في اللعب على وتر العنصرية و العروشية منتاسين هذا الدخان الذي أعمى البصائر قبل الأبصار.

ليست هناك تعليقات: