الجمعة، 14 أكتوبر 2011

ولائم الخريف

    مر يوم الجمعة كعادته ثقيلا. أيقظني ابني شهاب ليأخذ مكانه أمام الحاسوب بعد أن قمت بجلبه لغرفتي و ذلك منعا للإفراط في استعماله من قبل الأولاد. 
    أديت صلاة الجمعة برفقة ولدي يوسف في مسجد تاسيفت. و رغم أن الخطبة كانت قصيرة إلا أنها كعادة إمام المسجد في اختيار المواضيع المملة لم تخرج عن هذا الإطار. الرجل أسهب في مخاطبة حجاج بيت الله الحرام لبإسبوع الثالث على التوالي رغم أنهم غادروا كلهم الى البقاع المقدسة منذ يومين. 
    بعد الصلاة توجهت إلى بيت جاري لحلو الذي أقام وليمة بمناسبة زواج ابنته حيث وجه دعوة لجميع الجيران و الأقارب. الأعراس لم تنته بعد و لم تعد مقتصرة على نهاية الأسبوع و الصيف كأيام زمان و لكنها أصبحت شبه يومية وبالأمس فقط تناولت وجبة العشاء عند أصهار أخي من عائلة دوزة بمناسبة زواج ابنها. 
Cortège Mariage     في المساء وصلتني دعوة لوليمة "الأسبوع" و التي تنظم بعد وفاة أحدهم. رفضت الدعوة كعادتي لأنها تعتبر صدقة و  " إنما الصدقات للفقراء و المساكين.." و بما أني لست من هؤلاء الذين ذكروا في القرآن من مستحقي الصدقة فقد رفضت الدعوة مع دعوتي للميت السيد "علالطة " بالرحمة و المغفرة و الأجر و الثواب. 
      أما المساء فقد قضيته مع ابن عمي مرزوق الميكانيكي الذي قام بإصلاح كل الأعطاب الموجودة في السيارة بعد أن كثرت تعطلاتها هذه الأيام و ليس من عادتها خذلاني في الطريق.أذن لصلاة المغرب و مرزوق مع السيارة و لم يتركها إلا بعد أن أصلحها. دفعت له أتعابه و صعدت الى المنزل لأرتاح قليلا. تناولت طعام العشاء مع العائلة و خرجت أريد صديقي ياسين و لكنه غائب كعادته و أظنه مع رفاقه في تاسوست يحكي لهم عن ما رآه في اسطنبول. 
      بعد صلاة العشاء لم يمهلني ابن أخي علاء فقد بقي المسكين ينتظرني لساعات حت أصلحت له حاسوبه بعد أن حرم من استعاله لأيام. بعد أن فرغت من إصلاحه ذكرني يوسف بجهاز ابن عمه رامي المعطل هو أيضا و الذي ينتظرني لإصلاحه رغم ان المشاغل كثيرة و النفس واحدة و الهم منتشر.
      الساعة الآن الحادية عشرة و النصف ليلا و جارنا لحلو مازال ساهرا على سطح المنزل محتفلا بزواج ابنته و رغم أني احترمه كثيرا لكنني أجد ان استعمال مكبرات الصوت و الناس نيام ليلة السبت فهذا إزعاج ما بعده إزعاج و المشكلة أنه ليس الوحيد الذي يفعل ذلك و لكنها ثقافة منتشرة في هذه المدينة مثلها مثل من يستعمل منبهات السيارات في مواكب الأعراس و الناس نيام.
اللهم اهدنا في من هديت. آمين


     



ليست هناك تعليقات: