السبت، 11 فبراير 2012

من سبتمبر الأسود إلى فبراير الأبيض


قررت اليوم الجمعة أن أعمل شيئا لكسر روتين الأسبوع الماضي حيث كنت أقضي وقتي أمام الحاسوب أو التلفاز. خططت للذهاب إلى أعالي الجبال المحيطة بالطاهير لأرى بأم عيني ما خلفته موجة الثلوج التي عرفتها منطقتنا لمدة أسبوع.بعد العودة من صلاة الجمعة تناولت غدائي و صعدت لغرفتي طلبا للنوم بعد أن شعرت ببرد و ألم في صدر بعد نزلة البرد الشديدة التي أفقدتني صوتي. شعوري بدفء الفراش أفقدني الرغبة في تنفيذ ما خططت له لكن صديقي رشيد و محمد كانت لهما نظرة أخرى. لقد قدما بسيارة محمد يريدان مني مرافقتهما إلى الجبل للأطلاع على الأوضاع هناك. انطلقنا على الساعة الثانية و النصف و وصلنا بعد ساعة إلى جبال الشحنة. لقد تمكنت السلطات من فتح المسالك الموصلة إلى معظم المشاتي أما البعض الآخر فقد تعذر حسب ما قيل لنا في عين المكان الوصول إليها بسبب الضباب الكثيف و كميات الثلوج الهائلة التي عزلت المساكن عن حقولها و ينابيعها. بل إن طائرة الهليكوبتر التي أرسلها الجيش لإجلاء السكان عادت أدراجها دون أن تصل إليهم بسبب الضباب الكثيف. حاولنا أن نصل إلى أبعد نقطة ممكنة و فعلا وصلنا حيث توقفت الآلة الكاسحة للثلوج عن التقدم. و جدنا هناك العديد من الشباب الذين تطوعوا لنقل المساعدات الغذائية للسكان كصديقي ياسين و مبروك اللذين نقلا كميات من الخبز و الحليب لسكان تلك القرى النائية. عدنا من هناك بعد أن أطلعنا على حاجيات السكان خاصة غاز التدفئة و المواد الغذائية وو عدناهم بنقل انشغالاتهم على أمل العودة غدا إن شاء الله. أثتاء العودة مررت ببعض المناطق التي شهدت حرائق في الصيف الماضي فوجدت بدل الأشجار و الحشائش المتفحمة من هول ما شهدته من نيران قد تحولت إلى بساط أبيض ناصع تشقه شلالات من أجمل ما رأيت. أما صديقي رشيد فلم يفلت الفرصة و قام بالتقاط صور جميلة للأمكنة للذكرى.

ليست هناك تعليقات: