الاثنين، 3 نوفمبر 2008

في سقوط الأندلس

لكـــل شيء إذا ما تم نقصان


 من أجمـــل ما كتب العرب في الحزن ( في سقوط الأندلس )
لكل شيء إذا ما تم نقصان   ...... فلا يغر بطيب العــيــش إنسانُ 
هي الأمور كما شاهدتها دول ..... من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ 
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ...... ولا يدوم على حال لها شانُ 
يُمزق الدهرُ حتماً كلّ سابغة ...... إذا نبت مشرفيات وخرصانُ 
وينتضي كل سيف للفناء ولو .....ان ابن ذي يزنٍ والغمد غمدانُ 
أين الملوك ذوي التيجان من يمن .....وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟ 
وأين ما شادهُ شدّاد في إرم ...وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟ 
وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ..... وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟ 
أتى على الكل أمر لا مرد له ...... تى قضوا فكأن القوم ما كانوا 
وصارما كان من ملك ومن ملكٍ كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
فجــــائع الدهر أنواع منوعةٌ ...... وللزمان مــســــراتٌ وأحزانُ 
دار الزمان على (دارا) وقاتله ...... وأم كسرى فما آواه إيـــوانُ 
كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ .....  يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ 
وللحوادث سلــوان يسهلها ...... وما لما حـــــلَّ بالإسلام سلوانُ 
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ......  هوى له أحــــدٌ وانهدّ ثهلانُ 
أصابها العين في الإسلام فارتأزت ..حتى خلت منه أقطار وبلدانُ 
فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية. وأين (شاطبة) أم أينَ (جيان)؟ 
وأين (قرطبة) دار العلوم فكم ... مـن عالم قد سما فيها له شان؟ 
وأين (حمص) وما تحويه من نزه ..ونهرها العذب فياض وملانُ 
قواعدٌ كن أركان البلاد فما ...... عسى البقاء إذا لم تبق أركــــانُ 
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ...كما بكى الفراق الألف هيمانُ 
على الديار من الإسلام خالية ...... قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ 
حيث المساجد قد صارت كنائس مـا .. فيهن إلا نواقيس وصلبانُ 
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدانُ 
يا غافلاً وله في الدهر موعظة ...إن كنتَ في سنةٍ فالدهر يقظانُ 
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه ......أبعد (حمص) تغر المرء أوطانُ
تلكَ المصيبةُ أنْسَتْ ما تَقَدَّمَها ..ومالهَا من طوالِ الدَّهـرِ نِسيانُ 
يا راكبينَ عـتاقَ الخيلِ ضامرةً ...كأنَّها في مجــالِ السَبـقِ عُقبانُ 
وحاملينَ سيوفَ الهندِ مـُرهَفةً ... كــأنَّها في ظَـلامِ النَّقــعِ نـيرَانُ 
أَعندكُم نبأٌ من أهـلِ أندلُسٍ ..... فقد سرى بحـديثِ القــومِ رُكبــانُ 
كَم يستغيثُ بنا المستضعفونَ وهُم .قَتلـى وأسرَى فما يهتزُ إنسانُ 
لماذا التقاطعُ في الإسلامِ بينكمُ .. وأنتـم يا عبــادَ اللــهِ إخْـــــوانُ 
يا مــن لـــذلَّةِ قــومٍ بعدَ عـــزَّتِهِم ..أحـالَ حـالهُمْ جــــورٌ وطُغيـانُ 
بالأمسِ كانُوا مُلُوكاً في منازلهِم..واليومَ هم في بلادِ الكفرِ عُبدانُ 
فلو تراهُم حَيَارى لا دليلَ لهم .....عليهِـمْ مِــن ثيـابِ الـــذُّلِ ألوَانُ 
يا ربَّ أمٍ وطفــلٍ حِيــلَ بينهُـــما ..... كـما تُــفــرَّقُ أرواحٌ وأبـدانُ 
وطفلـةٌ مثـلَ حُسـنِ الشمسِ إذ ..طلعـت كأنَّما هي ياقوتٌ وَمَرجانُ 
يقودُها العِلْـجُ للمكروُهِ مكــرَهةً ....العــينُ باكيةٌ والقَـلـبُ حيـرانُ 
لمثلِ هـذا يبكِي القلبُ مِن كَمــدٍ...إن كانَ في القَلبِ إسـلامٌ وإيمانُ 
أبوالبقاء الرنــدي

ليست هناك تعليقات: