tag:blogger.com,1999:blog-24673984161260607922024-02-07T07:00:45.796+01:00 يوميـــــــــــــات أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.comBlogger361125tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-2087805919145770952021-07-31T00:37:00.002+01:002021-07-31T00:37:17.217+01:00أيوب , اللقاح والآخرون.<p><br /></p><p> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh8degsLFvO2_MQg0CYXckmPxibnhy5ruFb30-NIyMsxiCd6cmFFXjxh2VDYIloEI6BajJLN5-hv-V9CslyH58JSP1g3kIqFT1aFZ9U_v7xvHAvB3Oflpmq81dsukn_GN55ZXvLcEHWkcI/s630/%25D8%25A2%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1_%25D8%25AD%25D9%2582%25D9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="300" data-original-width="630" height="152" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh8degsLFvO2_MQg0CYXckmPxibnhy5ruFb30-NIyMsxiCd6cmFFXjxh2VDYIloEI6BajJLN5-hv-V9CslyH58JSP1g3kIqFT1aFZ9U_v7xvHAvB3Oflpmq81dsukn_GN55ZXvLcEHWkcI/s320/%25D8%25A2%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1_%25D8%25AD%25D9%2582%25D9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF.jpg" width="320" /></a></div><br />كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا حين وصلت مع شهاب ووالدته إلى مصلحة طب الأطفال مرضى السرطان بمستشفى قسنطينة الجامعي في هذا اليوم الحار من صيف 2018. كان شهاب على موعد مع حصة علاج كيماوي كعادته كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع. دفعنا بطاقة المواعيد للممرضة و جلسنا ننتظر دورنا بعد أنا أضعنا كثيرا من الوقت في إجراء تحاليل الدم التي يطلبها الأطباء في المستشفى قبل إخضاعه للعلاج الكيماوي. <p></p><p> مرت ساعة على وصولنا سمعنا خلالها من صراخ الأطفال المرضى خاصة اولائك الذين يأخذون الحقن في ظهورهم. اعمارهم تتراوح بين العامين و العشر سنوات و أغلبهم قادمون من القرى النائية في جيجل و سكيكدة و الوادي و ميلة وكلهم ترافقهم أمهاتهم فالأطباء هنا قليلا ما يقبلون طفلا بدون مرافقة والدته لأنهى اأدرى بحالة طفلها و ذاكرتها تحفظ مواعيد الدواء و تواريخ الحقن و ما أكثرها.</p><p> هنا و في هذه المصلحة و في انتظار حلول موعد الفحص و العلاج الذي تتولاه طالبات الطب المتربصات تغتنم الأمهات تبادل الوصفات العلاجية التقليدية الناجحة و أرقام هواتفهن. هنا لا تسمع حديثا عن وصفة طبخ او تصميم فستان أبدا. هنا ترتعد فرائصهن حين يسمعن بموت أحد الأطفال بسبب المرض او بسبب العلاج الكيماوي و قد كانت الممرضة صونيا تتكفل بإخبارهن بالوفيات إذا ما لاحظت تهاونا من أولياء المرضى. كانت أخبار وفيات المصلحة تنزل على الأمهات كالصاعقة فيسرعن لإخبار الزوج لتقاسم هولها. </p><p> جلس بجانبي رجل اعتدت على مشاهدته كلما ذهبت هناك. كان دائما يرافق ابنه المصاب بسرطان الدم مثل شهاب. حفظت اسمه عندما كانت تنادي عليه الطبيبات لأخذ الحقن و الفحص. كأن إسمه ''أيوب'' وقد وُفق والداه في اختيار الإسم فالتكفل بحالته يتطلب صبرا كصبر النبي أيوب عليه السلام. نودي على شهاب بعد أيوب مباشرة برفقة والدتيهما. </p><p> - أنت والد شهاب. صح؟</p><p>- نعم. انا والده.</p><p>- أنا أبو أيوب. هذاك الذي نودي عليه مع شهاب. انا من عين فكرون.</p><p>-متشرفين. نعم أعرفها و زرتها عدة مرات. نحن من الطاهير. </p><p>- خيار الناس. والله أتعبني هذا الطفل. إنه صعب المراس..خشن الراس. تصور إنه لا يتناول دواءه إلا بعد أن يخرجني أنا ووالدته من الملة. </p><p>- بالعقل عليه ...يا صاحبي ...إسم مرضهم يخيف عند سماعه فما بالك أن تمرض به. الدواء هنا كارثة .تذكر مذاق دواء Prednisone</p><p>إنه امرّ من العلقم. 12 حبة مرة واحدة ليس امرا سهلا. الله يكون معهم.</p><p>- إنه لا ياكل حتى ولو حضّرت له ما لذ وطاب. إنه يفقدني أعصابي حين يرفض الأكل. والدته أصيبت بمرض السكري بسببه.</p><p>- هوّن عليك يأ أخي.الأمر ليس بيده. فقدان الشهية سببها المرض و العلاج. </p><p>- إنّا نحاول. ربي يكون معنا. قل لي. نسقيك. شهاب كان عمره 12 سنة حين مرض أليس كذلك؟</p><p>- فعلا.العام الماضي.2017</p><p>- أخذ لقاح الحصبة الألمانية في المتوسطة في مارس.</p><p>- نعم . لكن لم السؤال؟</p><p>- أنتظر. ظهر عليه المرض في جويلية. صح؟</p><p>- والله صح. في 12 جويلية أظهرت التحاليل ذلك. و لكن كيف عرفت؟</p><p>- شهاب ليس الوحيد. اخبرتني طبيبة هنا أن هناك أربع حالات مثل إبنينا شهاب و أيوب أخذوا لقاح الحصبة الألمانية و أصيبوا بسرطان الدم اللمقاوي. السبب هو اللقاح.</p><p> هنا قطعت أم أيوب حديثنا و طلبت من زوجها إحضارأغراضها و أغراض أيوب من السيارة لأن حالة أيوب لا تسر و سيمكث بالمستشفى لأيام. ودّعني الرجل و قد تغير لون وجهه بعد سماعه الخبر.</p><p> انتظرت الرجل ليكمل بقية التفاصيل لكنه لم يعد. أخذ شهاب حصته من العلاج الكيماوي و حقنة الظهر و خرح و هو يتلوى من الألم. صعدنا الى السيارة و قفلنا راجعين إلى الطاهير و ليس في ذهني سوي كلام أبي أيوب عن لقاح الحصبة الألمانية الذي استوردته وزارة الصحة و أرادت فرضه على الجزائريين الذين رفض معظمهم أخذه رغم إجباريته ثم تراجعت وزارة التربية عن فرضه و ترك الأمر للتلاميذ في تناول اللقاح. كان شهاب من القلائل الذين أخذوه في متوسطة لبيض بالطاهير. في مارس 2017. </p><p> قضيت أسبوعا في البحث في الانترنت عن الآثار الجانبية للقاح الحصبة الألمانية في المواقع الصحية الأمريكية و البريطانية فوجدت أنها كلها تجمع على له آثار خطيرة على الصفائح الدموية و كريات الدم البيضاء و أن أغلبية من أخذوه أصيبوا بسرطان الدم اللمفاوي.</p><p> عدت بعذ ذلك الاسبوع لقسنطينة في الموعد مع شهاب على أمل اللقاء بأبي أيوب و اخبره بما وجدت لكن الممرضة فاجأتني بخبر وفاة أيوب بسبب مضاعفات العلاج الكيماوي. . </p><p> في أواخر 2020 أصيب تلميذ آخر بنفس المرض كان زميلا لشهاب في نفس المدرسة و أخذ نفس اللقاح و هو يتابع العلاح الكيماوي حاليا. رحم الله أيوبا ورزق جميع المرضى الصحة و العافية و حسبنا الله و نعم والوكيل.</p><p><br /></p><p><br /></p><p><br /></p><p><br /></p><p> </p><p><br /></p><p>-</p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-77230888411901682692021-07-28T21:41:00.001+01:002021-07-28T21:41:23.526+01:00الفرشيطة و اللقاح<p> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEisRmSIZI5vJBaU4ccKZuNWO7bx24fmd6FYDcIYxCmStIEkvpZi0cEuFH1wYiH_ZsiwAy2C_uQL1gZce1LIxGqNmiAj074KhbWyoImFvcTPXbEJeTQul1trZIMsM-G3RACI7Q2ox20UJD8/s275/333.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="183" data-original-width="275" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEisRmSIZI5vJBaU4ccKZuNWO7bx24fmd6FYDcIYxCmStIEkvpZi0cEuFH1wYiH_ZsiwAy2C_uQL1gZce1LIxGqNmiAj074KhbWyoImFvcTPXbEJeTQul1trZIMsM-G3RACI7Q2ox20UJD8/s0/333.jpg" /></a></div><br /> انتظرت أن تخف حرارة الجو قليلا و خرجت اتبضع من شارع المجاهدين بمدينتي. ما زالت الشمس تلفح وجوهنا بحرارتها بينما تكفلت الرطوبة بالباقي. اختفت حركة السيارات بالشارع حيث أقيم على غير عادتها في هذا الوقت. لم يتطلب الأمر وقتا كثيرا كي يبدأ جسمي في التصبب عرقا رغم الحمام البارد الذي أخذته قبل الخروج من البيت.<p></p><p> قطعت شارع المجاهدين أريد الصيدلية فلاحظت غياب المارة الذين من عادتهم ملء هذا الشارع التجاري الشهير في مدينة الطاهير جيءة و ذهابا.. الطريق المؤدية الى وسط المدينة بدت و كأنها تعيش حظرا للتجوال ما عدا بعض المتسوقات اللواتي حرصن على ارتداء الكمامات خوفا من الوباء اللعين. ألقيت السلام على أحد أصحاب المحلات الذي لاحظت خروجه و دخوله المتكرر إلى محله و هو ينظر يمنة و يسرة كأنه يتأكد إن كانت الحركة غائبة فعلا في هذا الشارع.<br /></p><p>- و عليكم السلام..صحيت الشيخ</p><p>- واش الحالة ؟ لاباس؟</p><p>- و الله ما تشكر يالشيخ. هي خالية من بكري و زادت اليوم .</p><p>- ربي يجيب الخير...المهم الصحة برك. اليوم هواول أيام الحجر الله المستعان. </p><p>-اللهم آمين.</p><p> أسرعت الخطى حتى لا أسمح له بفتح موضوع آخر فالرجل أعرفه كثير الكلام يهرف بما لا يعرف ويهذي بما لا يدري. دخلت الصيدلية ألقيت السلام و طلبت كمامة. اسرعت الصيدلية في توفيرها شعرتُ وهي تخبرني بسعرها أنها تستعجلني للخروج من الصيدلية. أسرعت بمسح القطعتين النقديتين بقطعة قماش مبللة قبل ان تضعهما في صندوق المحل.</p><p> ارتديت الكمامة خارج الصيدلية و توجهت إلى البقالة حيث اعتدت التبضع. كنت أعتقد أن المحل على غرار الصيدلية اتخذ كل التدابير الاحترازية لكن هيهات. لم يكن البائع يضع الكمامات و لم يكن هناك لا سائل مطهر و لا قطعة القماش التي تستعمل في تطهير النقود. اشتريت ما خرجت من أجله و دفعت ثمنه و قبل أن أخرج عالجني البائع بسؤال عن الوضعية الصحية:</p><p>- كيفاش تشوف الحالة ياشيخ؟</p><p>- الله المستعان. ربي يستر من اللي جاي..أرانا على غير استعداد لهذه الموجة.</p><p>- ما دام الوفيات ماكانش بزاف...ما نخافوش. </p><p>- ربي يقدر الخير...الله يعاونك.</p><p>- مع السلامة الشيخ.</p><p> قطعت الطريق أريد شاحنة تبيع الدلاع. قلت في نفسي في هذا اليوم ذي الحر االشديد ما ينفعنا سوى دلاعة حمراء قانية تخرجها باردة من الثلاجة و تلتهمها مباشرة بعد العشاء. كنت بصدد إلقاء التحية لما رأيت البائع الشاب يعطس العطسة تلو الأخرى دون أن يستعمل كوعه في ذلك.مسح يده المبللة في سواله و نظر إلي وكأنه كان يعرف نيتي قبل عطساته. انحرفت يسارا و تجاهلته قبل أن يوقفني احد أصدقائي.</p><p>- صحيت الشيخ احسن. ما راكش تبان.</p><p>- اهلا صديقي..كيف الأحوال؟</p><p>- الحمد لله. راك محصن يا صاحبي. الكمامة حسب المعايير.</p><p>- واجب صديقي. هكذا و ما نعرف.</p><p>- الحالات تتزايد.ربي يستر. الواحد يجب أن يتخذ احتياطاته. حتى الأوكسيجين و قطعوه.</p><p>-واش ؟ ما درتش اللقاح؟</p><p>- هههه...عن أي لقاح تتكلم؟ مهبول نديرلقاح يصبح جسمي مغناطيسي. </p><p>- واش حكاية المغناطيس هذه...والله ما سمعت بها.</p><p>- انت ما راكش عايش. يقولون أن من أخذ اللقاح أصبح جسمه مغناطيسيا. يعني تضع فرشيطة -شوكة- على مو<span>ضع الحقنة تلصق.</span></p><p><span>- آو..وقتاش هذه؟ هذه أول مرة أسمع بهذا الأمر. دعني أذهب.لدي أمر مستعجل. </span></p><p><span> ودعت صديقي و أنا أ<span>ضرب أخماسا في أسداس على ما سمعته. كيف لي بعد الأن أن أدخل إلى محلات الأواني المنزلية؟ ما<span>ذا سأفعل بمواعين المطبخ الحديدية في بيتي؟ <br /></span></span></span><br /></p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-9154150460750257022021-05-24T00:33:00.001+01:002021-05-24T00:33:15.823+01:00 أطول رحلة في حياتي<p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> <br /></b></span></p><p></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVwHBEcGCqz4KXOrZr35GF_pIzA4Cgqv1WrL1d_wZmSkzwguaTeYIEWIyNLq26v3C0RlDTDRoEx6GXaWeZDngnS5Z2r-fbOe6IC3tlNDJM5dsOziPBR7JrRwWdOySnt0Dtr5fKAmZjPMg/s400/father-and-son-in-car-caring-parent-teaching-his-son-how-to-drive-car-father-passes-on-knowledge-to-footage_csp85184324.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="239" data-original-width="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVwHBEcGCqz4KXOrZr35GF_pIzA4Cgqv1WrL1d_wZmSkzwguaTeYIEWIyNLq26v3C0RlDTDRoEx6GXaWeZDngnS5Z2r-fbOe6IC3tlNDJM5dsOziPBR7JrRwWdOySnt0Dtr5fKAmZjPMg/s320/father-and-son-in-car-caring-parent-teaching-his-son-how-to-drive-car-father-passes-on-knowledge-to-footage_csp85184324.jpg" width="320" /></a></div><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> وُلدت و ترعرعت في جنوب إسبانيا في قرية صغيرة تُسمّى إستيبونا Estepona. كنت في السادسة عشرة من عمري عندما طلب مني والدي قيادة السيارة ليتنقل إلى قرية نائية تدعى ميخاس Mijas, تبعد حوالي 16 كلم عن قريتنا, شرط أن آخذ السيارة لإصلاحها عند ميكانيكي غير بعيد عن تلك القرية. و لأنني كنت حديث العهد بالسياقة و بالكاد كنت أحصل على فرصة لقيادة سيارة والدي فقد وافقت على الفور. قدت السيارة إلى حيث أراد والدي في ميخاس ووعدته أن أعود إليه لآخذه إلى البيت على الساعة الرابعة مساء. و فعلا نقلت السيارة إلى الميكانيكي كما طلب أبي. كان لدي متسع كبير من الوقت فقررت أن أقضيه في مشاهدة بضعة أفلام في سينما القرية. ومن شدة تأثري بتلك الأفلام غرقت في تفاصيلها لأنسى موعد أبي تماما. نظرت إلى الساعة فإذا بها تشير إلى الساعة السادسة مساء. يا للهول كنت متأخرا بساعتين.</b></span><p></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> كنت أعلم أن والدي سيغضب مني لو عرف أني قضيت ذلك اليوم في مشاهدة الأفلام. لن يمنحني فرصة قيادة سيارته مجددا. فكرت و قدرت ثم قررت أن أُخبره أن إصلاح السيارة تطلب وقتا أكبر بسبب أعطاب أخرى وجدها الميكانيكي غير تلك التي كان يعتقد أبي. ذهبت إلى المكان حيث اتفقت مع والدي أن نلتقي فوجدته في زاوية منعزلة وقد نفذ صبره من كثرة الإنتظار. اعتذرت منه طبعا و أخبرته أنني عدت إليه مباشرة بأسرع ما يمكن بعد أن أنهى المكانيكي عمله و أنه عثر على أعطاب أخرى تطلّب إصلاحا كل ذلك الوقت. لن أنسى ما حييت نظرات أبي إلى و أنا أبرر له سبب تأخري.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b>- أشعر بالخيبة لأنك وجدت نفسك مجبرا على الكذب علي يا بُني.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b>- ماذا تعني يا أبي؟ أنا أقول الحقيقة يا أبي.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> رمقني أبي شزرا ثم قال.’ عندما تاخرت في العودة اتصلت بالميكانيكي لأستفسر عن سبب تأخرك , فأخبروني هناك انك لم تعد بعد لأخذ السيارة. إذن و كما ترى لم يكن هناك أعطال أخرى في السيارة كما أخبروني انك لم تعد لأخذ السيارة في الموعد المحدد''. شعرت بقشعريرة تسري في سائر جسدي لم أشعر بها من قبل. لقد كان شعورابالذنب لأني كذبت على والدي ولم أخبره بحقيقة ذهابي الى السينما و سبب تأخري. لقد كان أبي يستمع إلي و أنا أقص عليه تلك الأكاذيب و علامات الأسي تغمر وجهه.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> - " لست غاضبا منك يا بني بقدر غضبي من نفسي. كما ترى, أدركت أخيرا أني فشلت كأبِ بعد كل هذه السنوات أجدك تشعر بالحاجة للكذب علي. لقد ربّيت ولدا لا يستطيع أن يقول الحقيقة حتى لوالده. سوف اعود إلى البيت الآن و أفكر في أين أخطأت خلال كل هذه السنوات''</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b>- لكن يا أبي...البيت بعيد عنا الآن. انت في ميخاس 16 كلمترا عن بيتنا. الوقت ليل. لا يمكنك العودة مشيا على الاقدام.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> لم تنفع احتجاجاتي ولا اعتذاراتي و لا كل ما قلته عن ثني أبي عن قراره. لقد خذلت أبي. كنت بصدد تعلم واحد من أقسى الدروس التي تعلمتها في حياتي. انطلق أبي في رحلة العودة غلى البيت ماشيا عبر تلك الطرقات المهترئة التي كان يكسوها الغبار. صعدت بسرعة إلى السيارة و سرت وراءه على أمل أن يتراجع عن قراره. توسلت إليه معبرا له عن ندمي على فعلتي التي فعلت لكنه واصل السير في صمت, شارد الذهن, متجاهلا كل ذلك. واصلت قيادة السيارة خلفه لمسافة 16 كلم لأقطعها في خمس ساعات.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> لقد كانت مشاهدة أبي على تلك الحال كاسف البال منهك البدن التجربة الأكثر قسوة لكنها كانت أيضا الدرس الأكثر نجاحا في حياتي. لم أكذب عليه منذ تلك اللحظة.</b></span></p><p><span style="font-family: times; font-size: large;"><b> ترجمها عن الاسبانية : أحسن بوفليغة.</b></span></p><p><br /></p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-43515029911755318542021-02-06T23:05:00.007+01:002021-02-06T23:10:06.023+01:00ليلة رعب في قسنطينة -3-<p><b><span style="font-family: arial;"> <br /> استشاط الجميع غ<span>ضبا. منهم من حاول مغادرة المطار لكن تدخل قوات الأمن كان سريعا دون عنف. قدم إلينا ضابط المناوبة و أقنعنا بعدم جدوى مغادرة المطار الآن لأن موعد حظر التجوال أصبح ساري المفعول ابتداء من الساعة العاشرة. أما من حاولوا اقتحام أبواب الإدارة فقد تم صدهم عنوة. </span></span></b></p><p style="text-align: left;"><b><br /></b></p><p></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span>- لا تحاول يا أخي . في هذه المرحلة أياك أن تستعمل العنف فالكل يعيش على أعصابه و أي تجاوز سيلقى ردا عنيفا...تأجيل الرحلات يحدث أيضا في أكبر المطارات في الدول المتقدمة. <br /></span></span></b></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjYZjAW4MfRNJI-0lQYKbv1UwoYXWa9I5huWnBaRKu9R_-wtmIEJaqE7tgeAckMjESWWze_UNEzDycru6xqJ0MJou7vEZ05kmZhAXP_bC6FX4Gh2Ajv8PGgT-zPmwrBBfDB_hEVdTnCJKE/s276/41.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="183" data-original-width="276" height="203" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjYZjAW4MfRNJI-0lQYKbv1UwoYXWa9I5huWnBaRKu9R_-wtmIEJaqE7tgeAckMjESWWze_UNEzDycru6xqJ0MJou7vEZ05kmZhAXP_bC6FX4Gh2Ajv8PGgT-zPmwrBBfDB_hEVdTnCJKE/w276-h203/41.jpg" width="276" /></a></div><p></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> لم يكد الرجل الذي جاوز الخمسين من العمر يكمل كلامه حتى حاصره المسافرون الغاضبون و هم يصيحون في وجهه:</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span>- هذا واحد منهم.إنه من الحس المدني. </span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span>- لباسه يدل عليه. إنه يعمل مع الدولة. قفوه إنه مسؤول.</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> تراجع الرجل بعد أن شعر بأن الأمور تكاد تخرج عن السيطرة فانقلب على عقبيه ينتقد قرارات الشركة و لولا أن تدارك نفسه لشتم حتى رجال الأمن الذين احاطوا به لحمايته من الجموع الغاضبة من كلامه.</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> انسحب الرجل إلى مكان و أخاله ندم أن فتح فاه للكلام. </span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> توجهت مع الجمع الغاضب إلى بوابة إدارة الخطوط الجوية الجزائرية محاطين برجال الشرطة الذين كانوا يتوسلون إلينا عدم استعمال العنف. بعد لحظات خرج علينا رجل بدا في الستين من العمر و هو يرتدي بدلة أنيقة تدل على أنه مسؤول كبير بالشركة فاخذ يطلب منا الهدوء بفرنسية جميلة حاول أن يخلطها بكلمات عربية حتى يفهمه الجميع كما قال.</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> - ظروف قاهرة هي وراء التأخير. أمنحوناربع ساعة أخرى لا أكثر و ستغادرون الى الطائرة دون انتظار.أرجوكم.بهدوء. </span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> انتفض الجميع في وجهه مشككين في وعوده.</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> - كيف نصدقكم و أنتم تتلاعبون بنا منذ السابعة. لسنا أطفالا. ألا تشعرون بهؤلاء الأطفال الأبرياء و أمهاتهم؟ ويحكم.</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> صاح أحد الشباب و هو في قمة الغضب بلهجته السكيكدية. ثم تبعه آخر و هو يهدد بارتكاب جريمة إذا لم تقلع الطائرة في الحين. <br /></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> - كلا يا أخي. لا داعي لمثل هذا الكلام. انتظروني دقيقة. </span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> رفع جهاز الللاسلكي و أخذ يستمع إلى ما بدا أنها تعليمات من مسؤوليه . </span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> -حسنا ..أدخلوا الى قاعة الانتظار. ستصعدون للطائرة. هيا من فضلكم. أسرعوا.</span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span> هرع الجميع الى بوابة قاعة الانتظار فيما طلب المسؤول من الشاب الذي هدد بارتكاب جريمة إن لم تقلع الطائرة أن يتريث. أخبرني الشاب لاحقا أن المسؤول لامه على ما قاله ثم شرح له الو<span>ضعية البائسة التي يعملون فيهاخاصة في ظل حظر التجوال و قوانين الطوارئ. شعر الشاب أنه أخطأ في حقه فاعتذرمنه و أسرع إلى قاعة الانتظار.</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span> دخل الجميع إلى قاعة الانتظار فرحين مستبشرين بحل مشكلتهم. نظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى العاشرة و النصف. كان علينا أن ننتظر ربع ساعة أخرى قبل أن تتوقف حافلتان أمام قاعة الانتظار ثم قام احد مضيفي الطائرة بفتح باب القاعة و يطلب منا الصعود إلى الحافلة. كان الجو ماطرا و شديد البرودة.فعلق أحد المسافرين على ذلك قائلا:<br /></span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- اتصلت بعائلتي في قسنطينة منذ قليل فأخبروني أن الثلوج بدأت تتهاطل على المدينة. </span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span> سمعت كلامه فبدأت فرائصي ترتعد لأن ملابسي أنا القادم من أسخن بقعة في العالم كانت خفيفة جدا.</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span> تحركت الحافلات لتتوقف أمام طائرة البوينغ بعد برهة . نزلنا بانتظام لنقوم بالتعرف على حقائبنا كإجراء وقائي قبل أن يتم شحنها على الطائرة. صعدنا إلى الطائرة و أسرع كل واحد إلى حجز مقعده و كأنه غير مصدق أنه سيسافر بعد قليل. اخذت مكاني بجانب النافذة قبل أن يستأذنني أحد المسافرين بأخذ مكاني بجانب النافذة لأنه تعود على الجلوس هناك.</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- انا أيضا متعود على الجلوس بجانب النافذة.</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span> أجبته قبل أن أركز في ملامحه فإذا به أحد الأساتذة الذين كنت أحترمهم و أقدرهم كثيرا حين كنت طالبا بمعهد اللغات بجامعة قسنطينة. </span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- تفضل ياشيخ. </span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- شكرا جزيلا .سامحني على الإزعاج.</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- دونت مايند يالشيخ. </span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>-و هل تعرفني؟</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>-طبعا يالشيخ. ألست أستاذ اللسانيات بكلية اللغة الإنجليزية بجامعة قسنطينة؟ الشيخ بغول؟</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- آه. أنت من طلابي...كنت أسأل نفسي أين شاهدتك من قبل؟</span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span>- لا يا شيخ. لم أكن أبدا من طلابك.<br /><br /></span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span><br /></span></span></span></b></p><p><b><span style="font-family: arial;"><span><span><br /></span></span></span></b></p><p><span><span><span style="font-family: courier;"> </span></span></span></p><p><span><span><span style="font-family: courier;"> </span><br /></span></span></p><p><span><span> </span><br /></span></p><p><span><br /></span></p><p><span> </span><br /></p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-86762027304352784802021-01-28T23:38:00.002+01:002021-01-28T23:38:28.745+01:00ليلة رعب في قسنطينة -2-<p> <b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"></span></b></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><b><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh0WUJAtTYXJRGZrzp4vSYseAdpl5x4hj5mNhFLGqMqq1IH0zLeZgQd25iRnJzKE2SIOHmKsFRiasbaT0EwLck-14sKDnpp67zDMF9_NeYcnnKHtdGFqFrxrPRaMElpWXEYgry6lXjpl-I/s750/airport-alger2020-9999x9999-c.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="500" data-original-width="750" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh0WUJAtTYXJRGZrzp4vSYseAdpl5x4hj5mNhFLGqMqq1IH0zLeZgQd25iRnJzKE2SIOHmKsFRiasbaT0EwLck-14sKDnpp67zDMF9_NeYcnnKHtdGFqFrxrPRaMElpWXEYgry6lXjpl-I/s320/airport-alger2020-9999x9999-c.jpg" width="320" /></a></b></div><b>" تشرع طائرة
الخطوط الجوية الجزائرية في الهبوط بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة لذلن يرجى
من المسافرين الكرام ان يبقوا جالسين في مقاعدهم وربط أحزمتهم." <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كانت كلمات مضيف الطائرة كافية ليصمت الجميع
استعداد للمغادرة الطائرة بعد رحلة شاقة دامت أكثر من خمس ساعات.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ناديت على مضيف الطائرة لأسلمه مجلته لكنه رفض
أخدها طالبا مني الاحتفاظ بها. شكرته على كرمه وودعته متمنيا له نهاية أسبوع
مريحة. <br /><br /></b><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>نزلنا من الطائرة لنستقل الحافلة التي ستقلنا الى بهو المطار. كان الجميع يسرع
الخطى سألت عن السبب فأخبرني أحدهم أن حظر التجول ما زال ساري المفعول وأن الوضع
الأمني ما زال متدهورا. أخبرته أني سأغادر إلى جيجل فهز حاجبيه لم أعرف هل رفقا بي
ام شفقة علي ام تعجبا. </span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- كان الله في عونكم يا الجواجلة. جيل جوهرة
الشرق تدفع ثمن طبيعتها الساحرة.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- من بكري اخي. هل تعلم انها آخر منطقة سقطت
تحت نير الاستعمار الفرنسي في الشرق؟</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- كلا. لا أعرف سوى أنها كانت أحد أكبر معاقل
الثورة.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">-لا ننكر دور المناطق الأخرى في المقاومة لكن
جيجل سقطت في 1849 أي بعد سقوط قسنطينة وميلة وسطيف وسكيكدة. ومع ذلك لم تنل حقها
من الاعتراف. <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لا تزال كتب التاريخ تشير
اليها على انها منطقة الشمال القسنطيني وليس منطقة جيجل.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- لديك حق في ذلك. هذا بطر للحق. على كل حل
يبقى حديث ذو شجون. سررت بمعرفتك.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- الشرف لي...ربما سنلتقي يوما ونكمل الحديث.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- بربي ان شاء الله. تحياتي.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">-سلام.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>استعدت حقيبتي واسرعت الى مكتب الحجز لرحلة قسنطينة على الساعة السابعة
مساء ذلك اليوم. الرحلة تدوم أقل من نصف ساعة في طائرة البوينغ. الساعة الثامنة سأمتطي
سيارة اجرة الى حي 20 اوت حيث تقيم عائلة ابن العم إسماعيل بوفليغة. هكذا فكرت وقدرت.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>منحني موظف الحجز تذكرة ارفقها بابتسامة عريضة وهو يقول:</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- عندك زهر يقطع يا خو. هذه آخر تذكرة متوفرة
على هذه الرحلة. <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>هي آخر رحلة إلى قسنطينة.
أسرع وادفع حقيبتك. لم يبق وقت كثير.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- شكرا جزيلا.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>أسرعت الى الاصطفاف في طابور طويل بعدما سمعت موظفة الاتصال وهي تطلب عبر
مكبر الصوت من المسافرين على رحلة العاصمة -قسنطينة الالتحاق فورا بقاعة الانتظار.
بقي الجميع ينتظر أمام باب قاعة الانتظار المغلق إلى أن خرجت علينا بعد نصف ساعة
سيدة في الأربعين ملأت وجهها بكل مساحيق التجميل لتخبرنا ان الرحلة تم تأجيلها إلى
حين. قالتها وهي ترطن بفرنسية باريسية.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>أعدت حساباتي مجددا. لنفرض أن الطائرة ستقلع على الثامنة. سأصل الى حي 20 اوت
بقسنطينة على التاسعة. يمكن لباب العمارة أن يبقى مفتوحا وسأصعد بكل سهولة الى
الطابق الرابع حيث يقيم ابن العم. </span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>رجعت الى بهو المطار لأشتري جريدتي لوسوار دالجيري والمساء لأنهما تصدران
في المساء وأخبارها طازجة فوجدت أن صفحاتها ملئتا بأخبار الاغتيالات والخراب فأعدتهما
الى مكانهما وقفلت راجعا أريد قاعة الانتظار. إنها الساعة الثامنة وبابها ما زال
مغلقا. صاح أحد المسافرين قائلا:</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- متى صدقت وعود الخطوط الجوية الجزائرية؟</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وتبعه آخر متذمرا:</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">-لا يكلفون أنفسهم حتى إفادتنا بوقت الرحلة.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">قلت لهما اننا دفعنا ثمن التذاكر. يفعلون بنا
ما يشاؤون. لو كان الدفع مثل سيارة الأجرة أي الدفع بعد الوصول لما تجرأوا علينا.</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">- والله عندك الحق. ربما لو كانت هناك شركة نقل
أخرى تنافسها لحسنت هذه الشركة خدماتها. كما يقول المثل بالعربية '' خلا لك الجو فبيضي
واصفري"</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>نفذ
صبري بعد أن أخبرني أحدهم ان أحد الموظفين بالمطار قال له أن الرحلة تم تأجيلها
الى الساعة التاسعة.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>نظرت الى الساعة فوجدت
إنها تشير الى الساعة التاسعة. كانت الرحلة المتوجهة الى وهران آخر رحلة مبرمجة من
مطار هواري بومدين. هرع المسافرون عبر الرحلة الى قاعة الانتظار بعد ان علموا بقصة
رحلتنا. فتح موظف الخطوط الجوية في إدخال المسافرين الى قاعة الانتظار بعد ان
قاموا بتسليم امتعتهم. خلا المطار الآن إلاّ من المسافرين الى قسنطينة. </span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span face=""Arial",sans-serif" lang="AR-DZ" style="font-size: 14pt; line-height: 107%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>سيطر الغضب على الجميع فاندفعوا نحو باب قاعة الانتظار فخرج عليهم موظف
بالمطار يطلب منهم الصبر لأن المشكلة ستحل بعد قليل ولا يوجد داع للتوتر وتحطيم الأبواب
ورفع الأصوات. دخل الموظف بعد أن فشل في تهدئة الأوضاع. مرت بعدها ربع ساعة لينتبه
الجميع الى شاشة عرض الرحلات. رحلة قسنطينة اجلت الى العاشرة و النصف ليلا<span style="color: red;">.</span> </span></b></p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-45527649124892664262020-08-13T13:48:00.000+01:002020-08-13T13:48:52.413+01:00الشاهود<p> الطقس جد حار و الرطوبة عالية داخل مسجد حيّنا عجزت معه المكيفات و المراوح ان تقلل من آثاره على المصلين خاصة حين نقوم لصلاة العصر. اعتاد إمام المسجد ان يطيل في التشهد الأخير و هي عادة لم نعهدها في بقية المساجد في الطاهير. كنت أتصبب عرقا داخل المسجد و مع كثرة اعداد المصلين في هذا الوقت اصبح الامر لا يطاق. </p><p> هي الركعة الاخيرة و سنخرج من هذا الحمام الصيفي. هكذا حدثتني نفسي حين رفعت جبهتي و هي تتصبب عرقا للتشهد الأخير. اطال الإمام كعادته في التشهد الاخير فسرحت بخيالي متذكرا ما يقوله ولد عباس و اويحي و عمار غول عن حال البلد فلعنت الشيطان و كدت العنهم جميعا لولا اني تذكرت اني في الصلاة.</p><p> سلّم الامام و ظننت ان الكابوس انتهى لولا أن الرجل الذي كان بجانبي بادرني بالقول " اصبعك"..نظرت الى اصابع يدي اتفقدها ثم سالته: واش بيه صبعي؟"</p><p>- الشاهود-نطقها هكذا- هو الذي سيشهد عليك يوم القيامة.</p><p>- علاه..واش دار لك؟</p><p>- ما فهمتنيش...علاش ما تدوّرش صبعك عند التشهد...دوّرو هكذا ...و اشار الى (شاهوده.-</p><p>-فهمني برك...قولي يرحم والديك...انت كنت تصلي و الا كنت تعس في صبعي؟.</p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-41391177742570148522020-08-13T13:42:00.003+01:002020-08-13T13:43:35.463+01:00في ذكرى وفاة والدي<p><br /></p><p>توقفت الاشغال فجاة في ورشة البناء التابعة للمقاول Tassoni بباريس. انه يوم السبت 12 اوت 1972. جاء ابن المقاول Pierre الى علي رئيس الورشة مهرولا .</p><p>- ما الامر؟ </p><p>- حدث مشكل في الرافعة ...لقد توقفت عن الدوران.</p><p>- غير معقول ...اوشكنا ان ننهي الطابق الاخير.</p><p>- وانا كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ...اليوم السبت مساء ساكمل شراء الاغراض للاولاد.</p><p>-لديك الوقت الكافي يا علي ...ما زال امامك اسبوعان للعودة الى البلاد.</p><p>- اشتقت الى رؤيتهم ...لم ارهم منذ الصيف الماضي.</p><p>-نسيت ان أخبرك ان ابي قرر ان يمنحك اسبوعا اضافيا مكافاة لك.</p><p>-ااوو...شكرايا سيد Tassoni. فرحتني.</p><p>وقف علي تحت الرافعة مشيرا الى سائقها ان ينزل بطلب من ابن المقاول. نزل السائق و توجه مع علي و ابن صاحب المقاولة الى محرك الرافعة. عاود السائق الصعود. استدار Pierre الى علي و وضع يده على كتفه ثم قال له '' سازورك في الجزائر العطلة المقبلة ...هل انت مستعد لاستقبالي ؟</p><p>- هذا شرف لي ...مرحبا بكم </p><p>فجأة سمع الاثنان صراخ سائق الرافعة من فوقها ...ما كاد الاثنان يرفعان راسيهما حتى هوت الحاملة الحديدية على رقبة علي فاسقطته ميتا. وقف ابن المقاول Pierre مذهولا من هول ما رأى...توقف الجميع عن العمل. </p><p>هكذا كانت نهاية ابي علي بن الشريف بوفليغة في مثل هذا اليوم من سنة 1972 تاركا وراءه سبعة أبناء. لقد غادر الى فرنسا بعد ان ضاقت به سبل العيش بوطنه في خمسينيات القرن الماضي. قبل وفاته بشهرين كان أبي قد اجرى عملية ناجحة اخفاها عن عائلته لكن الموت الذي كان يترصده في غرفة الجراحة بمستشفى Lariboisiere كان له راي آخر في المكان و الزمان و الطريقة.</p><p> رحم الله أبي ...ذلك الرجل العصبي الابي ...كان قلبه قلب صبي...صبره صبر نبي...رحم الله أبي.</p>أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-10422323100580570562020-02-17T07:34:00.001+01:002020-02-17T20:51:45.467+01:00قصة شهاب مع سرطان الدم<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div align="right" class="MsoNormal">
<o:p><b><span style="font-size: large;">البداية </span></b></o:p></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhK45yQr7PViHJIc37ymNWT5XEyEsqlF_pO8GN2kyztYdyY1g8Ddi8710gMFn96_f32WhvN7BIH91ah5NAZPmi_0HG4gW4i9qP99K9EBCVN4csPy1xewbBSsWZrpuUD1k80Ta_kBQng-dw/s1600/99.PNG" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="586" data-original-width="882" height="212" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhK45yQr7PViHJIc37ymNWT5XEyEsqlF_pO8GN2kyztYdyY1g8Ddi8710gMFn96_f32WhvN7BIH91ah5NAZPmi_0HG4gW4i9qP99K9EBCVN4csPy1xewbBSsWZrpuUD1k80Ta_kBQng-dw/s320/99.PNG" width="320" /></a></span></b></div>
<br />
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">كانت الساعة
تشير الى العاشرة صباحا من صباح يوم 16 جويلية من عام 2017 حين سلمتني ممرضة عيادة
طبيبة امراض الدم بالدقسي بقسنطينة نتائج عملية لأخذ خزعة النخاع العظمي لشهاب.
" فقر دم فقر ،لا داعي للخوف'' قالت الممرضة بصوت خافت. خرجنا انا وشهاب صاحب
الثلاثة عشرة ربيعا ووالدته من العيادة
لكن الطريقة التي اخبرتنا بها تلك الممرضة
عن المرض أدخلت الشك في نفسي. عدت اليها بعد أن اوصلتهما الى السيارة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">عذرا، مدام،
ماذا وجدتم عند الطفل؟</span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">سامحني سيدي.
لم أرغب أن تسمع والدته ،عنده سرطان الدم،
مسكينٍ ، ربي يشفيه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">لم انتبه الا ووالدته بجانبي تسألني عن سر عودتي للعيادة. كررت عليها
الممرضة ما قالته في السابق</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">لا شيء يا مدام
،فقر دم فقط</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <b> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">الجنين يعاني
خطر الموت</span></b><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">كتمت
الأمر في نفسي وأنا أقود سيارتي متوجها الى مستشفى الخروب. عاد بي الزمن الى
الوراء تذكرت خلالها ما تعرض له شهاب حتى قبل قدومه الى هذه الدنياو هو جنين في
بطن أمه. تذكرت حين أخذت والدته في 23 سبتمبر 2005 لتضعه بمصلحة الولادة بمستشفى
الطاهير. أتممنا اجراءت الدخول الى المستشفى . مرت ربع ساعة قبل أن تخرج إلي طبيبة
النساء</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">أسرع بالمدام،
الجنين يعاني من صعوبات عدة، قالت لي طبيبة مصلحة التوليد بمستشفى مدينتنا. علمت لاحقا أن القابلات و الطبيبات بالمستشفى
كن يحولن الحوامل لمستشفيات أخرى تجنبا للإرهاق و طلبا للراحة و ليس حرصا على صحة
الحوامل و الأجنة. طبعا كان المراجعون من عامة الشعب يصدقون ما كان يقال لهم و
يفعلون ما يؤمرون</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <b> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">ولادة شهاب بعد
إعلان وفاة</span></b><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">هرعنا الى حيث أرسلونا و صلنا الى عيادة التوليد على الساعة الخامسة
مساء . أتممنا الاجراءات الادارية و عدت الى البيت بعد أن طلبوا مني المغادرة
فالمكان مخصص للحوامل فقط. بعدها بساعة
اخبرت طبيبة النساء بدار الولادة زوجتي ان الجنين توفي في بطن أمه. أخفت
عني والدته الخبر و لم تتصل بي. صباح اليوم الموالي و على الساعة الرابعة صباحا
أتصلت بي زوجتي لتخبرني بميلاد طفل بهي الطلعة
أسمته كما طلبت منها '' شهاب الدين''. التحقت بالمستشفى مباشرة لأتأكد
فوجدته فاتحا عينيه و هو يمص سبابته و كأنه يقول لي أنا حي أرزق. قبلته ثم حملته بين يدي و أذّنت في أذنه اليمنى نام
بعدها مباشرة كأنه اطمأن لسماع الآذان</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><b> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">شهاب يعود إلى
الحياة</span></b><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">شهران
بعدها أُصيب رضيع شهاب
بالتهاب رئوي حاد تطلب نقله الى المستشفى على عجل. رافقتنا انا ووالدته
زوجةُ عمه وفي منتصف الطريق أخبرتني الأخيرة أن الطفل توقف عن التنفس نهائيا بعد
ان ظل يبكي لساعات ."لقد مات".نظرت إليه فوجدت أنه لا يتحرك. رفضت تصديق
الأمر فزدت في سرعة السيارة .وصلنا الى المستشفي والطفل متوقف عن التنفس. ادخلته
مع والدته إلى مصلحة الطوارئ و خرجت حتى لا أسمع خبر موته من الطبيب. طال انتظاري
قبل أن تخرج والدته تبشرني ان الشهبوب كما
أدعوه حي يرزق. أما سبب بكاء الطفل فبسبب
دواء وصفه له أحد أطباء الأطفال بالمدينة. الدواء سبّب هيجانا كاد أن يودي
بحياته. عدت للطبيب بعدها لألومه على حجم الضرر الذي ألحقه بالصبي فلم يعتذر بل
برر فعلته بأن استجابة الاطفال للدواء تختلف. خرجت من عنده و أنا ألعن اليوم الذي
فكرت في دخول عيادته. لا زلت إلى غاية اليوم لا أفهم كيف لطبيب أطفال ان يصف ستة
أدوية مرة واحدة لرضيع ذي شهرين؟</span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <b> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">خيبة بعد أمل</span></b><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">في شهر اوت من
العام الماضي و بعد ان اكمل شهاب شهره الرابع و العشرين من المرض طلب مني الأطباء
المعالجون بمستشفى قسنطينة الجامعي إجراء الفحوصات الخاصة بنهاية العلاج. إذا كانت
الفحوصات سلبية فسيتوقف الطفل عن تناول الدواء. أخذت شهاب إلى الجارة تونس كما
يفعل جل الجزائريين بحثا عن الفعالية و الشفاء. ذهبنا برفقة خاله إلى عيادة دولية
هناك فوجدت ان الأمور لا تختلف كثيرا عن ما ألفناه في الجزائر سوى من حيث دقة
المواعيد و النظام. أجريت الفحوصات لشهاب و انتظرت يوما كاملا مرّ علينا كالدهر
لمعرفة النتائج. عدنا في صبيحة اليوم الموالي فأخبرني الطبيب أن دم شهاب خالِِ من
الخلايا الخبيثة و انه يمكنه اللآن البدأ بتخفيض كمية الدواء. بكيت من شدة الفرح.
هاتفت والدته التي بقيت تنتظر على أحر من الجمر هنا في الجزائر و أخبرتها بالنبأ
السار. عدنا إلى الجزائر و نحن لا نصدق ما جرى. خطط شهاب لمرحلة ما بعد السرطان بعناية.
عدنا الى مستشفى قسنطينة و سلمنا نتائج التحاليل الى الطبيبة بدرجة بروفيسور. عفوا
سيدي. وقع هناك خطأ. ما كان يجب عليكم إجراء الفحوصات. يجب مواصلة العلاج و
إجراؤها بعد ستة أشهر من الآن</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b>الميلاد الثالث</b></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">اليوم و بعد مضي ستة أشهر اتصلت بي والدة شهاب من نفس العيادة بقسنطينة حيثُ شُخِّصت إصابة
الولد بالسرطان لتخبرني ان عينة نخاع عظامه و تحاليل دمه أثبتت شفاءه من المرض,
جسمه خالٍِ من الفيروسات و قلبه مفعم بالحياة . العلاج الكيماوي لم يسبب له أي
ضرر. يالله. خررت ساجدا</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> . <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">لم أصدق نفسي و
أنا أتذكر تحاليل دم شهاب عند تشخيص حالته في 2017. لقد كانت خلايا الدم البيضاء
تشكل 81 بالمئة من دمه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif;">كنت أتحاشى ذكر إسم المرض أمامه فذكره عند كثير منا يعني الموت مباشرة. كنت أستعمل كلمة ''لوكيميا " بدل "سرطان
الدم'' ولكنه بحث عن الكلمة في الانترنت و عرف ان مرضه نوع من انواع السرطان. بحث
عن طرق علاجه وكيف يتغلب على آثار العلاج الكيماوي و الأدوية و الحقن و مدة العلاج
وأحدث الطرق للتغلب عليه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <b> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">حفلات
الشواء</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> 32 <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">شهرا من
المعاناة لم تفقدالشهبوب الثقة بأنه سيقهر هذا المرض الفتاك يوما. كان دائما حين
تشتد عليه تأثيرات العلاج الكيماوي يردد
جملته الشهيرة ''لا تعترف بالحريق الذي في داخلك, ابتسم وقل أنها حفلة شواء'' .
الستة الأشهر الأولى من العلاج كانت الأصعب و الأمرّ احتاج فيها إلى نقل الدم و الصفائح الدموية و
عزله في غرفة لوحده بعد ان ضعفت مناعته بشكل رهيب. الأربعة الأيام الاولى
بالمستشفى مرت عليه كأنها سنوات. بقاء والدته بجانبه خفف عنه وطأة القيئ و الغثيان
و آلام العظام و هي من آثار العلاج الكيماوي الأشد سوءا. مرت أسابيع عرف فيها شهاب
أن حالته ليست اكثر سوءا من اولائك الاطفال الذين تمكن السرطان من أجسامهم فمنهم
من تسبب في فقدان بصره و منهم من تسبب في بتر أحد أعضائه و منهم من توفي أمامه.
كان الأطفال بمصلحة الاورام كلهم من الطبقة الفقيرة او المتوسطة أرهقت أباءهم كثرة
المصاريف من اقتناء اللأدوية و الفحوصات غالية الثمن وكثرة التنقل</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <b> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">معاناة الصحة</span></b><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">زيارتنا
المتكررة للمستشفى سمحت لي و لوالدة شهاب بمعرفة أشياء كثيرة عن واقع الصحة في
بلادنا. الأطباء كانوا في غاية الأدب معنا لكن الظروف التي يعملون فيها كانت جد
قاسية. كنا نسمع منهم عن قضية الادوية الفاسدة و منتهية الصلاحية التي تستوردها
مافيا الدواء يأثمان بخسة لتعيد بيعها للدولة بأثمان باهضة. كان الاطباء غالبا ما
ينصحوننا بعدم صرف الأدوية التي تباع في صيدليات الجزائر لأن أغلبها من الهند.
كانوا يحدثوننا عن حالات الوفاة الكثيرة التي حدثت بسبب نوعية الدواء. كنا نسمع عن
ندرة الحقن باهضة الثمن و كيف كان يتم بيعها خفية او صرفها للمعارف فقط. أتذكر ان
طبيبة بدرجة بروفيسور تقاعدت بسبب ظروف العمل القاهرة. قبل أن تخرج الطبيبة قامت
بتجهيز مصلحة طب الاورام بثلاجة جديدة من مالها الخاص</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.<o:p></o:p></span></div>
<span style="font-size: large;"><span style="font-family: "calibri" , sans-serif; line-height: 107%;"> </span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; line-height: 107%;">أدرك الطفل أن المقاومة و عدم الاستسلام هي
الطريقة الوحيدة للتغلب عليه. '' كل الذين استسلموا ماتوا ولو ظلوا أحياء'' هكذا
كنت أردد على مسامعه حين زيارته. و لذلك
ظل شهاب يحلم , رغم المرض، بأن
يصبح بحارا كأمير البحر العربي شهاب الدين أحمد أبن ماجد . '' الآن و بعد أن قهرت
السرطان سأتقرغ لتحقيق حلمي. قهرت المرض يا أبي. لا غيابات عن الدروس بعد
اليوم". و لأنه لا ينسى جميل من وقفوا معه، طلب شهاب من أمه أن تحَضر كعكة
كبيرة ليحتفل بها مع زملائه و أساتذته يوم عودته للمدرسة. '' لقد وقفوا معي و شجعوني على المقاومة، يجب أن أرد جميلهم يا
أمي</span></span></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-2863199004048008462020-01-31T23:14:00.003+01:002020-01-31T23:14:45.572+01:00الوصول. <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;"> </span></b></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjBbbrlYa3bCd1k63IHBXBd0RSq6zaOQTbtAEaNlYKv7MAnATE30TtdJLTBZIJQTonwfw-tlwtU8laHy5Sq1knvqNQzELpbeK4X-iRCAYsSkih45EZdj2W38tyCmcsYQCSPCYs9de4JUZI/s1600/33.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="361" data-original-width="849" height="170" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjBbbrlYa3bCd1k63IHBXBd0RSq6zaOQTbtAEaNlYKv7MAnATE30TtdJLTBZIJQTonwfw-tlwtU8laHy5Sq1knvqNQzELpbeK4X-iRCAYsSkih45EZdj2W38tyCmcsYQCSPCYs9de4JUZI/s400/33.jpg" width="400" /></a></span></b></div>
<b><span style="font-size: large;">شكرت احميدة
على موقفه خاصة بعد توقفه. نزل الآخرون و اغتسل الجميع. الرحلة متعبة فعلا خاصة
إذا كانت المشاهد تتكرر امام ناظريك. الساعة تشير الآن الى التااسعة صباحا. <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يبدو ان فصل الشتاء في تمنراست لا يختلف عن ذلك
الذي نعرفه في جيجل شمال الجزائر. كثيرون قالوا لي أن الطقس في تمنراست يشبه ذلك
الذي نعرفه في الساحل.معتدل في الشتاء و غير ساخن جدا في الصيف.<o:p></o:p></span></b><br />
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>-- سوف نستمتع بشمس هذا اليوم في تمنراست .أليس كذلك
يا مستر حسن؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- اعتقد ذلك
يا لوركان. الطقس هنا في تمنراست معتدل و بامكانك ان تتخلى عن الملابس الشتوية في
النهار. هكذا قيل لي.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- آوه..أحب
ذلك...نحن نعاني في ايرلندا ..الضباب و المطر هناك يستمران لمدة طويلة. إنه يجعل
أيامنا بائسة. <o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">--هو نفس الطقس
في بريطانيا. أليس كذلك؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- بالفعل..ممطر
و كثيف الضباب. يبعث على الكآبة لذلك تجدهم لا يكثرون المزاح هناك..مزاجهم يتأثر
بالطقس.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- نحن في
شمال نيجيريا نعاني من طقس حار جدا في الصيف. يمكن للحرارة ان تبلغ أرقاما قياسية
في كادونا شمال نيجيريا...لا آحب ذلك. استمتعت بالطقس في مغنية شمال غرب الجزائر.
الجو هناك رائع..يقولون انه نفس الطقس الذي يسود في اسبانيا.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- هل ستعود
إليها ؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- نعم . لن
أفقد الامل في الهجرة الى أوروبا. سأعمل المستحيل....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كنت بصدد إشعال سيجارة عندما أوقفني احميدة
مستعجلا الركوب و الانطلاق صوب وجهتنا. صعدنا جميعا الى السيارة و انطلقنا من جديد
صوب تمنراست. استغل مرافقنا النيجيري الصمت الذي أعقب ركوبنا ليكمل لنا خطته للهجرة
نحو اوروبا. <o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- سوف أعود
لكادونا أتفقد عائلتي و أعمل لأوفربعض المال للعودة مجددا إلى مغنية. سأحاول تعلم حرفة
إصلاح السيارات. لابد أن أحصل على خبرة كافية. تعلمت في الجزائر بعض الحرف كالبناء
و الفلاحة لكنها متعبة.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- واش بيه
هذا السوداني يالشيخ؟ واش راه يحكي؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- حاب يروح
لأوروبا يا حميدة...الدودة نتاع الهجرة كلات له مخه. <o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- عنده
الحق يالشيخ..والله تحير في الدنيا هذه. الايرلندي ما يحب يقعد في بلاده. المالي
هذا مسكين رايح جاي من مالي للدزاير. هذا النيجيري حاب يروح لاسبانيا. أناحاب نروح
لهولندا. انت حاب تروح لفرنسا.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- حكينا
فيها ياحميدة. الانسان مسافر رغما عنه. الانسان ليس بشجرة . كل واحد فينا يشوف في
الخير ماشي تحت رجليه و إنما بعيد عليه. <o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- والله كاينة
يالشيخ. نعرف واحدة تعيش هنا في الصحراء من هولندا . خلّات كلشي في هولندا و جات
شرات خيمة و استقرت هنا في جبال الهقار. أنا وصّلت لعندها <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>صحافيين هولنديين من قناة هولندية و صوروها و حكاو
معها. والله حيرتني.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- ما زالت
هنا؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- ما زالت.
والله<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يالشيخ جاء حتى السفير الهولندي
لعندها.. وصّلتهم بنفسي.. حابين يرجعوها لبلادها...قالتهم والو...كرهت من هولندا..
هنا في الهقار خير ...والله تحير<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- ما تحير
ما والو..منين تلقى راحتك هذيك هي بلادك...إمالا على بيها حاب تروح لهولندا
ياحميدة..درت معرفة معاهم؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- واش بغيتني
ندير...رحت ليها مرة ...عجبتني بزاف.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- و علاش
ما ريحتش؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- ما نقدر
نخلي اولادي بلاش. نستنى يبدا وليدي يخدم و نروح. قالت لي هذه الهولندية تعاوني..راني
داير فيها مزية..نقضي لها الحوايج اللي تحتاج كل سمانة...موصي عليها التوارق...عاجبها
الحال.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- هذا مشروع
كبير يا احميدة. على كل حال ربي يسهل.<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-language: AR-DZ; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><b><span style="font-size: large;">-- رانا
قريب نوصلوا. شوفنا الايرلندي هذا إذا كان عنده وين يبات؟<o:p></o:p></span></b></span></div>
<b><span style="font-size: large;">-- راه يقولك رايح يبات فالاوتيل..شوف له برك طاكسي مليح لعين قزام.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- بربي ان شاء الله...شوفوا اذا كان باغي يشري حوايج للذكرى.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--قالك العشية تروح لعنده منين يبات و تتفاهموا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> أخرج لوركان مذكرته و طلب مني منحه عنواني ثم مزق ورقة صغيرة و كتب لي عنوانه فيها.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- هذا عنواني في دبلن بايرلندا. هذا عنوان العمل و هذا عنوان السكن. لاتتردد في الكتابة إلي.. سررت بمعرفتكم جميعا. سأعود يوما ما . لن أنسى هذه الرحلة . ساكتب عنها عندما اعود الى إيرلندا. اتمنى لكم السلام لبلادكم. تستحقون الأفضل.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> نزلنا من السيارة و اخرج كل واحد أمتعته. اخذ كل واحد وجهته بينما عاد إلي إيغابي النيجيري صافحني ثم قال لي </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- استمتعت كثيرا بالسفر معكم. لقد أخذ هذا الاروبي عنوانك. لكن دعني أقول لك يا سيد حسن. نحن بالنسبة لهؤلاء كسواق الطاكسي و عمال الفنادق. يلتقون بنا و يتحدثون إلينا و بمجرد ان نفترق ينسوننا مباشرة. طاب يومك. سلام </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- شكرا. حظ موفق...سلام</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><br /></span></b>
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-28779856415520788562020-01-28T22:42:00.001+01:002020-01-28T22:42:48.814+01:00زوار الليل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<b><span style="font-size: large;"> </span></b><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi_N1f9zzqtHdFIlwG3NWkgwEU3OVWrgoZPtspKdwwTU55be-bR6yu1PkLPNZpWsa82UVMiXQdD258TBqmu_247hXEyVnGFyTwOdltbNp_FFYuuPVCj66nExxHkFsOIfrNF3YmqvWTEaW8/s1600/images.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="399" data-original-width="769" height="207" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi_N1f9zzqtHdFIlwG3NWkgwEU3OVWrgoZPtspKdwwTU55be-bR6yu1PkLPNZpWsa82UVMiXQdD258TBqmu_247hXEyVnGFyTwOdltbNp_FFYuuPVCj66nExxHkFsOIfrNF3YmqvWTEaW8/s400/images.jpg" width="400" /></a></span></b></div>
<b><span style="font-size: large;">وصلنا إلى إنيكر التي تبعد عن تامنراست 170 كلم. كنت أعتقد انها منطقة حضرية بسبب وجود اللافتة لكن اكتشفت أنها كمنطقة آراك التي توقفنا بها من قبل. بعض الأكواخ الحجرية منتشرة هنا و هنا مع بعض الجمال المرابضة أماما تدل على وجود حياة ما هنا. أوقف حميدة شريط الكاسيط و بدأ يبحث عن إشارات المحطات الإذاعية. إنها أخبار الصباح من إذاعة الجزائر. الأخبار تتحدث عن أختطاف طائرة فرنسية بمطار هواري بومدين ومقتل شرطي جزائري بالمطار. المفاوضات مع الخاطفين جارية على...</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> --حبّس علينا الله يرحم والديك يااحميدة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- والله ياشيخ عندك الحق..ما تسمع إلا ما تكره..الحالة والله ما تعجب صح.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- و السيد يقولك روّج للسياحة؟ كيفاش تروّج للسياحة و مدخل الجزائر من الجو غير آمن؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> التزم احميدة الصمت بعد أن أغلق المذياع كأنه لم يجد إجابة لسؤالي رغم أن سؤالي كان موجها في الأساس للوركان.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> قررت ان أتوقف عن الكلام و ذهبت بخيالي إلى هنالك في الطاهير حيث والدتي. كنت سافرت في عطلة الخريف الماضية و لا زلت أتذكر ليلة وصولي. كان الظلام يُخيّم على المدينة باكرا كما الخوف. الكل يدخل مسرعا الى بيته لأنه لا يعرف إن كان إسمه ضمن قائمة الذين سيزورهم قتلة الليل. "الموت غالبا ما ياتي الى الطاهير في عتمة الليل او مع انوار الصباح الجديد" قال لي صديقي عبد المجيد ذات يوم. يجب ان تحضر نفسك جيدا له. قد تكون جماعة من الارهابيين الذين ينتقمون من العسكر و اهاليهم او قد تكون جماعات الدفاع الذاتي التي راحت تتنقم من عائلات الجماعات الارهابية الموجودة في الجبال. كان يوجد في حينا من ينتمي إلى هؤلاء و أولائك. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> تناولت عشائي باكرا على غير العادة بعد ان رفضت أمي خروجي الى مقهى صديقي ياسين وسط مدينة الطاهير. '' والله ما خرجت'' . أقسمت علي بأغلط الايمان أن لا أترك البيت في هذا الوقت من الليل. صليت العشاء و كنت بصدد سحْب المدفأة الى غرفتي حيث أنام و فجاة بدأ يعلو ازيز الرصاص في الخارج. قفزت الى الأرض منبطحا بينما أسرعت امي إلى إطفاء أنوار البيت و لم تترك لي الفرصة حتى ألتحق بالفراش. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- أطفئ الشوفاج - المدفأة - و ارواح نرقدوا مع بعض. ما تباتش وحدك. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- علاش؟ واش كاين؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- انت كنت في الصحراء يا بني..هكذا هي الحالة يوميا. هذه طريق اصحاب الجبل من هنا يهبطوا الى الطاهير و من هنا يطلعوا للجبل.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- و كيفاش على بالكم؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> --الناس يشوفوهم يا بني..ربي يستر..علاش ما قلتش باللي جاي والله و اخبرتني ما نخليك تحط رجليك هنا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- تواحشتكم يا يمّا.حتى في عين صالح ما تقدرش تريح هاني و انت تعرف واش صاري هنا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- الله لا تربح السياسة ...هي وصلتنا لهذه الحالة. الخوف يا بني داير حالة.الناس تموت و ما على بالهاش علاش.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- صح يا يما...والله سمعت و انا في عين صالح بالاستاذ العراقي البوسطجي الله يرحمه. قتلوه قدام الثانوية..مسكين والله العظيم كان رايع. حتى السياسة خاطيه.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> سكت ازيز الرصاص وعم المكان هدوء لم يطل أمده. طلبت مني والدتي ان التزم الصمت فهناك حركة خارج البيت..سمعت أنا أيضا حركة أقدام تجري في الشارع ثم اقتربت شيئا فشيئا من باب بيتنا. ثم سمعنا طرقا على الباب..طرقا خفيفا ثم بدأ يزداد عنفا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">ساد البيت صمت رهيب اما أمي فقد كدت أسمع دقات قلبها من الخوف. شعرت انهم علموا بقدومي من الصحراء فجاؤوا من أجلي.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">لحظات و سمعنا حركة داخل فناء البيت. قلت في نفس لقد تسلقوا الجدار و قفزوا إلى داخل المنزل. الموت يقترب مني. فتشوا المطبخ. ''إنهم هنا'' قال أحدهم. '' العشاء طايب. هذا وين تعشاو.الكسرة ما زالت سخونة''. أقترب أحدهم من الباب وضربها بقوة. نهضت امي مفزوعة و أرادت فتح الباب لهم فصحت بأعلى صوتي '' حبّس''</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> و استيقظت فجأة على صوت السائق وهو ينظر إلي فزعاَ</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- خير يالشيخ ..واش كاين؟آش خلق ليك؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- بسم الله الرحمن الرحيم..والو غير الخير.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- استغفر مولاك يالشيخ ..كاش ما شفت في المنام؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> توقف السائق على جانب الطريق بينما استيقظ الجميع على صوت صرختي. نزل احميدة من السيارة و أحضر لي كوبا من الماء. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--اشرب يالشيخ..باين عليك كنت تخلط في المنام.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><br /></span></b>
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-26512691966084941982020-01-27T00:39:00.000+01:002020-01-27T00:39:50.343+01:00Route 66 في الجزائر<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj8qjo30vbMHzlI5QDm8rvtbd_1T2uZ2Di54z7dzjRzAepcuryTQjFaNyyzv2yuh6TcmwtCJDxO-g-NCjA5OpI16Zeb75tdgVcF0CrXpgU2497tuh_3g4aBFraftmYrYIkT2d1hEuI4d2I/s1600/66.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="452" data-original-width="678" height="213" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj8qjo30vbMHzlI5QDm8rvtbd_1T2uZ2Di54z7dzjRzAepcuryTQjFaNyyzv2yuh6TcmwtCJDxO-g-NCjA5OpI16Zeb75tdgVcF0CrXpgU2497tuh_3g4aBFraftmYrYIkT2d1hEuI4d2I/s320/66.jpg" width="320" /></a></div>
<b><span style="font-size: large;"> لم أجد ما أبرّربه للايرلندي سبب غياب المرافق السياحية. تذكرت اني أرجعت ذلك للإرهاب و لكن قلت في نفسي ' وقبل الإرهاب ماذا كانت الدولة تفعل؟ . لقد كان الآلاف يأتوننا من كل البلدان فلماذا لم نستغل الفرصة ونطور الهياكل السياحية لنجذب سياحا أكثر.'' كنت بصدد البحث عن عذر آخر لكنه هدأ و كأنه ادرك انه يخاطب مواطنا جزائريا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- آسف جدا سيد جسن...ما كان ينبغي ان أقول لك ذلك...اعذرني...بلدكم جميل جدا وشعبكم رائع..لا يستحق هذا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- لا داع للاعتذار ..أقدّر حرصك على بلدي...كما ترى ..كل واحد يساهم في تدميره بطريقته الخاصة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- قطعت الآن أكثر من 1600 كلم و ما زال الكثير أمامي حسب الخرائط. بلدكم قارة يا أخي. لم أشاهد ما شاهدته في بلد آخر. لا أفهم كيف تقبلون بهذه الوضعية.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- وماذا تريد من مُدرّسِ مسكين مثلي أن يفعل؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- بإمكانك الكثير. أنت تتكلم الإنجليزية بطلاقة ..بامكانك أن تروّج للسياحة في بلدك.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- و من سيغامر بالقدوم إلى بلد يتقاتل فيه شعبه؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- أمركم غريب يا سيدي. أنتم لا تتحدثون سوى عن العراقيل. انا اتحدث عن الحلول وانتم لا تعرفون سوى العراقيل..آسف مرة أخرى...لا أقصد التعميم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- نعم..من سيغامر و يأتي الى هذه البقعة الملعونة ؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- انا هنا أمامك..لوركان دوبراين من ايرلندا. هناك الكثير أمثالي مستعدون للمغامرة مثلي. العام الماضي سبقني رحالة بريطاني زار الجزائر ضمن رحلته حول العالم على دراجته. نشر كتابا حول هذه الرحلة الممتعة أسماه '' حول العالم على دراجة" لقد جعل هذا الرووةحالة الكثير يحلمون بمشاهدة ما ذكره في كتابه. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لن تصدقني إذا قلت لك أنه قضى الليلة معنا حين قدم إلى عين صالح.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- حقا؟..تمنيت لو التقيته. قرأت كتابه فقط</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- أسمه طوماس..لكني نسيت الاسم الثاني.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- طوماس ستيفنس...هذا اسمه الكامل.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لا أذكر جيدا ..كان في الخمسين من عمره ..ذو لحية غزاها الكثير من الشيب..دراجته كلاسيكية سوداء.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- ذاك هو..في الخمسين من عمره..دقيق جدا في تدوين رحلاته و لا يبخل بالتفاصيل..عندما تقرأ كتابه تشعر و كأنك تشاهد فيلما.. أنت محظوظ بمقابلته.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- صراحة لم أتحدث معه كثيرا..زميلي الذي جاء به هو من قدمه لي و أخبرني عن مشروع رحلته حول العالم. لقد كان متجها نحو كينيا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- صحيح...و من هناك الى اليابان. من اليابان الى الصين و منها الى التبت ثم الى الهند فإيران...هذا مسار رحلتي أيضا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- لكنك تسافر بدون دراجة..أنا أسافر بالطاكسي..أريد ان اساهم و لو بالقليل في دفع السياحة الى الأمام... أحب أن اشجع سائقي الأجرة ...دعهم يستفيدون من زيارتي أيضا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- و هل ستؤلف أنت ايضا حول هذه الرحلة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- نعم ...أرجو ذلك..أحب مشاركة الجميع فيما أفعل و أرى.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- كم لبثت في عين صالح؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- ليلة واحدة..لم تتح لي الفرصة لزيارة اماكن عديدة هناك..تجولت في السوق لكنه لم يعجبني.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- لم تزر أسد تيديكلت و الغابة المتحجرة هناك؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- قرأت عن أسد تيديكلت..هو جبل في هيئة أسد جاثم..صحيح؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- نعم..زرته و لم أصدق أنه من صنع الطبيعة...يشبه أبو الهول في مصر</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- فعلا...هذا ما قالوا عنه. ماذا عن الغابة المتحجرة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- تقع ليس بعيد عن عين صالح...بقايا جدوع أشجار تحولت الى حجارة صلبة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- سأغضب فعلا ..لقدحرمت نفسي من أشياء كثيرة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- مازال الكثير لدينا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- لو أنجزتم طريقا مثل الطريق الامريكي روت سيكستي سيكس ستجلبون نصف سكان العالم اليكم كسياح.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- و ماهذا الروت سيكستي سيكس؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- هذه الطريق التي ربطت الولايات المتحدة الامريكية من شرقها إلى غربها على مسافة 3600 كلم. ربطت كل المدن ببعضها البعض و بفضل المطاعم و الفنادق و محطات البنزين و المتاحف و المحلات التجارية التي أنشئت على جانبيها حققت الولايات المتحدة طفرة تنموية في كل المدن. اصبح السفر عبر هذا الطريق دليلا على العصرنة و الحداثة و صارت الطريق مقصدا لكل من يزور الولايات المتحدة الامريكية... البعض سماها بالشارع الرئيس او أم الطرقات ..أنتم تحتاجون لمثل هذا المشروع. لديكم كل شيء</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> كنت سأحدثه عن الارهاب و الرداءة المعششة في دواليب إداراتنا ولكني تراجعت خوفا من أن يقول لي إننا لانعرف سوى الحديث عن العراقيل..فكّرت ثم قلت له بعربية جزائرية خالصة </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- ربي يجيب الخير.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> -- ?!!Sorry</span></b></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-68086992787780264722020-01-26T00:33:00.001+01:002020-01-26T00:33:53.633+01:00طواف حول مولاي لحسن <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<b><span style="font-size: large;"> </span></b><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhzXG3tPeuMMVZlEsq6YamqtM2ObKJwJD-T4VRaJrA5kBb663q4WeLj2PrgsF9-kEMyEvhp2uGQHSE4ix88Bcz64zMLYWhctszZB12X1Rq9ooZB_5OeKLZN0enXNWB8-5aVSNYJ-vVJnrM/s1600/6565.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="360" data-original-width="480" height="300" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhzXG3tPeuMMVZlEsq6YamqtM2ObKJwJD-T4VRaJrA5kBb663q4WeLj2PrgsF9-kEMyEvhp2uGQHSE4ix88Bcz64zMLYWhctszZB12X1Rq9ooZB_5OeKLZN0enXNWB8-5aVSNYJ-vVJnrM/s400/6565.jpg" width="400" /></a></span></b></div>
<b><span style="font-size: large;"> انحرف سائقنا احميدة يمينا و أخذ مسلكًا بدا لنا أنه غير الطريق الوطني العريض. اعتقدت أننا سنتوقف لكنني تذكرت أن احميدة وعدنا انه لن يتوقف ثانية.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- وين بيها يا احميدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- حق مولاي لحسن لازم نجيبوه.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- شكون مولاك لحسن هذا يا احميدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--هذا ولي من اولياء الله الصالحين. لازم نزوروه كل ما مشينا طريق عين صالح تمنراست.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والفايدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- الفايدة..البركة يالشيخ..فايدة كبيرة..18 سنة و انا نخدم الطريق هذه عمري ما صراتلي حاجة ..لا أكسيدات لا والو.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يعني في رايك مولاك لحسن هو اللي ظل يحميك هذه المدة كامل؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- إيّه يا شيخ...هذا ولي الله و عنده حظوة عند رب العالمين.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--هذا شرك بالله يا حميدة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> وصلنا إلى دوران توسطته بناية طُليت بالأبيض . فهمت ان هذا البناء هو ضريح هذا الذي يقول عنه احميدة أنه ولي الله الصالح. قام احميدة بالإلتفاف حول البناء دورة كاملة و اتبعها بثانية ثم ثالثة. أخذنا انا و لوركان و إيغابي ننظر الى بعضنا في دهشة و تعجب مما يفعله السائق. طلب مني الايرلندي أن أشرح له ما يفعله احميدة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هو يطلب البركة و الحماية من شخص يقال إنه صالح مدفون في هذه البناية البيضاء وسط هذه النقطة الدائرية - الدوار-</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- نبي ؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لا...شخص يشهد له الناس أنه رجل صالح فعل أشياء خارقة لا يفعلها البشر.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- تقصد معجزات؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- تقريبا..المعجزات فعلها الانبياء...اما هؤلاء فليسوا بانبياء..هم عاشوا في طاعة الله و عبادته وابتعدوا عن المحرمات و المعاصي...كالقديسين في مسيحيتكم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- انا لا أؤمن بذلك..قرأت عن الاسلام أن الناس سواسية و لافرق بينهم وان إلهكم هو وحده من يمنح الرزق و الأجل. و هذا ما أعجبني في دينكم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--انا ايضا لاأعتقد في ذلك. الله هو الضار و النافع...لا مخلوق قادر على ذلك.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يا أحميدة ..حبس علينا هذا الشيء...استغفر الله العظيم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--لازم انكملوا سبع دورات يا شيخ...والو من نقدّ نحبس..هذه خلاوهنا الجدود ...حرام علينا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- الحرام هو اللي راك تدير فيه ..حبّس علينا الشرك هذا.و لا انزلنا هنا و كمل وحدك..</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والو ياشيخ...رانا مسافرين مع بعض..نطوفوا مع بعض..نخاف ...ما زال ما وصلناش لتمنراست...كاش ما يصرالنا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- واش من طواف تحكي عليه؟ انت حاسب روحك في مكة ؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> </span></b><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVfn2il-imaeuZmF9GBm1vneAl7zFvLCeKIVZl9mBGmNJp1S7FdR88R6ueC95C5RECF-FEe2TMkAdEyF791SaOLutNEmPrsB7_qUKg8Lc7KUVJxIy0Eg1LpeCMUqSwV7bcuV4hJ9WS58Q/s1600/Capture.PNG" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="557" data-original-width="1306" height="170" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVfn2il-imaeuZmF9GBm1vneAl7zFvLCeKIVZl9mBGmNJp1S7FdR88R6ueC95C5RECF-FEe2TMkAdEyF791SaOLutNEmPrsB7_qUKg8Lc7KUVJxIy0Eg1LpeCMUqSwV7bcuV4hJ9WS58Q/s400/Capture.PNG" width="400" /></a></span></b></div>
<b><span style="font-size: large;">لم يُعرني السائق أي اهتمام و أكمل طوافه حول الضريح حتى الدورة السابعة أين اوقف السيارة و نزل هو و صاحبه و أبو بكر المالي. أستغل الايرلندي الفرصة و اخرج سيجارة و أشعلها قبل أن يسرع إليه حارس الضريح و يأمره بإطفائها فالتدخين لا يجوز في هذا المكان حسبه. عاد أحميدة و مرافقاه و صعدنا السيارة من جديد. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- واش درتو كي دخلتوا للجامع هذاك يا حميدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- تصدقنا بالشيء اللي كتب ربي ...و دعينا لمولاي لحسن </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- كل واحد يسافر على الطريق هذه يدير كيفكم؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لا..الشناوة - يعني اصحاب الشمال - قليل اللي يجي يدور هنا. بصح اهل الصحراء لازم يدوروا سبع مرات و يتصدقوا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هو ميت..شكون اللي يتصرف في اموال الصدقات؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- أنت ماك عارف واش يديرو بالاموال هذه يالشيخ..راها كاين بيوت هنا يرتاحوا فيها المسافرين..ياكلوا و يشربوا لوجه الله..و اللي يحب يبات كاين البيوت ..في سبيل الله.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> أخبرت لوركان عن ذلك فاستحسن الفكرة و أخرج مفكرته ليدوٍّن ما شاهده و سمعه مع رسمة للجامع الموجود وسط النقطة الدائرية.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- كم بقي و نصل الى تمنراست يا أحميدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- بربي ان شاء الله 3 سوايع و نكونوا في تمنراست.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- ماشي قلت لنا بقت 150 كلم ؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والو..قلت 250 كلم. مابقاش ياسر..رانا دخلنا في منطقة الهقار..حكينا عليها.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- حكيت لنا على تينهينان و حبست.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--هذيك في أبلسة ...قلت لنا حاجة على الهقار بصح ما كملتش.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- واش تعرف على الهقار يا شيخ؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--واش نعرف عليه؟ ماركة نتاع دخان ...العلبة نتاعو مصور فيها ثلاثة توارق مريحين و واحد يسربيهم لاتاي.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- واش تاني؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- جبال صخرية فيها قمة تاهات و خلاص.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هذه الهقار يا شيخ فيها تاريخ كبير.أقدم حضارة في التاريخ. تسمع بجداريات الهقار؟ تسمع بأسكرام؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- نسمع بأسكرام...بصح ما روحتلهاش . يقولوا أن بها أجمل غروب للشمس في العالم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- كاينة يالشيخ. كانت الالاف من الاوروبيين يجوا لتمنراست غير باش يروحوا لاسكرام. كانت الحالة ماشية على الشعرة...كنا نخدموا الطريق هذيك يوميا يالشيخ.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- شحال بعيدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- نحكموا 5 سوايع باش نوصلوها..تنقصنا الطريق..</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> كان لوركان يتفقد خريطته حين سمعنا نتحدث عن أسكرام. طلب مني ان أحدثه عنها. تفقد خريطته مجددا بحثا عنها حتى وجدها. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لقد قرأت عنها من قبل. إن بها أجمل غروب في العالم. كيف لبلد به كل هذه المناظر ان لا يأتيه هؤلاء الذين يضيعون وقتهم في البلدان الاروبية و جنوب آسيا؟ أنظرمعي الى هذه الخريطة...قمة أسكرام هنا..و تمنراست هنا...لا يوجد طريق معبّد يوصلنا إليها. لا توجد لا فنادق و لا مطاعم هناك..أنتم شعب...أنتم شعب...لا أجد الكلمة المناسبة.</span></b><br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-43846813206435878392020-01-23T23:54:00.004+01:002020-01-24T21:52:05.655+01:00حكاية تينهينان <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<span style="font-size: large;"><b> </b></span><br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><b><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgS7Rf-dBvO8Qe9o3bIfGDwgWbCqBl8B3J_089SohQca9z-3BiiSBqzlGdbgsAjF2OCFNZ1usPu-4AjVuiUVc85rPaztbRcPiASk8eDzMnkFYokLGKzpoI-rqNIe54lzsvakHdXfnyHRtk/s1600/763px-2_-_La_reine_Tin_Hinan%252C_125x150cm%252C_huile_sur_toile.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="600" data-original-width="763" height="313" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgS7Rf-dBvO8Qe9o3bIfGDwgWbCqBl8B3J_089SohQca9z-3BiiSBqzlGdbgsAjF2OCFNZ1usPu-4AjVuiUVc85rPaztbRcPiASk8eDzMnkFYokLGKzpoI-rqNIe54lzsvakHdXfnyHRtk/s400/763px-2_-_La_reine_Tin_Hinan%252C_125x150cm%252C_huile_sur_toile.jpg" width="400" /></a></b></span></div>
<span style="font-size: large;"><b> انشغلت بالاستماع الى مرافقنا الايرلندي وهو يحكي لنا عن والده و طريقته في تربية أبنائه و نسيت أن حميدة هو الذي منحني فرصة معرفة المزيد من لوركان حتى فقد صبره.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- آه ياشيخ..نسيتني واقيلا...راك عارف ليا نحب القصص تاع اوروبا. ما قلت لي حكايته.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> --ما قالش حوايج كبار..الوالد نتاعو هو سبابه باش جاء يحوس هنا.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- هذا حاب يقتله ؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- لا ياحميدة...بوه مات ..حكى له عن الجزائر, افريقيا و اليابان و الهند و التبت ..حاب يشوفهم</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> --والو ..هذا باغي يموت...يجي للجزائر و بلاد المنحوسين هاذوا- بقصد الافارقة- في الظروف هذه ويقولك جاء يحوس. هذا ما يكون غير جاسوس يا شيخ. والله ما بغات تدخل في راسي.</b></span><br />
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0wlfVrFCmgkKvv55Hti2WXnolXsZH4O5Gd1AWlE9TBy7c5rxEgYBQNcKx7wH2k6ykCA4eVxyks2NVtJHcPGgGpiTmzpu4LtfXgJl2lXeMpsR9kN7kukHPqAFdmx4P69JL7cQoGMDdHQU/s1600/56565.PNG" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="528" data-original-width="916" height="230" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0wlfVrFCmgkKvv55Hti2WXnolXsZH4O5Gd1AWlE9TBy7c5rxEgYBQNcKx7wH2k6ykCA4eVxyks2NVtJHcPGgGpiTmzpu4LtfXgJl2lXeMpsR9kN7kukHPqAFdmx4P69JL7cQoGMDdHQU/s400/56565.PNG" width="400" /></a><span style="font-size: large;"><b> -- واش خلاك تشك فيه انه جاسوس؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- نعرف نفرق بين اللي يجي يحوس و اللي ما جا يحوس. هذا يمشي فالليل ويكتب والله عمري ما شفت واحد يديرها...راه غير يكتب و يصور. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- ياولدي واش رايح يكتب علينا احنا هنا. واش يديرو بينا أحنا في ايرلندا؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- بالاك راه يخدم مع دول أخرى..والله ما تدري. كان قادر يروح من العاصمة لتمنراست فالطيارة ...علاش يجي في الطريق؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- حاب يشوف البلاد...ما تنساش قال لي بوه شارك في رالي باريس-الجزائر- داكار و حكى له على الصحراء و الجزائريين.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- هذه باش يكلحنا يالشيخ. والله ما ندير فيهم الامان هاذوا الكفار.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--ما تدير والو في بالك..حشيشة طالبة معيشة. هذا مسكين استاذ تاريخ في الجامعة.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- يا ودي انا شاك فيه..كي احبسنا في عين امقل راه كتب ياسر..ما تنساش بلي كاين معتقل فيه الجماعة تاع الفيس -الجبهة الاسلامية للانقاذ- بالاك كاش ما جاء يدي من هنا عليهم.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- وين على باله أصلا باللي كاين هنا معتقل؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أش نعرف ليه أنا؟ حكى لي عسكري كان يخدم هنا ركب معايا لتمنراست عنده شهر...قال ليا الخوانجية نتاع الفيس دارو عفسة فالمعتقل خلصوها غالية عليها كابيتان و 3 عساكر.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- واش دارو؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- غير بيناتنا يالشيخ. كتبو رسالة للأقمار الصناعية باللغة الانجليزية.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- والله ما فهمتك..كيفاش كتبوها للاقمار الصناعية.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- في النهار كتبوا بالمواعين اللي ياكلوا فيهم ..الصحون نتاع القصدير صففوهم و كتبوا بيهم ''هنا معتقل عين امقل بالجزائر. أبرياء"</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و هذا الايرلندي واش دخله؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- اللغة الانجليزية يالشيخ...بالك كاش ما بعتوه.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ما يعرفش العربية و ما حكاش على السياسة خلاص..غير ما تكبرهاش.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- آش نعرف ليه انا؟...المهم العسكر راه موصيني..كاش حاجة لازمني نخبرهم.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- آيوه... و على بيها كي تسقسي فيه من الصباح؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- إيّه..بديت تفهمني يالشيخ...هكذا و الا والله ما خلاوني نخدم بكروستي..و نبيع مارلبورو.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أنت داهية يا حميدة. والله ما كنت حاسبك هكذا؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ههه..الخبزة يالشيخ...نسيت بلي انا تارقي...اللي يعيش في بقعة كيما هذه يلزمك تستعرف بيه. أحنا اسياد الصحراء..اولاد تينهينان.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و شكون تينهينان هذه؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- آه ياشيخ..شكون اللي ما يعرفهاش...هذه أم التوارق. رانا قربنا من أبلسّة...المنطقة اللي كانت ملكة عليها تينهينان...اللي ينحدر منها التوارق.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- في طريقنا؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- لا...بصح ماشي بعيدة...هذه تينهينان هي ملكة التوارق...و عندها ابنها اسمه اهقار.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- مسمية عليه الجبال هذه؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- تبارك الله عليك...تينهينان جات من الصحراء الغربية..كانت داهية كبيرة..هي اللي كانت تقود القبيلة اللي جات معها...تعذبوا في الطريق باش وصلوا لأبلسة.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- وعلاش خيرت آبلسة؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- فيها الماء ياسر..فيها زوج وديان يتقاطعوا...هي اللي دبرت عليهم يديروا مركز الدولة التارقية في آبلسة.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- هي اللي كانت تتصرف؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- إيه..هي قائدة الجيش.. غلبت جيوش من موريتانيا و من تشاد و من النيجر...ما خلات حتى واحد يفوت من آبلسة.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- وقتاش هذه؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- القرن الخامس ميلادي...حكى عليها حتى ابن خلدون..</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- امالا عليها يقولوا على التوارق ان المرأة هي اللي تتصرف ماشي الرجل</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- صح..أنا نقولها ليك...إذا كانت تعرف تتصرف علاش لا؟ شوف ياشيخ...هذه تينهينان قبل ما توصل لأبلسة تعذبت هي واللي معاها في الطريق...الصحراء, السخانة و الجوع...هلكهم الجوع..لقاو قافلة من النمل تمشي...قالت تينهينان للخادمة نتاعها تكامات...نمشي عكس خط السير تاع النمل...تبعوا الطريق وصلوا للواد ..لقاو الماء و خيرات كبيرة...تينهينان قررت يعيشوا في آبلسة...هذه هي حكايتنا و حكاية النساء عند التوارق.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و ابنها أهقار واش حكايته حتى تتسمى عليه المنطقة كامل؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- وصلنا يالشيخ لمولاي لحسن..لازم ندوروا سبع دورات.</b></span></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-46658690262230852182020-01-21T01:51:00.000+01:002020-01-21T20:03:24.299+01:00درس من القوقاز<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;"> </span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEioJMdlVX-LO3L4kfFvkS_6sDMNg0DbWhjg4RwvlTqud5497pollsKUM_rOGKwkWuf5cMa0W_grHr4boKNMILjawWCl4y8YtWDqm7zUnL8kdakHs-vVqOxqrpTIoSNC4TmjIUBioBaXPow/s1600/55.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="425" data-original-width="722" height="235" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEioJMdlVX-LO3L4kfFvkS_6sDMNg0DbWhjg4RwvlTqud5497pollsKUM_rOGKwkWuf5cMa0W_grHr4boKNMILjawWCl4y8YtWDqm7zUnL8kdakHs-vVqOxqrpTIoSNC4TmjIUBioBaXPow/s400/55.jpg" width="400" /></a></div>
<b>اعتقدت اني كنت الوحيد
الذي كان يستمع للوركان حتى أني نسيت ترجمة ما قاله الى احميدة. كان إيغابي
على الخط أيضا و شارك برأيه.<o:p></o:p></b><br />
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;"> -- سيد لوركان...قد يكون ما تقوله صحيحا و لكنه لا
ينطبق علينا نحن الافارقة. أنت تسافر لأنك تستطيع فعل ذلك.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- و ما يمنعك من فعل ذلك؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- الإمكانيات سيدي. أنا قبل أن أسافر علي بتوفير المسكن
و الماكل و الملبس و المدرسة و الرعاية الطبية .<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- و هل منعتك من فعل ذلك؟ انا أسافر رغبة مني في مشاهدة و معرفة
العالم <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- و أنا ليست لدي هذه الرغبة ..أنا مضطر للسفر و مرغم
عليه. أنا أسافر من أجل تحقيق تلك الأشياء ..المسكن و االمأكل و الملبس و الدراسة
و الصحة و غيرها.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">--هذه اولوياتك و انا لم أتدخل في تحديدها بالنسبة لك.
هذه متوفرة في إيرلندا للجميع و هي حق من حقوقهم...نحن لسنا مسؤولين عن أولوياتكم
في إفريقيا.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- لا أتفق معك سيدي. انتم من استعمرتم بلداننا و تنعمون
بثرواتنا. قدمتم إلى بلداننا و بقيتم فيها
حتى أخرجناكم بالقوة و الأن تفرضون علينا شروطكم لنسافر الى بلدانكم.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- أنا إسمي لوركان أودراين. لم تطأ قدماي نيجيريا من
قبل و لست مسؤولا عن منح التأشيرات إلى ايرلندا. بامكانك التأكد من ذلك في سفارة
ايرلندا في لايغوس.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- أنا لم أقصدك انت بالذات سيدي. نحن نتحدث عن
الحكومات. من ينتخب هذه الحكومات؟ اليست هي الشعوب؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- النقاش اخذ بعدا سياسا يا إغابي. انا كجزائري ليس لدي
إمكانيات للسفر حيثما شئت . حكومتي هي السبب. لا دخل لايرلندا في ذلك. حتى لو رغبت
في السفر لن أملك الجرأة على إنفاق اموالي من أجل مشاهدة أثار قديمة. لوركان له
الحق في ان ينفق امواله كيفما شاء.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- شكرا سيد
حسن. فلنكمل حديثنا حيث توقفنا. كما قلت لك فإن والدي هو من غرس في نفسي حب السفر . لقد كان والد
معلما, صبورا كان غالبا ما يركز على الفرق
بين الذكاء و الحكمة كان يريد مني الذهاب أبعد من المرحلة الثانوية '' يمكنك فعل
ذلك'', هي العبارة التي كان يرددها دائما على مسامعي. '' انت تنتمي إلى عائلة
أودراين, أنت متميز و لديك عقل رائع, تذكر, انت أودراين''.من الطبيعي ان لا أخيب
ظنه. لقد منحني كل الثقة في دراستي فحققت شهادة دكتوراه له و لاحقا حصلت على واحدة
لي.وأنا هنا تنفيذا لرغبته أيضا<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- هل هو على قيد الحياة؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- لا..توفي قبل سنتين. و انت؟ ماذا يعمل والدك؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">--اانا لا اعرف عن والدي سوى انه كان مهاجرا في باريس
بفرنسا. لا أتذكر سوى جنازته.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- كنت صغيرا؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- نعم. في الرابعة من عمري. لا يهم ذلك. دعك</span><span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;"> من أمري و حدثني عن والدك.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- كان أبي شغوفا بالتاريخ فحبّب إلي هذه المادة. كنت
انتظر حصة التاريخ في المدرسة على أحر من الجمر. وانا الأن أدرس هذا المقياس في
الجامعة. كان والدي يحدثني عن كيفية اتخاذ القرارات و تقييمها. كيف أحُدُّ من
الخسائر و كيف أتحدى الفشل و أمضي قدماً في مشاريعي. كان يحدثني عن الفرق بين أن
أصبح فاشلا و أمسي ناجحا. كيف أتعامل مع خصومي. كان يحدثني عن البذل و الكسب. و
لازلت أستعمل مقولته " استمع إلى قلبك و لا تخنه أبدا و اعلم ان كل الاجوبة
التي سوف تحتاجها هي بداخلك. فقط اجلس لوحدك و استمع الى قلبك فقط ."<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- أنت قلت أن والدك كان فلاحا. من أين له كل هذه المعارف؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- نعم ..كان كذلك..لكنه كان يطالع باستمرار. كان لا يضع
كتابا إلا أذا أكمل قراءته. كانت امي غالبا ما توقظه و هو نائم على كرسيه الهزاز
أمام الموقد و في يده كتاب .<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- هل درس من قبل؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- نعم...درس المرحلة الثانوية فقط ...لكنه قرأ الكتب وسافر كثيرا و
تعلم من سفره الشيء الكثير.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- مثلا؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- كنت طالبا في الثانوية و كثيرا ما عانيت من التنمر.
كان الجميع يسخر مني لأن والدي فلاح. كان في الثانوية خمسة شبان يقومون بسرقة
أغراضي اثناء فترة الراحة و حين تكلمت معهم انتظروني خارج المدرسة و اعتدوا علي
فمزقوا قميصي. عدت الى البيت منتفخ الشفتين أزرق الخدين. سألني والدي عن سبب ذلك
فأخبرته أني سقطت في حصة الرياضة. '' أولاد أودراين لا يكذبون. من فعل هذا؟</span><span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14pt;"> </span><span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14pt;">بك؟ أخبرته
بحكايتي مع التنمر التي دامت لسبعة أشهر.</span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- طبعا ذهب معك للمدرسة.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- كلا...لم يفعل. طلب مني الجلوس امامه وقال لي ''زرت
القوقاز جنوب روسيا ذات عام. بقيت هناك شهرا. تعلمت منهم شيئا واحدا. كانوا دائما يرددون مقولة شهيرة .'' البطولة هي قدرة التحمل لحظة اضافية واحدة. هم قوم مصارعون و يتدربون على
المصارعة منذ الصغر. لكي تغلب مافسك هناك يجب ان تسقطه أرضا. يجب أن تنقض على
قدميه و تشل حركته حتى يتعب. لا تستسلم ولو ضربك. تحمل و لا تتركه حتى يستسلم''.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- و هل فعلت ذلك؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- نعم. من حسن حظي اني كنت في عطلة نهاية الاسبوع. سهر
والدي يلقنني فنون المصارعة وزادني نصيحة تعلمها من خدمته في الجيش. اضرب
القائد يسقط الجيش. ابحث عن رئيس العصابة و لقنه درسا.<o:p></o:p></span></div>
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">--
و هل فعلتها؟</span><br />
<span dir="RTL" lang="AR-DZ" style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: 14.0pt; line-height: 107%;">-- نعم. لم أستطع النوم ليلة الاثنين. انتظرتهم خارج المدرسة و راقبتهم
حتى افترقوا. ناديت على زعيمهم. لم امهله و انقضضت على قدميه.رفعته الى الاعلى ثم
أسقطته أرضا. قمت بتقييد حركة رجليه و كدت استسلم له لأنه كان قويا جدا لكني تذكرت مقولة القوقازيين.'' تحمل لحظة اضافية واحدة". و فعلا أشبعته ضربا على وجهه حتى نزف. من يومها لم
يقترب مني أحد فقد لقنت الزعيم يومها درسا لم ينساه. </span></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-57452394895395758192020-01-19T22:51:00.001+01:002020-01-19T23:02:41.790+01:00لوركان وسرُّحبِّ السفَر <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKHN7W_NL0ceVgVenefE17rrNaaabX6e668NagovoQcQjhxQPXiOJr5Q6Ql3KgnQCoK3zxLWWA4Vwd_1n2JteTf_r01BpAEJ7kg1Ha02tYwBhShmGdKpWR3lktOM05RMCALNwCvWHf7oQ/s1600/98.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="168" data-original-width="300" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKHN7W_NL0ceVgVenefE17rrNaaabX6e668NagovoQcQjhxQPXiOJr5Q6Ql3KgnQCoK3zxLWWA4Vwd_1n2JteTf_r01BpAEJ7kg1Ha02tYwBhShmGdKpWR3lktOM05RMCALNwCvWHf7oQ/s1600/98.jpg" /></a></div>
<span style="font-size: large;">إعتقدت أنه بذهاب العساكر سنتحرك نحن كذلك باتجاه تمنراست لكن السائق طلب منا أن نتريث قليلا.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هذا وقت صلاة الصبح الجماعة. نتوضاو و نصلوا . القبلة راهي باينة</span><br />
<span style="font-size: large;"> توضأنا ما عدا إيغابي النيجيري و لوركان الايرلندي فقد بقيا امام النار التي بدأت تخبو جذوتها قليلا. صلينا الصبح جماعة و عدنا الى مكاننا امام النار فالبرد مازالت سياطه تلفح وجوهنا و أيدينا خاصة بعد ان توضأنا و بللناها. </span><br />
<span style="font-size: large;"> نظر إلي لوركان و أشار بيده الى الساعة يريد أن يسأل عن سبب تأخر السائق في مواصلة الرحلة نحو تمنراست. كنت بصدد سؤال احميدة عندما شاهدت سيارة رباعية الدفع تخرج من بين الصخور و تأتي مسرعة لتتوقف بجانب سيارتنا. نزل منها شخصان فتحا الباب الخلفي و أخرجا منه علبتين من الكرتون و سلماها لحميدة فوضعهما في سيارته قبل أن يسلمهما بدورة كيسا متوسط الحجم. كان كل كلامهما باللغة الترقية لم أفهم منه شيئا سوى كلمة "تانمرت نواً" أي شكرا لكم. و "أكساط " بمعنى '' أحذروا''.</span><br />
<span style="font-size: large;"> فهمت كما فهم أبو بكر المالي - لأنه ترقي- أن الأمر يتعلق بالتهريب. إنطلقت سيارة المهربين بسرعة و تلاشت بين الصخور بعد أن أشار عليهما حميدة بالذهاب عكس إتجاه سيارة العساكر حسب ما فهمت أيضا. بعد أن تمت اجراءات التسليم و الاستلام طلب منا احميدة الاستعداد للانطلاق مجددا. </span><br />
<span style="font-size: large;">أخذنا أماكننا في السيارة و انطلق حميدة في رحلة دون توقف كما وعدنا.</span><br />
<span style="font-size: large;"> --اسأله كم بقي لنا يا سيد حسن؟</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- شحال مازال يااحميدة باش نوصلوا لتمنراست؟</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- ما بقى ياسر...150 كيلو</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- والله تعبناك معنا ياشيخ..من اللي ركبت و انت تترجم لينا وزيد ما رقدت قاع.</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- روح برك يا حميدة ...ما بقاش بزاف و نوصلوا.</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- على ربي...والله محيرني هذا القاوري ياشيخ ...ما زال باغي نعرف علاش جاي للصحراء مع الشيئ اللي صاير عندكم في التل ...والله ما وقت السياحة.</span><br />
<span style="font-size: large;"> --ساهلة...نسقسيه و نقولك.</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- لوركان؟السائق يحب ان يعرف لماذا جئت لبلد يعيش كل هذه المشاكل الأمنية؟</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- حسنا..هذا السؤال الذي يتكرر على مسامعي منذ وصلت الى الحدود المغربية و منها الى هنا. </span><br />
<span style="font-size: large;"> -- و كيف تجيب عنه؟</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- هي قصة طويلة يا حسن..هل لديك الصبر الكافي لسماعها.</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- طبعا ...كل آذاني صاغية لك.</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- كل ما أفعله الآن سببه تأثير أبي...كان أبي أنيقا, قويا , يملك كاريزما خاصة لا يكل و لا يتعب. كنا نقدره ونوقره بلا حدود. لم تكن هنالك مشاكل في حياتنا. كان فلاحا واختار أن يبقى كذلك. كان يستمتع بمهنته بشكل عجيب. كان يتناغم مع أرضه و يحب حيواناته و يرعاها بحب كبير أيضا. كان مثاليا و يرفض الإخلال بالقانون مهما كانت المنفعة. رغم محبته للصيد كان يرفض ممارسته خارج اوقاته المحددة و كان يرفض استعمال الأسمدة و الكيماويات في مزرعته حتى لو كان المدخول أقل. كان يرفض منح أدوية لحيواناته لتسمينها و يرفض شراء البذور الهجينة غير الطبيعية.</span><br />
<span style="font-size: large;"> -- عذرا على المقاطعة..و لكن ما علاقة ذلك بزيارتك للجزائر في هذا الوقت بالذات؟</span><br />
<span style="font-size: large;"> --آه...لوصبرت قليلا كنت سأجيبك. لقد علّمنا أبي لماذا كان يفعل ذلك و لماذا كان يجب علينا أن نتبنى نفس المُثُل التي كان يتبناها. تصور أنه كان يستيقظ منتصف الليل لتفقد حيواناته. كان يوقظني في عز الشتاء لاساعده في ذلك. ''عندما تحب شيئا او شخصا ياولدي يجب ان تظهر ذلك''..هكذا كان يقول لي. "اناأحب هذه الحيوانات ولذلك يجب أن أظهر ذلك". و رغم أني كنت أكره أن أستيقظ في وقت متأخرمن فصل الشتاء و أترك فراشي الدافئ من أجل تلك الحيوانات لكن والدي جعلني احب ذلك فيما بعد. كنا ننتهي من تلك المهمة فنجلس أمام الموقد ليفسر لي كل شيء يفعله و لماذا. كان يحدثني عن الحروب التي شارك فيها أجدادي و هو شخصيا و ماذا تعلّمه منها. كان يحدثني عن الأماكن التي زارها و الناس الذين قابلهم.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- طبعا حدثك عن الجزائر و لذلك انت هنا.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- فعلا... حدثني عن رالي باريس - الجزائر داكار و مشاركته في هذا الرالي. حدثني عن ما استفاده من رحلاته حول العالم و لماذا السفر حول العالم مهم بالنسبة لي. لقد زرعت في نفسي تلك الحكايات حب السفر و الحاجة إليه. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- و كم بلدا زرت لحد الآن؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- أكثر من 30 بلدا و انت ؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- انا؟ لا يهم .</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هيا ...صارحني</span><br />
<span style="font-size: large;">-- ستضحك علي</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لا تخف.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- بلد واحد فقط.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- اوه. أنا أبلغ من العمر الآن 30 عاما ..و انت؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- 26 عاما.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- ما زال أمامك 4 سنوات و تحطم رقمي.</span><br />
<span style="font-size: large;"> </span> <b> يتبع-</b><br />
<br />
<br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-4744865968738137072020-01-18T23:52:00.002+01:002020-01-19T20:39:57.706+01:00لم أتوقعها<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg9KGaj73lyKfxVD3-gPj2bnFNmoXQuT3SAQvkUSI1vzu7MvR9n4GL6umVpnySMVbhMfPVZpEQpMZXHOyJU_PJ4NewTSU1cJe-GP7QL7m3hrBrUmNISef0bTgoleNkmyzMvIAiQBvZkcDM/s1600/images+%25281%2529.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="337" data-original-width="600" height="223" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg9KGaj73lyKfxVD3-gPj2bnFNmoXQuT3SAQvkUSI1vzu7MvR9n4GL6umVpnySMVbhMfPVZpEQpMZXHOyJU_PJ4NewTSU1cJe-GP7QL7m3hrBrUmNISef0bTgoleNkmyzMvIAiQBvZkcDM/s400/images+%25281%2529.jpg" width="400" /></a></div>
<span style="font-size: large;"> تناول الجميع فطور الصباح الذي جاد علينا به العساكر. كلما نهض العسكر واستعدوا لمغادرة المكان عادوا للجلوس مرة أخرى. لقد صاروا أكثر لطفا و لست أدري هل أعزو ذلك إلى كرم احميدة الحاتمي ام للنقاش الذي دار بيننا. أشركنا الجميع في الحديث. ضحكنا على عربية أبو بكر المالي وفرنسية احميدة و انجليزية ربيع و هو يحاول التحدث بها مع لوركان الايرلندي. حاول العنابي استفزازي بتقليد طريقة الجواجلة في نطق الكلمات العربية التي تحتوي على حرف القاف و لكنه لم يفلح. </span><br />
<div>
<span style="font-size: large;"> انتقلنا بعدها الى النكت وقد كان احميدة أكثرنا ضحكا لانه لم يكن يعرف أيًّا منها. ضحك المسكين حتى رأينا الدموع تنهمر من عينيه من شدة الضحك. اما لطفي العنابي فقد تنازل عن تعجرفه و أبان لنا عن شخصية مرحة أشبعتنا ضحكا وخاصة طريقة تقليده للهجة الجيجلية و السكيكدية. </span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> كنت اعتقد أن النكتة لا يمكن ان تتجاوز حدودها الاقليمية لكن النيجيري إيغابي جعلني أغير رأيي فيه و في إقليميتها. أما الايرلندي لوركان فقد جعل ضحكاتنا تغمر المكان بسبب تهكمه على البريطانيين و الفرنسيين. كنت بصدد ترجمة ما أراد السائح الايرلندي ان يقوله. كنت أحسبها نكتة جديدة فطلبت من ايغابي أن يتوقف عن الضحك حتى أسمع جيدا. لكن لوركان فاجأ الجميع بحديثه عن نظرته الى الجزائر قبل أن يأتي إليها. "كنت أعتقد اني سأجد شعبا همجًا يقتل بعضه بعضًا كما يقتل الأجانب الذين يعيشون معه. كنت اعتقد انكم شعب يذبح بعضه بعضًا يوميًا كما تّذبح الخرفان أيام عيد المسلمين. كنت أتوقع ان أرى الجثث تملأ الشوارع و ان نظراتهم ستقتلني قبل سكاكينهم حالماألج بوابة حدودهم. كنت اتوقع أن يسلبني موظف الحدود اموالي و حقائبي و يامرني بالعودة من حيث أتيت. كنت اتوقع انه إذا لم يفعل شرطي الحدود ذلك فسيسلمني سائق سيارة الاجرة الى أي إرهابي فيذبحني. لم أجد سوى الترحاب و الدفء أينما حللت. اول شرطي صادفته في تلمسان عرض علي المبيت في منزله ووعدني بانه سيحميني من كل مكروه. لقد أوصى زملاءه بمرافقتي و الحرص على سلامتي حتى وصلت الى وهران. كنت أعتقد أنهم يفعلون ذلك بمقابل و لكنهم رفضوا قبض حتى مقابل مبيتي و إطعامي. صدقوني لقد زرت امريكا من قبل و المكسيك و البرازيل و حتى المغرب فلم أجد كل هذا. أنا لا أفهم سبب المجازر التي نسمع عنها في بلدكم. لا تبدو عليكم هذه القسوة التي يذبح بها المدنيون العزل في الحواجز الأمنية. حينما أخبرت والدتي بمشروعي زيارة بلدكم سقطت مغشيا عليها. لم تصدق أنني فعلا انوي ذلك. لن تصدق حتما حين أخبرها عن هذه السهرة الحلم. لن تصدق حين أقول لها أني قضيت الليلة مع كل هؤلاء كل هذا الوقت من الليل حتى طلوع الفجر في هذا المكان الموحش من الصحراء. لن يصدق والدي أن إبنه لوركان الذي كان يعاني من تنمر زملائه في المدرسة. لوركان الذي طالما وصفه زملاؤه بالدجاجة لخوفه من الخروج ليلا يجلس الأن وسط من يصفهم العالم بالارهابيين يقص عليهم النكت حول الانجليز و البريطانيين. لن يصدق والدي أني الأن وسط أكبر صحراء في العالم مع جزائريين و أفارقة على الخامسة صباحا نتقاسم الجبن الارجنتيني الفاخر و الشاي التارقي الرائع مع عساكر و مدنيين من شتى انحاء الجزائر و افريقيا ونتبادل النكت عن بعضنا البعض بل ويبكي بعضنا ضحكا.</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> لن تصدق أختي انجيلا التي ودعتني و أنا أغادر بيتينا باكية و كانها لن تراني ثانية حين احكي لها عن هذه الليلة التي ان أنساها كيف ترافقنا الغزلان و تجري أمامنا دون ان يصطادها من نقول عنهم دمويون. لن تصدق كيف يخدمناا هؤلاء الجزائريون و الابتسامة لا تكاد تغادر محياهم. لن تصدق حينما أقول لها أنهم يتنازلون عن ثمن بضاعتهم إذا كان الزبون اجنبيا كرما منهم. من نصفهم وحوشا يستقبلوننا في بيوتهم و يقدمون لنا أجود ما عندهم. كيف أقنعها أن هؤلاء الذين منحوني كل هذه المودة و الكرم و هذه اللحظات السعيدة هو الدمويون الذين نسمع عنهم في نشرات الأخبار يذبحون بعضهم بعضا؟"</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> تمكنت بصعوبة من ترجمة ما قاله لوركان الايرلندي الذي كان يتحدث و هو يغالب دموعه. احترت بين ترجمة الكلمات و المشاعر في نفس الوقت. اخترت ان أنقل كل ما قاله لوركان بكل معانيه و مشاعره. أما الربيع الميلي فقد كان يحاول جاهدا ان لا يرى عناصر فرقته قائدهم و هو يبكي بينما أطلق البقية العنان لأحاسيسهم فنزلت دموعهم براقة بينما أخفى آخرون وجوههم بين أيديهم. </span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> ما أن أكملت ترجمتي حتى نهض ربيع و من معه من العساكر يريدون الرحيل قبل ان تفضحهم مشاعرهم أكثر. وقفنا لتحيتهم. تقدم مني ربيع قائدهم الميلي و مد ذراعيه لاحتضاني قائلا:</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> -- يا سي احسن...واللهما نسيت هذه القعدة حتى نموت. هذا الايرلندي بكاني اليوم. قل له والله حاب نحضنه.</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> -- ما تنساش تتعلم الانجليزية..سي أحسن لن يكون متوفرا دائما.</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> -- والله يا أستاذ مانسيتكم.. وعدني بلي نبقاو على اتصال.</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> -- اعدك..اتهلا في روحك.سلام</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> -- استاذ حسان..هاو العنابي يقول لك سامحني..ان شاء الله تتسقم الامور ونجي نزوركم في جيجل.</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> -- ان شاء الله ..اتهلا في روحك...بالسلامة...ربي يحفظكم.</span></div>
<div>
<span style="font-size: large;"> ركب العساكر سياراتهم . شغل السواق محركات السيارة بينما عاد العنابي بكيس من علب الجبن الارجنتينية الفاخرة و وضعها في يدي..تفضل يالشيخ...هذه من عندي ...اتهلاو في رواحكم..سلام.</span></div>
</div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-57014817551296481172020-01-17T23:40:00.003+01:002020-01-18T21:43:46.870+01:00أعذار <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgzCnxdOXMOXt9tkiGBlUFDukhBPSTLZF2cQ9hnWSj1byour4prZ6qNCsG_kOsabgyzo2OJv2E9Mrw3iiqekKheEIM6AgY14xFCP3bzf1mAvNcjKjICqYIROlMXOQQunxz2pJWOb_iQsn0/s1600/download.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><b><span style="font-size: large;"><img border="0" data-original-height="194" data-original-width="259" height="299" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgzCnxdOXMOXt9tkiGBlUFDukhBPSTLZF2cQ9hnWSj1byour4prZ6qNCsG_kOsabgyzo2OJv2E9Mrw3iiqekKheEIM6AgY14xFCP3bzf1mAvNcjKjICqYIROlMXOQQunxz2pJWOb_iQsn0/s400/download.jpg" width="400" /></span></b></a></div>
<b><span style="font-size: large;"> لا أدري لماذا مكثنا كل ذلك الوقت في ذلك المكان. بدأ الشك يتسرب الى نفس و شعرت أن حميدة كان ينتظرذلك الوفد العسكري حتى يأتي أو أنه يتعامل معهم خوفا أو طمعا. بدأت تباشير الصبح تظهر في سماء تلك البقعة الموحشة من الصحراء مع خيوط من ضوء الشمس سطعت من وراء تلك الجبال السود المحيطة بنا. ذهب عسكريان الى سيارتهم بعد ان أمرهم قائدهم الميلي بذلك. لقد كان العساكر في غاية الكرم حيث أحضروا كيسا ملآه جبنا و لحما محفوظا في علب معدنية خضراء إضافة الى قطع من الخبز تشير الى انه طعام العسكر. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- تفضلوا بسم الله ...هذا فروماج من النوع الأرجنتيني الفاخر. وهذا كورند ميت...والله هايل.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- وخيارت بيكم حضرات...والله نشتهي الفرماج تاع العسكر ..زيدني وحدة حضرات.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> فرح احميدة بهدية العسكر و لم يكتف بواحدة فكان الضابط سخيا معه. فمنحه خمس علب و زاده مثلها من اللحم البقري المحفوظ.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- كلهم في الطريق و بالك يشدوك بيهم تقول لهم شكون اعطاها لك. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والو حضرات..انا نموت على الفرماج هذا. والله ما وصل لتمنراست. .</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- قل لي يا حميدة..هذا القاوري اللي معكم ما شربش في الطريق.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والو حضرات..كان راقد طول الطريق. ما شفتوا جبد حاجة ..راه غير يتكيف.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- استاذنا ..على بالك بلي الفروماج و الكاممبير يلزمك تفرّش لهم؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والله ما فهمتك خويا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> نظرالعساكر الى بعضهم في تعجب أيقنت ان اجابتي على سؤال القائد هي سبب تعجبهم. كان الدركي العنابي أجرأهم حيث ضحك ثم توقف بعد ان رمقه الميلي بنظرة حادة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- استاذ ..الفرماج و الكاممبير لازملوا حاجة تشربها قبل ما تاكلهم باش تزيد البنة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لا هذه ما نعرفهاش و عمري ما سمعت بها.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والو يا حضرات. الشيخ خاطيه الصوالح هذه.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- واش من صوالح ياحميدة؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- شوف يالشيخ انا نقول لك...شوف سقسينا برك هذا الايرلندي إذا كان جايب معاه حاجة كلاس.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">لم أكن لأفهم مقصده لو أن الذي قالها لم يكن ذلك العنابي المتعجرف. فهمت انهم يسألون إن كان لدى الإرلندي خمرا فاخرا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- حاجة كيما الريكارد ولا الباستيس ولا سكريمنج كاب.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- على بالكم هذاالسيد واش جابه للجزاير؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- راه حواس يالشيخ..واش رايح يجيبه؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هذاراه يحوس على الحقيقة..هذا راه يحوس على دين يؤمن به..قالوا له ان الجزائريين و الأفارقة جنوب الجزائر هم احسن الناس تطبيقا للاسلام و انتم جايين تفسدوا هذه الصورة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- وين تعرفه انت؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- حكيت معه ...هذا قال لي أن التدخين أكبر غلطة ارتكبها في حياته و انت جاي تسقسيه على الخمر ...والله عيب عليكم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- و علاش عيب ..هاك أنت تتكيف يالشيخ...والله كي شفناك بالدخان قلنا الشيخ تاني يديرها.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- لا حول ولا قوة بالله...انا ثاني هذه غلطة عمري...من الأخر...السيد خاطيه و عنده خمس سنين ما شربش و ما يشربش.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- الله غالب ...بلانا ربي يالشيخ..ها راك تشوف واش صاري..راك تعرف الميليتار ياشيخ..المشاكل و الضغوطات...رانا خارجين في مهمة في الربع الخالي هذا ثلاث أيام و احنا في الخلاء...واش تحبنا نديروا؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يعني كي تشرب رايح تولي سيفيل -مدنيين- او تتحل مشاكلكم..</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--هاك انت تتكيف يالشيخ. على بالك حرام</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هه..شكون قالك؟هل يذهب العقل؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--يهلك الصحة..</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--شوف يا اخي..أنا أعرف أن الخمر حرام و متأكد من ذلك. الدخان مضر و شخصيا لا أحبه..أدعو الله يهدينا و يهديكم. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--آمين..خسارة ما نعرفوش الانجليزية..والله كنت نقراها مليح فالمتوسطة جابولنا واحد في الثانوية مايقريش مليح..كان يجي يعمر لنا السبورة و يحل التمارين اللي في الكتاب و يروح.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- ما زالك صغير الله يبارك. تقدر تتعلمها ..ساهلة</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--والله ماذا بيا ياأستاذ..والله لو كان جيت في تمنراست نجي لعندك تعلمني و نخلصك..والله الشي اللي تطلب...والله كي نشوف واحد يتكلم الانجليزية مع السياح نغير .</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- قابل..بصح نخاف نسوفجك</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- آه ياأستاذ..كيفاش تسوفجني...رايح نولي نتكيف؟...لا ..ما نحبش الدخان.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--هههه..ما نقصدش الدخان. يعني نعلمك تتكلم الانجليزية تولي قادر تروح للاروبيين و تسقسيهم مباشرة على الشراب.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--ههه...والله والو يا أستاذ. ربي يتوب علينا...والله حشمتني..والله حاب نتعلمها...وزيد يا أستاذ...قل لي من تعاشر أقول لك من أنت...والله قبل ما نجي لتمنراست ما كنت نشرب... خالطت جماعة علموني.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- صح..رايح نريح في تمنراست 15 يوم ..إذا حبيت ارواح ...أسبوع نقدر نعطيك حوايج في الانجليزية تقدر تكمل بيهم وحدك.</span></b></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-43753135131010756112020-01-16T23:44:00.001+01:002020-01-16T23:45:27.147+01:00ترجمان ذراع.<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj7G1M3c8vcgRudqP4p3S78wOMiWopeNdVVXDRkvjlv35Cb0xtQNFYO6NHSB7jVWmka927bxQzueR2N-o-j2zupfhGke7ncBSOP2yymdbolOye1qSLRwbJgn-L3TtZo8BBUzYm2Lq1Ldz8/s1600/1212.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="196" data-original-width="258" height="303" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj7G1M3c8vcgRudqP4p3S78wOMiWopeNdVVXDRkvjlv35Cb0xtQNFYO6NHSB7jVWmka927bxQzueR2N-o-j2zupfhGke7ncBSOP2yymdbolOye1qSLRwbJgn-L3TtZo8BBUzYm2Lq1Ldz8/s400/1212.jpg" width="400" /></a></div>
أشعلت السيجارة الثالثة لأدخنها مع كأس الشاي الثالثة و الأخيرة. كانت كل كأس احلى من الأولى. اشتدت برودة الطقس مع مرور الوقت و أصبح الابتعاد عن النار الملتهبة وسطنا يعني الاقتراب من درجة التجمد. احس الايرلندي بلفحات البرد فسألني إن كانت الجلسة ستطول فتوجهت بالسؤال الى حميدة فرد علي بالايجاب. نهض الايرلندي و أحضر معطفا صوفيا لأنه كان يرتدي ملابسا خفيفة ظنا منه ان الصحراء لا تعرف برد أوروبا الشمالية القارس. كان سائقنا حريصا على ان يقطع دابر كل صمت قد يحل علينا فقص علينا مغامراته في الصحراء مع المهربين و اللاجئين الأفارقة و السواح و الزوابع الرملية و الأفاعي و كيف كان يخرج من كل ورطة بفضل فطنته.<br />
-- تعرف يالشيخ...الطريق و الصحراء علموني نتعامل مع الناس و مع الظروف..والله خير من مدرسة..علموني ما نخاف حتى من واحد. نعرف كيفاش نسلك روحي في الباراجات.<br />
-- ياودي بركا ما تخرط على السيد ..بالاك تامنه ياشيخ...أكبر حاجة يخاف مها الباراجات تاع الجدارمية.<br />
-- آش عارف أنت؟ أنت ما كنت معايا نهار تحديت الجدارمية و ما حبيتش نفتح لامال يجبدو الباقاج.<br />
-- قال ليا اللي جا معاك..باسويلم..لامال ما حبت تفتح ماشي انت اللي ما حبيتش.<br />
-- يا ودي والو... باسويلم ما كان معانا. كنا في..<br />
قبل أن يكمل احميدة جملته قدمت ثلاث سيارات رباعية الدفع مسرعة . سيارة عسكرية ذات دفع رباعي و سياراتان للدرك الوطني خضراء اللون و توقفت بالقرب منا. نزل منها رجال الدرك الوطني يحملون رشاشاتهم بأيديهم.<br />
--السلام عليكم<br />
--و عليكم السلام<br />
نهض السائق حميدة فزعا و مد يده لرقيب الدرك الوطني الذي ألقى علينا التحية وقد بدا لي من أول لحظة أنه و اللطف خطان لا يلتقيان.<br />
-- تفضلوا حضرات...ريحوا ديروا فيها تايات ...تدفّاو شوية ...كاين كاوكاو.<br />
-- ما حاجتناش بلا تاي نتاعك.وين هو الشوفور؟<br />
-- انا هو حضرات ...انا هو.<br />
--منين جيت ووين رايح؟ وثائق السيارة نتاعك.<br />
--كاين حضرات...نروح نجيبهوم من السيارة...دقيقة برك.<br />
--سقسيتك منين جيت ووين رايح ؟ <br />
-- من عين صالح حضرات...من عين صالح.<br />
-- وين بيها؟<br />
-- تمنراست ...تمنراست حضرات.<br />
-- و علاش حبستوا هنا؟روح جيب الوثائق تاعك...اسرع. وانتم؟ ما زالكم قاعدين..أوقف يالله...لا قدر لا ر*****.<br />
وقف العربي صاحب حميدة ثم تبعه الافريقيان ثم تبعتهم انا ثم الايرلندي.<br />
-- الوثائق تاعكم.<br />
اسرع العربي لتقديم وثيقته قبل أن يصل حميدة ويقدم وثائقه هو أيضا. قلب الدركي الوثائق وأعادها لأصحابها. ثم استدار نحو الافريقيين و كانه يعرفهما.<br />
-- passeport<br />
--voilà mon patron<br />
-- toi le nigerian,ton visa a expiré. ton séjour est irregulier.<br />
-- I speak English Sir.no French Sir<br />
-- English? no English<br />
توجه الدركي بغضب الى المالي أبو بكر و طلب منه ان يترجم ما قاله لإيغابي. أعتذر المالي بأدب متحججا بانه من توارق مالي و أنه لا يعرف سوى الترقية و بعض الفرنسية.<br />
ازداد غضب الدركي و بدا وكأنه فهم من ان المهاجران الافريقيان لا يريدان التعاون معه. استدار نحوي قائلا<br />
-- سنرى..سنرى...و انت؟ وثائقك.<br />
سلمته بطاقة تعريفي فنظر اليها بتمعن<br />
--بوفلغة حسان من جيجل<br />
-- بوفليغة احسن ماشي بوفلغة حسان.<br />
-- كيف كيف. من الطاهير ..جيجل. بلاد الارهابيين.<br />
--مانيش ارهابي ما تغلطش وماشي كامل ارهابيين.<br />
-- ما تنعتليش واش نقول. هذوك الطليان اللي ذبحتوربهم ياك في جيجل طلعتوا ليهم للبابور وذبحتوهم.<br />
--اللي طلعوا ليهم عشرين ماشي 400 الف جيجلي...قلت لك ما تجملش.<br />
--تبان لي انت فاهم. على بالك راك في عين امقل ...ماراكش بعيد على المعتقل.<br />
-- ما نعرفوش بصح يظهر لي رانا مع بعض..يعني حتى انت ما راكش بعيد.<br />
-- واش تخدم يالفاهم.<br />
-- اسمي احسن ...نخدم استاذ.<br />
-- معلم. وين تخدم يا معلم؟<br />
-- أستاذ في الثانوي. في عين صالح.<br />
--واش تقري لوليدات في عين صالح.<br />
-- اللي قريتهم راهم يخدموا كيما انت...ما راهمش وليدات...المهم نقري اللغة الانجليزية.<br />
-- اللونجلي ...و علاش ما هدرتش كي كنت حاصل مع النيجيري؟<br />
-- لو كان هدرت لو كان قلت لي واش دخلك.<br />
أعاد لي البطاقة ثم توجه نحو الايرلندي الذي بدا غير مكترث بالوضعية الجديدة. طلب منه الدركي ان يميط لثامه عن وجهه ففهم و أظهر وجهه واخرج جواز سفره. ساله الدركي عن وجهته و سبب سفره لوحده مستعملا الفرنسية. فأجابه بلغته الانجليزية بأنه لا يفهم سواها.نظر إلي الدركي و كأنه يطلب مني ترجمة ما قاله للدركي.<br />
-- هذا طلب والا أمر؟<br />
-- قلت لربك ترجمله واش قلت.<br />
-- ما نيش خدام عندك باش تكفر علي . والله ما ترجمت كلمة.<br />
-- والله تبات هنا و ما تحركت السيارة حتى تترجم واش قلت.<br />
-- والله ما ترجمت كلمة لو كان نقعد هنا عام.<br />
-- يالشيخ ..الله يرحم الوالدين..آش خاسركي تترجم زوج كلمات.<br />
-- والله ما ترجمت كلمة حتى يتكلم بأدب.<br />
هنا أقبل من عرفت فيما بعد انه قائدهم بعد ارتفاع أصواتنا. تقدمت نحوه و شرحت له الموقف.<br />
-- ما تقلقش يا شيخ..هذا جديد هنا و يتسرع بزاف...انا من ميلة و انت من جيجل..من جهة واحدة. عاونا برك يالشيخ...الحالة ما تعجبش و هذه منطقة عسكرية تقريبا...السيد هذا من ايرلندا جاي وحده..حبينا نتأكدوا واش راه يديرهنا في عين مقل بالضبط.<br />
لم أقتنع بما قال فأعدت له موقفي من سلوك الدركي معنا ورفضت التعاون حتى يعتذر. لم تمض لحظات حتى قدم الدركي العنابي إلي معتذرا مني متحججا بظروف العمل القاسية و أنه لم يزر عائلته منذ أشهر و أن خاله الشرطي قتله الارهاب.<br />
حُلّ الإشكال بعد أن تدخل حميدة و أقسم علينا أن نجلس و نشرب شايه مجددا. لم يتردد في إحضار الحطب و أشعله معلنا بداية السهرة من جديد. جلسنا و العساكر و رجال الدرك حول النارالتي ارتفعت ألسنة لهبها. حميدة تحمس للجلسة فجلب كيسا ثانيا من الفول السوداني. اما صاحبنا الدركي العنابي فأطبق صامتا و لم يرفع رأسه منذ اكثر من نصف ساعة.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-31245000920842208532020-01-11T23:41:00.002+01:002020-01-11T23:41:31.207+01:00الإنسان مسافر رغما عنه<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKufWQe2SkxEm2k3SGki2jbp9mV4auFxtVwgQBg2GWAFQMI5eqMi0SSpRtjrF3eLuniyWEFsd8Zu-bN8I90RJCGpYwefkigwoMBLQWo4NrQjdMiVsYRT9FPdftYMK7xWY7Bu8fclNpbNU/s1600/665.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="480" data-original-width="640" height="300" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKufWQe2SkxEm2k3SGki2jbp9mV4auFxtVwgQBg2GWAFQMI5eqMi0SSpRtjrF3eLuniyWEFsd8Zu-bN8I90RJCGpYwefkigwoMBLQWo4NrQjdMiVsYRT9FPdftYMK7xWY7Bu8fclNpbNU/s400/665.jpg" width="400" /></a></div>
<b> أكمل احميدة صب الشاي و أعاد ملء إبريق الشاي بالماء ووضعه فوق الجمر بعد ان حركه فأحمر من جديد. اسرعت في شرب الكأس الأولى في انتظارالكأس الثانية الأحلى و الأفضل لأنها أقل تركيزا. </b><br />
<b>-- قل له يا مستر حسن أن شايكم أحلى من الشاي الذي نشربه في إيرلندا بعد الظهر.</b><br />
<b>--يا احميدة , شايك أجود من شاي ليبتن حسب هذا الايرلندي.</b><br />
<b>--قل له أن ينتظر حتى يشرب الثاني...والله يحبس نتاع الساشيات نهائيا.</b><br />
<b>--كم كأسا تحضرون؟</b><br />
<b>-- حسب علمي ثلاثة. الكأس الاخيرة تكون أقل تركيزا و تمنح غالبا للصغار. يا حميدة ياخي كاينة منها تطيبوا ثلاث كيسان؟</b><br />
<b>-- إيه ...صح...الثالثة تكون خفيفة..توالم العيّل - يقصد الصغار- </b><br />
<b>-- قبل ان يصب الكأس الثالثة و قبل أن نكمل الثانية أخرج لنا احميدة كيسا من الفول السوداني ووزع على كل واحد من نصيبه.</b><br />
<b> انشغل كل واحد منا بغنيمة السهرة. انتبهت الى الصمت الرهيب الذي كاد أن يعم قعدتنا لولا صوت تفريك الفول السوداني. كنت سابادر يسؤال حميدة لكنه سبقني قائلا.</b><br />
<b>-- شحال ناوي تريح هنا في الصحراء ياشيخ؟</b><br />
<b>--أنت تعرف يا احميدة المقولة '' الجزائري مسافر رغما عنه''...انا أقول الانسان مسافر رغما عنه. يسافر على خاطر مجبر على السفر . أنا من هؤلاء. كنت ناوي نروح لفرنسا بعدما كملت قرايتي في الجامعة لكن المكتوب بعثني هنا.</b><br />
<b>-- واش من مكتوب ياشيخ...رحت لفرنسا مرتين و ما بغيت تبقى.</b><br />
<b>-- كنت وقتها ما زالني طالب جامعي ..قلت نكمل و نروح.</b><br />
<b>--في اكتوبر 1992 بعثت ملف لجامعة في باريس..كنت ضمنت سكن في باريس عطاهلي عمي رابح -الله يرحمه- كي رحت لعنابة نجيب الفيزا رفضوا إعطائي الفيزا. رجعت للدار خايب. بقيت بلا خدمة جيت لعين صالح.</b><br />
<b>-- و علاش عين صالح؟</b><br />
<b>-- كنت نعرفها من قبل. جيت ليها في 1991 في عطلة الشتاء..وقتها ما كان فيها لا سخانة لا زوابع رملية.</b><br />
<b>-- يعني لو كان جيت في الصيف ما تزيدش ترجع؟</b><br />
<b>--الله اعلم عندي عامين من اللي جيت هنا عديت الصيف و الخريف و الشتاء و الربيع و راني راجع ان شاء الله. </b><br />
<b>-- تقدر تقول والفت؟</b><br />
<b>-- و تقدر تقول بالذرع...أنا شاك سمروني هنا ياحميدة</b><br />
<b>--شكون يسمرك يالشيخ...واحد ما يدنى ليك.</b><br />
<b>-- تعرف النهار الاول اللي جيت هنا لعين صالح واش صرالي ؟</b><br />
<b>-- غير الخير؟</b><br />
<b>-- هذاك النهار وصلت على ال12 فالطيارة.. كان خويا كوميسار هنا. فالعشية صرات حكاية.. بوليسي نسى المسدس نتاعو في مطعم. نساه كي دخل للمرحاض حاشاك..كي تفكروا رجع ما لقاهش. واحد دخل و هز المسدس.</b><br />
<b>-- سمعت بيها الحكاية هذه. </b><br />
<b>-- كان خويا اعطى فرصة للشرطي باش يجيب المسدس..اعطاه سيارة و بعثوا مع واحد شرطي من فقارة الزوى</b><br />
<b>--و علاش...اللي خذا المسدس من فقارة الزوى؟</b><br />
<b>-- لا ..انا رحت معهم حواس.. قاولوا كاينة عجوزة ترقية تضرب الرمل و تقدر تقولهم شكون خذا المسدس.</b><br />
<b>--نسمع بيها العجوزة ..خالتي مباركة يقولوا ليها. أيوه؟</b><br />
<b>-- خرجت لينا. قال لها الشيفور كاينة حاجة ضاعت للسيد ...ماذا بيك تقولينا وين راهي و عند من؟</b><br />
<b>-- مباشرة يا حميدة..قالت واحد الكلام و بدات تلعب بالرمل.. قالت له هذه حاجة كحلة و فيها حاجة صفراء من داخل.</b><br />
<b>-- مسدس اكحل و رصاصة صفراء</b><br />
<b>-- صح..قالت له من بعد يومين يعيطو لك تروح تجيبها. من بعد يومين اتصل واحد بالشرطة و قالهم على المكان. وجابو المسدس.</b><br />
<b>-- راني خايف تكون دارتلي كاش حاجة باش رجعت لعين صالح.</b><br />
<b></b><br />
<b>-- والو ما تخاف يا شيخ.. هنا الأمن و الأمان و الحمد لله...والله يالشيخ الناس ترانكيل هنا و خاطيهم المشاكل..حتى المحامين اللي فتحوا مكاتب هنا غلقوها بعد شهر شهرين. الناس خاطيها المشاكل.</b><br />
<b>-- قل لي يا احميدة..وهذا السوداني واش بيه ساكت؟ واش حكايته؟</b><br />
<b>--هذا مسكين من مالي ما يحك ما يصك. طالع هابط للشمال...هو من توارق الازواد اللي في الشمال تاع مالي.</b><br />
<b> استدار حميدة نحو ابو بكر مالي و أخبره اننا نتحدث عنه و عن سر صمته الدائم. ابتسم المسكين ابتسامة تنم عن خجل شديد و أعطى الإذن لحميدة ليحدثنا عن قصته وسبب سفره الدائم.</b><br />
<b>-- هو من منطقة صحراوية شمال مالي..مساكين داير فيهم الجفاف حالة ..حكالي مرة وحد العام وصلت بيهم المجاعة يحفروا الغيران تاع النمل و جبدوا حبات القمح اللي فيها. كانوا يتحركوا فالصحراء باش يرعاوا الغلم و البل تاعهم.</b><br />
<b>--و علاش ما يريحوش فبلاصة واحدة؟</b><br />
<b>-- ما يقدوا ..كي يخلاص العلف لازم ليهم يتحركوا..حتى جات حركة الازواد و بدات تخلط فالحالة.</b><br />
<b>-- كانوا عايشين من التهريب من الجزائر..حليب اللحظة يوصلهم للدار..كي شعلت الحالة الجزائر زيرت عليهم الحدود و قفلت عليهم. </b><br />
<b>-- علاش ما يهبطوش لجنوب مالي؟تبان لي الحالة خير من الشمال.</b><br />
<b>-- ما يقدروا يالشيخ..العنصرية دايرة حالة.ما يقبلوا بيهم.</b><br />
<b>--و علاش رايح جاي للجزاير؟</b><br />
<b>-- هذا مسكين...تصور يطلع حتى لعندكم لجيجل. يروح للميناء و يخدم أيامات حمال ..يجيب الحبال ولا السّبت ..عارف ليهم ياك؟</b><br />
<b>-- اللي يربطوا بيهم السلعة...تلقاها مبسطة بيضاء و خط احمر ولا ازرق في وسطها.</b><br />
<b>-- إيّه..هذيك هي ..يجمعها ويجيبها معاه باطل على خاطر واحد ما يحتاجها... يديها حتى لآنفيس..القرية منين رجع يسكن..يخدموا بيها زرابة و لا فراشات و يبيعوها في باماكو. </b><br />
<b>-- هذي كامل على جال السبت هذو؟</b><br />
<b>-- إيه يالشيخ. هذا مسكين المدينة اللي ينزل فيها يحوس وين يخبي السبت و من بعد يبدا يخدم أي حاجة ...المرة هاذي رجع مرعوب من جيجل.</b><br />
<b>-- علاش...واش شاف.</b><br />
<b>-- سمعت بهذوك البحارة الطليان اللي ذبحوهم في ميناء جنيجن.</b><br />
<b>-- جنجن يا حميدة...ميناء جنجن..و هو واش دخلوا؟</b><br />
<b>--زهروا ادّاه هذيك الليلة للميناء يخدم.. شكوا فيه... هزوا العسكر و شبع فيه ضرب و قالوا له ما تزيدش تدور هنا.</b><br />
<b>-- على بيها مسكين من اللي طلع و هو ساكت ويخمم.</b><br />
<b>-- كيما قلت من قبيل يا الشيخ.. الانسان مسافر رغما عنه.</b><br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-1514330387156610852020-01-10T23:43:00.001+01:002020-01-11T11:27:53.081+01:00احميدة فنان الشاي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjcaSVLOmsIqqoENXDvK74bTJNJ3crDFFIz6Li-jIxOQMk9VNYH-LN9qTuG1XLTuwMLO4fWWzzdDNO9jHmYKWYDeu_S-T4JQGCjZR0l2rsyVR30EuLU-qn_c0fbdkVrODogL8epFh4U_1k/s1600/66.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="400" data-original-width="600" height="213" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjcaSVLOmsIqqoENXDvK74bTJNJ3crDFFIz6Li-jIxOQMk9VNYH-LN9qTuG1XLTuwMLO4fWWzzdDNO9jHmYKWYDeu_S-T4JQGCjZR0l2rsyVR30EuLU-qn_c0fbdkVrODogL8epFh4U_1k/s320/66.jpg" width="320" /></a></span></div>
<span style="font-size: large;">انشغل احميدة السائق و صاحبه بالنار حتى تستوي جمرا بينما راح الايرلندي يراجع مذكراته على ضوء مصباح يدوي. أما النيجيري إيغابي فأخرج نصف سيجارة و اشعلها بعود حطب مشتعل و راح يحرص على أن لا تنتهي قبل أن يحصل على كامل نكهاتها بأن يأخذ نفسا خفيفا منها. بعث دخانه في نفسي الرغبة في إشعال سيجارة أخرى فأخرجت علبة الريم من جيبي و أخذت سيجارة منها و رحت أقلبها بين أصابعي قبل ان أبللها بلساني. نظر الي الايرلندي في دهشة ثم قال:</span><br />
<span style="font-size: large;">-- مالذي تفعله؟ لماذا تبلل سيجارتك هكذا؟</span><br />
<span style="font-size: large;">--لأنقص من حراراتها داخل صدري.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لا فائدة في رأيي..المشكلة في النيكوتين الموجود في هذا الدخان.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هكذا تعودت ان أفعل.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- أردت ان أقول أنها مضرة سواء مبللة أو جافة. التدخين أسوأ قرار أتخذته في حياتي. كنت مراهقا حينما فعلت ذلك لأول مرة. أردت ان أثبت للجميع اني رجل فوقعت في فخها.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- كيف ذلك؟ انتم في ايرلندا لديكم قوانين تمنع القصّر من شرائه و مكاتب التبغ من بيعه لكم.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- كل شيء بدأ في الثانوية حيث كنت أعاني من التنمر. فعلت كل شيء لأثبت لزملائي أني رجل بما فيه الكفاية.اما مسألة الحصول عليه فكانت سهلة للغاية فأبي كان مدخنا شرها و غالبا ماكنت أسرق من مخزوناته.</span><br />
<span style="font-size: large;">هنا تدخل النيجيري إيغابي و كأنه شعر بتناقض كبير في كلام لوركان الايرلندي. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- كيف يثبت الانسان رجولته بسيجارة يشعلها بين شفتيه؟ بأمكانك أن تثبت لأي كان باستعراض قوتك العضلية او الفكرية. أنت لا تستطيع ان تصارع شخصا و تغلبه بمجرد إشعالك سيجارة.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لم أقل ان أعتقد مثل هذا الكلام.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- قلت أنك في مرحلة المراهقة عانيت من التنمر فلجأت الى التدخين لأثبت ذلك..لا يمكنني بلع هذا الكلام. آسف.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- يا سيدي ..في تلك المرحلة من عمري كنت أعتقد ذلك. و انت كيف بدأت رحلتك معه؟</span><br />
<span style="font-size: large;">--لم تكن لي فرصة الدخول الى الثانوية فقد فصلوني لأني كنت كثير الغياب. مرض والدي دفعني للتسرب من المدرسة و الذهاب الى العمل لأوفر حاجيات عائلتي. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- لكن انجليزيتك جميلة . كيف أتقنتها و انت تقول انك انقطعت عن الدراسة مبكرا؟</span><br />
<span style="font-size: large;">--كنت احرص على حضور حصص اللغة الانجليزية و أسأل زملائي دائما عنها إذا ماغبت. العمل مع الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة مثلي جعلني اتعلم مثلهم كل الحماقات التي تميز أطفال الشوارع. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- مخدرات و سرقة و..</span><br />
<span style="font-size: large;">-- كلا يا سيدي..أقسم لك ان لم أفعلها في حياتي. أبي شريف و أمي شريفة و لا نقبل مثل هذه الاعمال في قريتنا في كادونا. التدخين بالنسبة لي كان الاختيار الاقل سوءا. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- و لماذا؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لأنه الوحيد الذي لا يلحق بالأخرين الأذى. السرقة اعتداء و المخدرات قد تدفع من يتعاطيها الى ما هو أسوأ. </span><br />
<span style="font-size: large;">--كلامك جميل. ألم تحاول التوقف عنها؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- أنا لا أدخن كثيرا و احاول ان لا أفعل. ليس لدي المال الكافي لأمارس هذه الهواية. حلمي هو الهجرة الى أوروبا و حينما أصل هناك سأتوقف عنه.</span><br />
<span style="font-size: large;"> هنا تدخل حميدة بعد ان شعر أنه أحيل على الهامش هو و صاحبه العربي. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- والله ما فهمت شي من اللي قلتوه باللونجلي يالشيخ. ياك غير الخير؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لا ..غير الخير يا حميدة رانا نحكيو على البلية نتاع االتدخين و علاش رانا نتكيفوا.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- الله يعفوا علينا و عليكم. انا بروحي عمري ما تكيفت...بصح ابني الكبير راح للجامعة في ورقلة تعلموا... راني انا متكفل بالتموين نتاعو.. والله نجيبلو كارتوشات نتاع ماربولورو دايما من عند المهربين.</span><br />
<span style="font-size: large;"> انتبه حميدة إلى ان ألسنة اللهب قدأتت على كل الحطب و حولته إلى جمر. هنا أخذ إبريق الشاي و ملأه ماء ثم وضعه على الجمر الأحمرأمامنا. لم ينتظر طويلا ثم أخذ علبة الشاي المعدنية و أخذ مكيالا عبارة عن كأس و ملأه شايا ووضعه في الإبريق. هنا سالني الايرلندي: </span><br />
<span style="font-size: large;">-- ماذا يفعل؟ لمن يُحضّرهذا الشاي؟</span><br />
<span style="font-size: large;">--يا حميدة ..راه يقول لك لمن تطيب فلاتاي؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- قل له لينا قاع.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- يقول لك السائق أنه لنا جميعا. على حسابي ..ما تتقلق.</span><br />
<span style="font-size: large;"> أخبرت لوركان بما قاله فرد علي بمثل إيرلندي و هو يضحك.</span><br />
<span style="font-size: large;">--<span style="color: black;"> It is sweet to drink but bitter to pay for</span>. حلوة ان تشرب لكن المرارة ان تدفع ثمن ذلك.</span><br />
<span style="font-size: large;"> أخذ احميدة الابريق و أفرغ الماء الدافئ دون الشاي و أضاف له ماء جديدا.</span><br />
<span style="font-size: large;"> نظرنا إليه بتعجب فرد علينا بلغة الخبير.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- غسلته من الغبار..والله رايحين تذوقوا شاي عمركم ما ذقتوه في حياتكم.</span><br />
<span style="font-size: large;">مرت دقائق و أخذ حميدة علبة ثانية وأخرج منها أعشابا يابسة و أضافها إلى إبريق الشاي. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- هذا نعناع نتاع جناين الهقار...والله الشاي اللي يطيب بيه ما تلقى كيفه.</span><br />
<span style="font-size: large;"> لم ننتظر طويلا ليخرج حميدة كيسا من عجينة التمر او البطانة كما يسميها أهل الصحراء و بدأ يوزع علينا قطعا منها.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- تمر ميزاب ..والله ما تلقي كيفه فين ما رحت..هذا تمر أحمر يغرسوه سبيسيال للبطانة و يديروا بيه كسرة التمر ..اتمتعوا بصحتكم... اللي ما شبعش راه كاين الخير.</span><br />
<span style="font-size: large;"> قلت في نفسي و كأن هذا الرجل علم ما في نفسي. لقد كنت أسمع مصارين بطني و هي تصفر من الجوع. و لكني لم أكن وحدي. فقد التهم الافريقي الصامت وجبته مرة واحدة.</span><br />
<span style="font-size: large;"> رفع أحميدة إبريق الشاي و بد في خلطه في كاس كبيرة سماها ''الخلاط'' تارة يرفع الابريق و تارة يخفضه حتى طلعت رغوة كبيرة أعلى الكأس. هنا شرع حميدة في صب الشاي في الكؤوس التي كانت بعددنا .يلصق الابريق بالكاس و يبدأ في الصب ثم يرفع الابريق الى أعلى من رأسه دون ان تسيل قطرة واحدة خارج الكأس. "إنه فنان حتى في صب الشاي "قال لوركان. </span><br />
<br />
<br />
<span style="font-size: large;"> </span></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-17857204386712096202020-01-10T00:00:00.000+01:002020-01-10T00:21:13.837+01:00كي العربي كي الترقي كي الشناوي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjHxewoA73uPfSLeTpj7W0xAzHaz4um9ClSeoggFG42KU3oPcLCCWRJRPnWC62YS-hR4N4Yz1hCgPN45HS9DqhlF6eynprO7kq7mEbqPRuyBN7S9SQPlyFeg52BDCfZKCNKJbMY8fd8cA/s1600/18646155_834918076657586_8523425464348311552_n.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="1080" data-original-width="1080" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjHxewoA73uPfSLeTpj7W0xAzHaz4um9ClSeoggFG42KU3oPcLCCWRJRPnWC62YS-hR4N4Yz1hCgPN45HS9DqhlF6eynprO7kq7mEbqPRuyBN7S9SQPlyFeg52BDCfZKCNKJbMY8fd8cA/s400/18646155_834918076657586_8523425464348311552_n.jpg" width="400" /></a></div>
<span style="font-size: large;"><b>ترجلنا أنا و السائق و صاحبه العربي من السيارة و بقينا ننتظرالبقية لانهم كانوا يغطون في نوم عميق. أيقظت إغابي النيجيري والايرلندي بينما تكفل احميدة بإيقاظ الافريقي الثاني الذي لم يتكلم أبدا منذ ان انطلقنا من عين صالح. طلب منا مرافق احميدة ان نتبعه بينما تكفل هو بفتح صندوق السيارة الخلفي و أخرج بعض الأغراض. عرفت فيما بعد أنها مستلزمات تحضير الشاي الذي وعدني به احميدة في الطريق.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> واصلنا تتبع صاحبنا العربي إلى أن توقف وسط أرض مسطحة فهمت فيما بعد انه كان يبحث عن منطقة خالية من الصخور خوفا من الأفاعي و العقارب التي تملأ المكان. القمر بدا لي وكأنه كوكب المشتري بعد ان كبُر حجمه ومن شدة إضاءته كنت استطيع ان أرى تضاريسه و أوديته بكل وضوح. حتى الإرلندي بدا عليه الانبهار بهذا المشهد و أخبرني انه لم يسبق له أن رأى في حياته مشهدا كهذا.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- يا للروعة..صدقني لم أشاهد القمر أقرب الى الأرض قبل هذا اليوم..أشعر كأني أستطيع ملامسته لو صعدت الى ذلك الجبل.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--حتى النجوم تبدوا و كأنها أكثر إنارة هذه الليلة. تبدو و كأنها ليلة غير عادية.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> سألت احميدة الذي أقبل يحمل أغراضه عن سر هذا المشهد العجيب فأجابني انه لا يملك تفسيرا لذلك لأنه أعتاد على رؤيته مذ كان صغيرا. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ربي رحيم بنا. يعني كل هذا الفراغ يا جماعة وهذا الصحراء و هذه الرمال و الأحجار و يزيد يظلمها علينا؟ ربي رحمنا بهذه بالانوار حتى نعرف طريقنا.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> --القمر أكبر حجما هنا يا حميدة...لم أشاهده هكذا من قبل.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ريّح يا شيخ وسترى العجب كي تشوف الشمس تطلع وراء الجبال هذيك.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> وكان الايرلندي فهم اننا كنا نتحدث عن ذلك المشهد فطلب مني ان أترجم ما قاله احميدة عنه. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ليتني كنت استطيع استعمال الكاميرا هنا. إنه مشهد لا يُنسى.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> استأذننا في الذهاب الى السيارة و أحضر حقيبته بينما جلسنا نحن على الأرض , بعد ان أكد لنا صاحبنا العربي أن الرمال هنا نظيفة و حبّاتها كبيرة كحبات الكسكسي و لا تلتصق حتى بملابسنا. جلس الجميع حول دائرة حجرية تبين لنا انها استخدمت من قبل في اشعال النار فقد كان الرماد و بقايا الحطب السوداء يغطيها.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> انشغل السائق بجلب الحطب من بقايا الاشجار اليابسة بينما أحضر صاحبه بعض الحشائش اليابسة و وضعها داخل الدائرة بينما أحضر حميدة حزمة من الاعواد ورتبها بإتقان فوق تلك الدائرة الحجرية. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> شعرت بالبرد يتسلل إلى جسمي عن طريق قدماي فهما أول من تتحسس أي هبوط في درجة الحرارة. بدأت يداي ترتجفان من شدة البرد. لم أكن الوحيد الذي شعر بذلك بعد أن استعجله صاحبه العربي ثم الافريقي الصامت الذي أنطقه البرد أخيرا. الوحيد الذي لم تبدُ عليه علامات الشعور بالبرد هو صاحبنا الايرلندي. لقد أخرج ورقة و قلم رصاص و راح يرسم المشهد ويدون مع الرسومات ملاحظات باللغة الانجليزية مستعينا بسيجارة من علبته الفاخرة.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> أشعل العربي عود الثقاب و وضعه بدقة تحت كومة الأعواد وسط الحشائش اليابسة. التهمت الأعشاب عود الثقاب المشتعل بسرعة و كأني بها هي الأخري أحست بالبرد القارس الذي كان يلدغنا. انتشرت السنة اللهب الى الاعواد بسرعة. لم يتطلب الأمر ان ينفخ فيها ذلك العربي حتى تلتهب. سارع الجميع الى مد أيديهم لالتقاط ما تيسر من الحرارة المنبعثة من موقدنا. اما صاحبنا الايرلندي فواصل عمله غير مكترث لا بالبرد الذي كان يسود المكان و لا بالنار التي كانت توفر لنا مزيدا من الدفء.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> لقد أكمل الورقة الاولى ثم شرع في الثانية. أخرج علبة الالوان و شرع في تلوين ما رسمه حتى انه رسم السنة اللهب المنبعثة من النار و رسم الحضور بدقة عجيبة حتى انه كان بأمكان كل واحد منا أن يميز نفسه فوق الرسمة.. كنا ننظربإعجاب لما كان يفعله مستعينا بضوء القمر المنير و النار.لم يتمالك صاحبنا العربي نفسه و سألني ضاحكا: </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- يا شيخ...والله حتى تسقسيه.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--علاش نسقسيه؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- قل له يا شيخ ..اسمي مكتوب؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> كنت الوحيد الذي فهم قصده. ضحكت كثثيرا لأني أنا أيضا تذكرت مباشرة مسرحية عادل إمام " شاهد ما شافش حاجة'' بعد ان رأيت الايرلندي يدون جملا الى جانب رسوماته.انتظرت بفارغ الصبر أن ينتهي مرافقنا الاوروبي من عمله لأسأله عما كان يفعل.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أنا معتاد على ان ادوّن كل شيئ جديد أراه في كل بلد أزوره. انا أكتب حتى عن الحشرات التي أشاهدها لأول مرة. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> ليؤكد كلامه أخرج ورقة و أراني نملة قام بلصقها على رمال على الورقة وقام بكتابة ملاحظاته عن النملة.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--هذه نملة لم أشاهد مثلها في حياتي. نملة معدنية كانها من الفضة عثرت عليها في عين صالح. امسكتها و حملت بعض الرمل في جيبي و عندما وصلت الى الفندق قمت بلصق الرمل على المذكرة ثم الصقتها على الرمل ..ساحتفظ بها كذكرى من صحراء الجزائر. ثم اخرج مذكراته التي كتبها عن رحلته في المغرب.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> لم ينتظر احميدة كثيرا بعد ان أنهى الايرلندي شرحه لما يفعل ليطلب مني أن أترجم لهم ما قاله. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- شفت يالشيخ ..هذه ناس تاع علم..شوف السوادين هاذوا..والله رايحين جايين و الله ما يكتبوا حرف...شوف الناس.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- وعلاش انت راك تكتب؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- والو..ياولدي ماشي كيف كيف...انت وليد عين صالح كاش ما عمرك كتبت؟ أنا طاكسيور..ما عندي وقت.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- اولادك تاني ما يعرفوا يخدموا ذاك الشيء ...أحنا قاع كيف كيف كي السوداني كي العربي كي الترقي.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- كي الشناوي كي الجيجلي.</b></span><br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-70613209147051023142020-01-08T21:27:00.002+01:002020-01-08T23:04:45.551+01:00غلطة التارقي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfkT_ZBpT0yjK9F0fzCcefZP6fR7meP4Raa950RKfjBUMBTzv-VtPChsARV-Pn30XP6_V1v_QpBgmVTVCQw8qIRrfsFOhyo5JXMI76-i4KEnSo4_bvDo5e-2H8hzhfJ9fvw1NFNYl9jwk/s1600/ob_809150_14633091-967985499973466-7391928711841.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="253" data-original-width="330" height="245" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfkT_ZBpT0yjK9F0fzCcefZP6fR7meP4Raa950RKfjBUMBTzv-VtPChsARV-Pn30XP6_V1v_QpBgmVTVCQw8qIRrfsFOhyo5JXMI76-i4KEnSo4_bvDo5e-2H8hzhfJ9fvw1NFNYl9jwk/s320/ob_809150_14633091-967985499973466-7391928711841.jpg" width="320" /></a></div>
أ<b><span style="font-size: large;">ردت ان اختبر معلومات احميدة التاريخية لكنه بدا متاكدًا مما يقول خاصة و انه ذكر لي السنوات بالتحديد. </span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هذه الحكاية صرات يالشيخ في 1881 و ذكرها مؤرخين ياسر..والقائد الفرنسي الذي تم قتله مسموما الليلة هذيك اسمه كومندان فلاترس. وفرنسا بسبب هذيك الضربة ما زادتش جات حتى ل 1889</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يعني فرنسا و ما أدراك ما زادتش دارت في المنطقة لمدة 8 سنين؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--إيه يالشيخ ...وين تجي؟ كانت تحضر نفسها لكننا كنا نعرف الصحراء...يعني تجي في مارس والا أفريل فترة الزوابع الرملية تنتحر. من بعد ماي السخانة ياسر حتى لأكتوبر. في أكتوبر نتحركوا احنا في الصحراء ما تلقاناش.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يا ودي بركا ما تخرط عليه. ماشي الشيخ امود أغ المختار القايد تاعكم هرب و خلاها؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- إيه ..شافكم انتم العرب تحاربوا مع فرنسا ما قدر يقاوم على جيهتين...راح الى توارق ليبيا و حارب معاهم حتى مات في 1928.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هذاك اللي مسمية عليه ثانوية تامنراست؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- إيه هو يالشيخ ...مجاهد كبير ..الله يرحمه.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- قلت لي يا حميدة التوارق داروا غلطة كبيرة ..واش هي هذه الغلطة؟ حاربوا فرنسا؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- أبدًا يالشيخ. الغلطة هي أنهم ما قبلوش بالاستعمار الفرنسي و رفضوا يبعثوا اولادهم يقراو في المدارس الفرنسية كيما داروا العرب و الحراطين.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- آش باغي تقول علينا أحنا؟ احنا قبلنا بفرنسا؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- التوارق ما قبلوش يتعلموا لغة الفرنسيين...خافوا على لغتهم و تقاليدهم ...من بعد الاستقلال الادارة الجزائرية خدّمت اللي قراو عند فرنسا و خلات اللي ما قبلوش يتعلموا لغتها.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- آش يخدموا بيكم انتم؟ آش تعرفوا تخدموا أنتم ؟ما قريتوا ما تفهموا ما تخدموا..</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> استشاط حميدة غضبا من كلام صديقه العربي و كاد يوقف السيارة لولا أن منعته. أما العربي فقد كان يضحك من كلام السائق و يطلب مني أن لا أصدق كلامه فكله ترهات و خرافات.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- بالاك تامنه يالشيخ هذو مساكن التوارق فاتت عليهم الحضارة و خلاهم متخلفين علينا . تصور يالشيخ مرحاض ما عندهمش في دارهم.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- ما عندناش و مانديروهش في دارنا. احنا شعب نظيف وما يقبلش الخماج حاشاك يالشيخ داخل الدار.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هذه ثقافة و كل واحد ينظر للنظافة بطريقته الخاصة. يعني في رايك رفض تعليم ابنائكم في المدارس غلطة كبيرة للتوارق؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- طبعا يالشيخ...لوكان علّمنا اولادنا في المدراس لو كان استفدنا أكثر من دولتنا.. روح شوف الادارات في تامنراست و عين صالح. شكون اللي حاكمينها؟ غير اللي جاؤوا من الشمال و العرب و الحراطين.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هكذا نفهم يا حميدة بلي ندمتوا على فرصة كبيرة.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- هذيك هي يالشيخ. كنا أسياد الصحراء فأصبحنا في ذيل الترتيب في المجتمع. قاع يضحكوا علينا لأننا لم نتعلم في المدارس و حافظنا على ثقافتنا.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يعني لو كان تعلمتم كنتم ستصبحون أفضل؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--مكاش كيما القراية يالشيخ. لو كنت قاري كنت فتحت وكالة سياحية و نستقبل السياح من جميع الدول و نكري سيارات و نبني اوتيلات و نخلص غير بالدوفيز.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- عندك ابنك خرج من الجامعة. يقدر يعاونك.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--ما شي ساهلة يالشيخ . اللقب نتاعه تارقي..يحقروه..قلت نفتح له وكالة سياحية الخدمة نقصت ياسر...لاسواح و لاهم يحزنون..هو درس تجارة غير باش يفتح وكالة ..الوكالات كلها لأصحاب الشمال. هلكنا الارهاب الله لا تربحه.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والله كاينة...اول مرة جيت لتامنراست في 1991. والله كانت تغلي بالسياح.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- يا حسراه يالشيخ ...والله في السمانة كنت نصور ما شاء الله..شريت زوج سيارات و دار في تامنراست و زدت تزوجت.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">كنت ندي فوج من تامنراست لقمة أسكريم و نرجعهم لتامنراسث نصور قد ما نصور في شهرين.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">آو..ما لاكنت تضرب على الراس؟</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">--لا يالشيخ... كنت نعرف نخدم. نخلص غير بالدوفيز...نشري من عند السواح القش و نعاود نبيعه.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- اسمح لي يا حميدة...راك كارثة يا صاحبي انت رجل اعمال من الكبار.</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"> هنا توقف احميدة عن الكلام بعد ان نال اعترافا كان يبحث عنه و خرج عن الطريق ليتوقف قائلا :</span></b><br />
<b><span style="font-size: large;">-- والله يا شيخ تستاهل كاسة تاي من النوع الرفيع...ننزل هنا قاع و نديروا فيها قصرة عمركم ما تنساوها. هنا عين امقل. نكنيظ امويت ايالله...الحمد لله بالتارقية يالشيخ.</span></b><br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-76847983033010694062020-01-07T21:00:00.002+01:002020-01-08T18:16:04.368+01:00الهبالة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiweiOMAaDH1LKdlE2hnsWg1x4M3mikptoPYEJ1-wynZiJ9r0DKJvz7NgsgObseU3_LDZTu9wCw34D5WYO6mI6CS6pq7yurNn1U34aC_YF7VRTvLxvJsfdq6fNKJ1YG49-0XZh_RPezIHw/s1600/maxres.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="360" data-original-width="480" height="300" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiweiOMAaDH1LKdlE2hnsWg1x4M3mikptoPYEJ1-wynZiJ9r0DKJvz7NgsgObseU3_LDZTu9wCw34D5WYO6mI6CS6pq7yurNn1U34aC_YF7VRTvLxvJsfdq6fNKJ1YG49-0XZh_RPezIHw/s400/maxres.jpg" width="400" /></a> <span style="font-size: large;">انطلقت بنا السيارة مجددا بعد أن نال السائق احميدة قسطه من الراحة. سألته كم مرة يعبر هذا الطريق في الاسبوع فأجابني بانه أحيانا يقطعه 3 مرات في الاسبوع و يرتاح يوما فقط في الاسبوع. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- أحيانا يالشيخ والله ما نرتاح.. تحتاجني السلطات نحوس بزوار الولاية من الرسميين و الدبلوماسيين فالصحراء نخدم ما نحبسش.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- و علاش يختاروك انت بالذات؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- في حياتي مادرتش حادث مرور و اعرف مسالك الصحراء كلها. يعني تركب معايا ما تضيعش في الصحراء يالشيخ.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- اشحال وانت تخدم هكذا ؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- أكثر من 18 سنة.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- الله يبارك.</span><br />
<span style="font-size: large;">--أنا نسعى على زوج عائلات . واحدة في تامنرست و واحدة في عين صالح. </span><br />
<span style="font-size: large;"> هنا استيقظ صاحبه العربي فجاة ليؤكد ما قاله معاتبا أياه على تسببه في أزمة ديموغرافية للبلد.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هذا يالشيخ راه عنده 12 طفلا. خمسة في تامنراست و سبعة في عين صالح.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- قل الله يبارك يا صاحبي. ما خصني غير انت تحسدني.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- ما ني حاسدك يا ودي- يقصد يا ولدي- ربي يزيدك ان شاء الله. ياك انت تحب الوليدات.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- إيه...ربي انعم علي بيهم ...الحمد لله...واحد راه بالاك يقرا عندك يالشيخ. </span><br />
<span style="font-size: large;">-- ما اعرف ..واش نقمته ؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- أق الساهلي </span><br />
<span style="font-size: large;">-- ما تقوليش هذاك ولدك؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- إيه ولدي..الشيخ اتهلا فيه ربي يهنيك.</span><br />
<span style="font-size: large;"> أردت ان اخبره ان إبنه عبارة عن كارثة بشرية فهو لا علاقة له باللغات الاجنبية وانه لا فائدة ترتجى منه ولكني تراجعت حتى لا أفسدعليه الرحلة.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- عندي سبعة يقراو ..واحد كمل قرايته و اربعة ما زالوا صغار.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- الله يبارك...ربي يحفظهم لك.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- اللهم أمين..آمين..أحنا التوارق يالشيخ غلطنا غلطة كبيرة و رانا نخلصوا فيها. راك فاهمني يالشيخ.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لا سامحني....هنا والله ما فهمتك. واش من غلطة.</span><br />
<span style="font-size: large;">--شوف يالشيخ..احنا التوارق كنا أسياد الصحراء ...هكذا يقولوا علينا </span><br />
<span style="font-size: large;">-- و ما زلتم أسياد الصحراء.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- لا..راك تقمبر بيا الشيخ.</span><br />
<span style="font-size: large;">هنا تدخل صاحبه العربي مستهزءا.</span><br />
<span style="font-size: large;">--أسياد الصحراء ؟ من وقتاش ؟ نحن العرب أسيادها.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- أنتم العرب لم تحاربوا فرنسا كما فعلنا نحن. الشيخ أمود و تينهينان يشهدوا علينا. تعرف قصة الكتيبة الفرنسية اللي قضى عليها التوارق في ليلة واحدة؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هذي و الله ما نعرفها...وقتاش صرات؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هذه يااشيخ حكاوهنا اجدودنا ..جاءت كتيبة فرنسية في القرن اللي فات حبّت تستعمر الجنوب..بعث قائد الكتيبة مبعوثا فرنسيا لزعيم قبيلتنا ناحيةعين صالح و طلب منه تسليم المنطقة دون قتال على ان يحفظ للاهالي حقوقهم و أملاكهم. </span><br />
<span style="font-size: large;">--عربيتك جميلة يا أحميدة..</span><br />
<span style="font-size: large;">-- شكرا...هذه قصة حفظتها هكذا.</span><br />
<span style="font-size: large;">هيه..كمل الحكاية .</span><br />
<span style="font-size: large;">إيه ...قلت لك رحب زعيم قبيلة التوارق بالمبعوث الفرنسي و اتفقوا على تسليم المدينة بدون قتال.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هيه هيه ..و يقول لك أسياد الصحراء. كيفاش أسياد الصحراء و انت تقول استسلم بلا قتال بلا جد ماليكم؟</span><br />
<span style="font-size: large;">--ما كملت الحكاية...اصبر علي شوية...إيه كيما قلت لك يالشيخ اتفاهموا غدوة من ذاك يجي الفرنسيون و يدخلون بلا مشكل. لكن الزعيم الترقي طلب منهم قبول دعوة للعشاء على شرف الكتيبة بأكملها..قال له أن التوارق يكرمون الضيف و هذا من شيمهم.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هيه هيه هيه...استسلام و وزيد عشاء من فوق..قالك أسياد الصحراء. هيه هيه..</span><br />
<span style="font-size: large;">--يا ودي اصبر ما تقاطعنيش. غدوة من ذاك جاءت الكتيبة ب350 فرد..كما وعد مبعوثها ... استقبلهم زعماء القبيلة و نصبوا لهم الخيام و بدات النسوة في تحضير وليمة العشاء. على بالك الشيخ ..لم يبق من الكتيبة الا حوالي 40 فرد..تم القضاء عليهم بالسيوف.</span><br />
<span style="font-size: large;">-- و الباقي؟ 310؟</span><br />
<span style="font-size: large;">-- هاذوك يالشيخ تعشوا الكسكسي ...حطينالهم حشيشة يسموها الهبّالة...حشيشة سامة تنبت في الصحراء...حتى البعير ياكل منها يموت...حطيناها طابت مع اللحم. والله تقدر تلقاها في الكتب تاع فرنسا..مذكورة الحكاية .</span><br />
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<span style="font-size: large;"> </span></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-43624992776449585482020-01-04T00:43:00.000+01:002020-01-04T00:43:04.206+01:00غضب الايرلندي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><b><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVhUuKszBdG9DFvtRL7Ixy-5GaoXDVWh9RYX3mnjI6L7j2ZzuWMXPq-haepTYCXNzESdNx9-QBBfUxsXeRVP7VCibdZGDUylevAGgrbUoZ-q-LIA1IafR0nCgs0hRdNDSkrfQto89KYgI/s1600/9346-Desert-Night--by-mono-elemento.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="424" data-original-width="640" height="265" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVhUuKszBdG9DFvtRL7Ixy-5GaoXDVWh9RYX3mnjI6L7j2ZzuWMXPq-haepTYCXNzESdNx9-QBBfUxsXeRVP7VCibdZGDUylevAGgrbUoZ-q-LIA1IafR0nCgs0hRdNDSkrfQto89KYgI/s400/9346-Desert-Night--by-mono-elemento.jpg" width="400" /></a></b></span></div>
<span style="font-size: large;"><b>دخلنا الى المحل و كم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت ان المحل لا تضيئه سوى شمعتين اوشكتا على الانطفاء. رحب بنا البائع و كان أكثر ترحيبا بالسائح الاوروبي. لم أجد ما كنت أروم شراءه فالمحل كان خاويا الا من بعض علب الكبريت , السجائر, البسكويت و السكر و الشاي. كان البائع الترقي بصدد طبخ الشاي على الجمر في زاوية مظلمة من المحل. طلبت من البائع كأس شاي و علبة بسكويت و علبة سجائر. سلمني علبة البسكويت و كأس الشاي أما السجائر فقال انه لم يتبقي له الا خمسة سجائر فقط. سلمت له مبلغ الحساب و انتويت الخروج عندما أستوقفني الايرلندي.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- سيدي, ألا يوجد غير هذا المحل؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- هذا هو المحل الوحيد المتوفر حاليا قبل الوصل الى وجهتنا.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- مستحيل..غير معقول؟ 658 كلم في صحراء ضخمة كهذه لا يوجد سوى هذا ال...كيف أسميه ؟هذا ليس محلا .</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--هون عليك يا سيدي...نحمد الله ان وجدنا هذا. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ماذا تقول؟ انتم راضون عن هذه الوضعية ؟ </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> أردت ان أخبره عن ما يعانيه هذا الشعب بسبب رفضه للوضع و لكني أثرت الصمت . و كأنه فهم ما أردت ان أقوله.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أعذرني يا سيدي...أقسم انن لو كن نملك في ايرلندا ربع ما يملكه بلدكم هذا لأصبحنا أقوى دولة في العالم. يا سيدي بلد بكل هذه المقدرات لا يملك فندقا واحدا على طريق طوله 1058 كلم. مستحيل.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> شعرت أن السيد يعاتبني و كأنني مسؤول عن هذا الوضع فقلت له:</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> -- سيدي من انت بصدد معاتبته ليس سوى مدرسا بإحدي ثانويات هذه الصحراء..خذ لك كاس شاي واتبعني لتعرف الحكاية.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> أخذ كأسه و أشعل سيجارة و عرض علي أخرى.لم أرفض العرض فسيجارة ونستون لا تقاوم إذا كانت في جيبك سجائر ريم القاتلة. شكرته و خرجنا نقصد السيارة لكننا وجدنا السائق و بقية المسافرين يغطون في نوم عميق. لم يطق الارلندي الانتظار فبادرني قائلا.:</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ما ذا أردت أن تقول خارج المحل؟ ما هي قصتك؟آسف إن سببت لك حرجا او مشكلا.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- لا ..فقط وجب الحذر مما تقول.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--طيب و ما حكايتك؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- كما تعرف انا من الشمال و اشتغل في سلك التعليم هنا في الصحراء و انا منذ امس في عطلة لمدة أسبوعين.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- صحيح .انت لا تبدو من الجنوب. صحيح فعلا لكن لماذا لم تذهب الى الشمال؟ أأحببت الجنوب لهذه الدرجة؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أحببت الجنوب؟ اتمازحني؟ أنا أنتظرت العطلة بفارغ الصبر لأزور والدتي في جيجل. جيجل حيث أقيم في شمال شرق الجزائر. مدينة ساحلية من اجمل ما قد تراه عينك.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- آه تذكرت. فهمت الآن .تقصد الوضعية الأمنية .فعلا حذرتني مصالح بلدي قبل القدوم الى الجزائر.أكمل</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- قبل العطة باسبوع اتصلت بوالدتي لأطمئن عليها لكنها فاجأتني بطلبها مني عدم الذهاب الى هناك. الوضع الأمني تدهور بشكل رهيب و لا يمر يوم إلا و يقتل فيه رجال أمن أو مواطنون مساندون للحزب المحظور.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- تقصد حزب الاسلاميين ؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--نعم . </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و ما دخلك انت؟ أنت مدرّس و لست رجل أمن و لا يبدو عليك أنك إسلامي فانت تدخن و تتكلم الانجليزية معي دون مشكل. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--هنا المشكلة . أخي الأوسط يشتغل في سلك الأمن اما أخي الأكبر فهو من انصار الحزب المحظور و تم اعتقاله و اطلاق سراحه بسبب ذلك.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أعتُقل لأنه ناشط في هذا الحزب؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- لا اعتقلوه لأنه كان يحضر حملاتهم الانتخابية.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--لا أفهم يا سيدي . وما شانك انت في كل ذلك؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--الانتقام .أصبح كل طرف يصفي حساباته مع الطرف الآخر باغتيال أفراد عائلات الطرف الأخر.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--فهمتك الآن. يعني أن الاسلاميين قد ينثقمون من أخيك رجل الأمن بتصفيتك أنت.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و العكس صحيح ...رجال الأمن قد ينتقمون مني لأني أخ لأحد أنصار الاسلاميين.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- أوو..وضعيتك صعبة فعلا...ليتني أستطيع مساعدتك...عذرا ما كان يجب على ان اتحدث معك بذلك الشكل. </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--لا تثريب عليك. جهود الدولة الآن منصبة على استعادة الأمن بدلا من تحسين الأوضاع الاقتصادية. كما ترى فالسياحة تضررت كثيرا بسبب الوضع الامني.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- تقصد انه لا يمكن الاهتمام ببناء المرافق السياحية طالما لا يوجد سياح.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--بالضبط . الجدوى الاقتصادية ضرورية قبل اطلاق أي مشروع. الأموال مخصصة الآن لحماية المنشأت الاقتصادية قبل أي شيء آخر.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- ما قرأته عن بلدكم قبل قدومي تحدث عن تدهور الأوضاع في الشمال و ليس في الجنوب.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--الأمر سيان . لقد تأثر الجنوب بما يحدث في الشمال. الاعلام عندكم يتحدث عن الجزائر كبلد واحد و ليس الجهات المعنية بالارهاب فقط.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- صحيح. حتى نشرات التحذير االتي تصدرها وزارة خارجيتنا تحذر من السفر الى الجزائر.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- نحن بلد مغبون في كل شيء. هل تصدق انه حتى جيراننا يسيئون إلينا حتى يسترجعوا السياح الذين اعتادوا السفر الى الجزائر.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- عذرا . ماذا تقصد بالضبط.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- قبل أيام كتب صحافي جزائري مقيم في باريس عن ظاهرة منتشرة بين سواق الطاكسيات التونسيين المقيمين في فرنسا.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و ما ذا يفعلون؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- تصور ان اي زبون يستقل سيارتهم يسلمونه قصاصات الجرائد التي تتحدث عن المجازر التي تحدث في الجزائر.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- و لماذا يفعلون ذلك؟</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>-- الأمر واضح ..لدفعهم لزيارة تونس حيث يوجد الأمن و الآمان حسب اعتقادهم.</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b> أنهيت كأس الشاي مثلما فعل رفيقي الارلندي قبل أن ينتبه الى أنه دخن كل السجائر التي كانت في علبته. أراد أن يكمل الحديث بعد أن يستخرج علبة من حقيبته. ما إن فتح باب السيارة حتى استيقظ احميدة و نادى علي مباشرة</b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>- الشيخ؟...هيا اطلع ...مابقي وقت . </b></span><br />
<span style="font-size: large;"><b>--</b></span><br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2467398416126060792.post-63788848050685455392020-01-03T00:32:00.001+01:002020-01-03T00:33:04.231+01:00الترقي لا يتيه<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj17cqRBauveKTBYT2jhCyEdWh2h4udyowFJnFvJQrKHMVoxfLU3CYaLE0PJ33BdgXBvBMbyBCWxpTCJlGdwtKSa3i2qJeX3amflOscW2dj_pOvX_dFWXQl3tW9LFDe3RbwWtGA86oL0bo/s1600/222.PNG" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="634" data-original-width="1283" height="196" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj17cqRBauveKTBYT2jhCyEdWh2h4udyowFJnFvJQrKHMVoxfLU3CYaLE0PJ33BdgXBvBMbyBCWxpTCJlGdwtKSa3i2qJeX3amflOscW2dj_pOvX_dFWXQl3tW9LFDe3RbwWtGA86oL0bo/s400/222.PNG" width="400" /></a> <span style="font-size: large;"> <span style="font-size: small;"><b>واصلنا السيرفي وسط تضاريس من أغرب ما يرى الناظر فكثبان رملية على مد البصر تارة او جبال صخرية سوداء تارة أخرى او مزيج بينهما. الشيء الأكيد ان الحياة لا أثر لها هنا. كنت اعتقد ذلك قبل أن تكذبني تلك القطعان من الغزلان التي ظهرت فجأة امام السيارة. أخذت الغزلان تجري مذعورة و كأنها شعرت بأن السائق يطاردها بسيارته في منظر لم أشاهده إلا في تلك الاشرطة الوثائقية التي كانت تصور في أفريقيا. كان عددها كبيرا لكن كان بامكاني عدها بعد أن استمرت في الركض امام السيارة و بجانبها. المنظر أعجبني و هنا تدخل السائق حميدة.</b></span></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- تعرف يالشيخ وحد البنة فيها ما تقد تتصورها. </span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- موالف تصيدها؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- إيه يالشيخ ...والله ما يفوت شهر بلا ما نصيد وحدة...أحنا التوارق نعرف وين نلقاوها و نعرف نصيدوها بسهولة. مشوية على الرمل ما تلقاش كيفها. يديروها في عين صالح بصح باللحم غنمي</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- سمعتهم مرة يحكيوا على ملة</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- إيه ...هي بالضبط كسرة محشية باللحم المتبل تطيب تحت الرمل.</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- هذا دليل على أن الحياة موجودة هنا يا حميدة... ما شفت حتى شجرة و الا حشيش أخضر او يابس هنا .. ومنين تعيش هذه الغزلان؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- ربي رزاق عظيم الشان سبحانه..لوكان تتوغل في الضحراء تشوف العجب...بين هذه الجبال و الصخور و العروق كاين بحيرات و حشيش و دنيا قايمة.</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- عمرك تهت في الصحراء.</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- هههه....آه يا شيخ....تقول على واحد ترقي تاه في الصحراء يضحكوا عليك هنا. أنت من جيجل ياك؟ تقدر تقول على واحد عايش في الجبل ضيع الطريق و تاه في الجبل؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- ماشي كيف كيف...تمة حتى إذا ضاع مايموتش بالعطش او السخانة.</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- إيه..كاينة ..انا نحكي على الخبرة...آني نعرفها يالشيخ...حكمة خلاوها الجدود ..اول شيء يحافظ عليه الترقي هو الماء و الحليب..و هما في زوج من السوائل. على هذيك المثل عندنا يقول ''امان ايمان اخ ايسودار'' و يعني الماء هو الحياة و الحليب هو القوت او الزاد</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- عاود المثل هذا آحميدة ربي يحفظك</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">--امان ايمان اخ ايسودار..ساهل </span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">--امان ايمان اخ ايسودار...خلاص حفظته..و لوكان تصرا و تضيع فالصحراء واش تدير؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- إذا كنت في الصحراء و فقت باللي تهت اول حاجة تحبس المشي. ما تزيدش خطوة .اترك السيارة و ارجع تبع أثار العجلات. ما تجريش. الماء دايما معاك. ما تشربش الماء...غير حط شوية في فمك و ابق دوّر لسانك فيه. غطي روحك من الشمس باش ما تعرقش . أمش وما تطلعش الكثبان الرملية او الصخور باش ما تفقدش الطاقة...إذا لقيت آثار ماشية ماعز و الا غنم و الا بعير تبعها...هذا ماكان.</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- كاين اللي تاهوا ولقيتهم, جزايرين ؟ سياح أجانب؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- إيه ..صرات ...بالصح ماشي ياسر...الاوروبيين عندهم الماتريال ...الخرائط و البوصلة و الراديو ..تعلموا..رجعوا يمشوا مجموعات و يكروا دليل ينعتلهم الطريق...عندهم الدوفيز... المغابن هاذوا السوادين.</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- واش بيهم؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- هاذوا ما عندهمش مساكن...يبدلوا طريق النظام باش يهربوا من حرس الحدود و على بيها يتيهوا</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">--كاين اللي ماتوا؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- ياسر ...اشحال من واحد لقينا غير عظامه مسكين. و نزيدك حاجة..</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- تفضل</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- هاذو اللي جايين من اروبا بلادهم تحوس عليهم و تجري عليهم ..سقسي على هاذوا السوادين مساكن والله واحد ما عارف ليهم قاع... تعرف الشيخ..كاين ابن تاتشر هاذي ...الوزيرة الاولى تاع النجليز...هذا بنها تاه في الصحراء بين تيمياوين و تيىزاواتين 5 أيام. دارت حالة عليه...يحكي لي أبّا ان الدولة تاعنا خدّمت الطوارق كامل باش يلقاوه .</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- و لقاوه؟</span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;">-- إيّه...الحكومة قالت الجدارمية لقاوه بعد 5 أيام حي ..شافوه من هليكوبتر...و أبّا قال ليا هما اللي لقاوه و خبروا الحكومة. </span></b></span><br />
<span style="font-size: small;"><b><span style="font-size: medium;"> استمتعت كثيرا بحديث هذا السائق على أنغام علة البشاري. هي لحظات وتوقفت السيارة أمام بيت من طوب قال لنا السائق أنه محل تجاري .من أراد ان يتزود بالطعام او الشراب فلينزل. آي آي..شعرت و أن ركبتاي لن تحملاني مرة ثانية من كثرة الجلوس. نزل الجميع. توجهت مع الايرلندي الى ما قيل أنه محل اما البقية فمنهم من أشعل سيجارة و منهم من جلس ينتظر على الأرض. مرحبا بكم في ''آراك''.</span></b></span><br />
<br /></div>
أحسن بوفليغةhttp://www.blogger.com/profile/04020895830237390776noreply@blogger.com0